تستعد العاصمة الألمانية برلين ليوم ثانٍ من المحادثات المكثفة بين الوفد الأميركي ونظيره الأوكراني، إلى جانب حلفاء كييف الأوروبيين، في محاولة لدفع مسار التسوية بين أوكرانيا وروسيا نحو اختراق سياسي.
فقد وصف المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الذي يترأس الوفد إلى جانب جاريد كوشنر، مناقشات الأحد بأنها “إيجابية”، فيما كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن استعداد بلاده للتخلي عن حلم الانضمام إلى حلف الناتو مقابل ضمانات أمنية أميركية وأوروبية ملزمة، على أن يقرّها الكونغرس.
خلافات حادة حول دونباس والضمانات الأمنية
ورغم هذا التنازل الكبير، لا تزال عقد أساسية تعرقل التقدم، أبرزها رفض كييف طلب واشنطن سحب قواتها من جزء من دونباس الشرقية الذي لا يزال تحت سيطرتها.
كما طالب المسؤولون الأوروبيون والأوكرانيون بتوضيحات أميركية حول ما ستفعله واشنطن إذا خرقت روسيا اتفاق السلام وهاجمت أوكرانيا مجدداً، وهي نقطة ستتصدر محادثات اليوم، وفق وول ستريت جورنال.
مصادر مطلعة وصفت جلسة الأحد بأنها “صعبة”، مشيرة إلى أن الجانب الأميركي بدا متمسكاً بمسودة مقترحه للسلام المؤلفة من 20 بنداً، بينها تنازل كييف عن دونباس.
ورغم الاتفاق على تحديد حجم الجيش الأوكراني في زمن السلم بـ 800 ألف جندي، رفضت كييف مطلب التخلي عن الأراضي في دونيتسك، مؤكدة أن هذا الملف “حساس للغاية” ولا يمكن حسمه إلا عبر استفتاء شعبي وفق القانون الأوكراني.
أوروبا تطرح خطط دعم… وواشنطن مترددة
في المقابل، وضعت بريطانيا وفرنسا وعدة عواصم أوروبية خططاً مفصلة للمساعدات التي يمكن تقديمها لأوكرانيا، بما في ذلك احتمال نشر قوة طمأنة داخل البلاد. وقد نوقشت هذه الخطط مع مسؤولين عسكريين أميركيين، إلا أن واشنطن لم تحسم بعد طبيعة المساعدة التي ستقدمها.
موسكو ثابتة على موقفها: دونباس خط أحمر
على الجانب الروسي، أكد مستشار السياسة الخارجية في الكرملين يوري أوشاكوف أن موسكو ستعترض بشدة على أي خطة سلام تتضمن مقترحات كييف وبروكسل، مشدداً على أن أوكرانيا “لن تستعيد القرم ولن تحصل على عضوية الناتو”.
كما يُرجّح أن ترفض روسيا أي بنود تتعلق بإنشاء منطقة منزوعة السلاح في دونيتسك، في ظل تمسكها بالسيطرة على دونباس كجزء من رؤيتها للحل.