تتضارب التصريحات الأمريكية بشأن مصير بشار الأسد بين الترهيب والملاطفة ، الأمر الذي يعكس التذبذب الذي يطغى على السياسة الأمريكية ، ففي الوقت الذي جدد فيه وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" , أن إنهاء الحرب السورية مرهون برحيل "بشار الأسد" , ردد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "مارك تونر" , العبارة التي يستخدمها الروس والإيرانيين حول مصير الأسد , حين قال إن هذا الأمر "يجب أن يقرره السوريون" .
فأكد كيري , أمس الثلاثاء , على قناة بلومبرغ في نيويورك , أن أي حل سياسي في سوريا مرهون برحيل الأسد , مضيفاً إنه لا يرى أي طريقة ممكنة لبقاء الأسد , لأنه لا توجد طريقة لإنهاء الأزمة مع بقائه في السلطة .
و أشار كيري إلى أن "محادثات السلام المرتقبة بشأن الانتقال السياسي في سوريا ستختبر ما إذا كان بشار الأسد يمكنه التفاوض بنية حسنة أم لا" , مؤكداً أن المحادثات المقبلة بشأن سوريا يمكن أن تحدد كيفية تحقيق الانتقال السياسي .
و قال تونر , يوم أمس إن بلاده وروسيا متفقتان على أن "مصير الأسد يجب أن يقرره السوريون أنفسهم" , مشيراً إلى أن الهدف من المفاوضات هو "تهيئة الظروف من أجل انتقال سياسي للسلطة في سوريا" .
وأضاف كيري "لا توجد طريقة يمكنه (الأسد) أن يوحد البلاد بها. لذلك لابد أن تقر إيران وروسيا وغيرهم بأنهم إذا أرادوا تحقيق السلام لابد أن يرحل الأسد" , مردفاً أن المحادثات المقبلة بشأن سوريا يمكن أن تحدد كيفية تحقيق الانتقال السياسي , وهو البند الذي يثير خلافات بين وفد النظام السوري وممثلين عن المعارضة .
وكان وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" , أكد في تصريحات سابقة إن واشنطن تسرب معلومات عارية عن الصحة و وصفها ب"القذرة" , و اعتبر أن تصريح أمريكا بتوصل المباحثات الأمريكية – الروسية حول الحرب السورية بضرورة رحيل الأسد , كلام غير صحيح .