نُقل خمسة أشخاص على الأقل إلى المستشفى في مدينة هنتنغتون بيتش بولاية كاليفورنيا، إثر سقوط مروحية مدنية فوق منطقة قريبة من شاطئ مكتظ بالمصطافين، في حادث أثار حالة من الذعر بين الحضور.
وبحسب شبكة "سي بي إس" المحلية، فقد سقطت المروحية بشكل مفاجئ أثناء تحليقها على ارتفاع منخفض فوق الطريق الساحلي، حيث اصطدمت بعدة أشجار نخيل قبل أن ترتطم بجسر المشاة المقابل لمنتجع "حياة ريجنسي".
السلطات أكدت أن الشخصين اللذين كانا على متن الطائرة تم إنقاذهما من بين الحطام وهما في حالة مستقرة، فيما أُصيب ثلاثة من المارة، بينهم اثنان كانا يعبران الطريق لحظة وقوع الحادث.
وقد تم نقل جميع المصابين إلى المستشفى المحلي لتلقي العلاج، دون الكشف عن مدى خطورة الإصابات حتى الآن. وأغلقت الشرطة المنطقة المحيطة بموقع الحادث، وطلبت من السائقين تجنب المرور فيها لساعات، بينما باشرت فرق التحقيق والمعاينة عملها.
وأعلنت إدارة الطيران الفيدرالية والمجلس الوطني لسلامة النقل فتح تحقيق مشترك لتحديد أسباب التحطم، مشيرة إلى أن المروحية من طراز "بيل 222" ثنائية المحرك، تعود صناعتها إلى عام 1980.
مقاطع الفيديو التي تداولها شهود العيان على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت المروحية وهي تدور بعنف في الهواء قبل أن تهوي وتصطدم بالجسر المعدني وأشجار النخيل. وفي أحد المقاطع، شوهد جسم صغير يسقط من الطائرة قبل لحظات من التحطم، ما أثار هلع المتفرجين الذين وثّقوا المشهد بهواتفهم.
وقال كيفن بولات، أحد شهود العيان، لقناة "سي بي إس": "سمعنا صوتًا غريبًا يشبه الطنين، ثم رأينا المروحية تفقد السيطرة وتدور بسرعة نحو الطريق، وكانت الشظايا تتطاير في الهواء". وأضاف شاهد آخر: "الناس كانوا يركضون في كل الاتجاهات، والطائرة بدت وكأنها تميل نحو الجسر قبل أن تصطدم به مباشرة".
وتبيّن لاحقًا أن المروحية كانت تشارك في فعالية خاصة للطيران والسيارات نُظّمت قرب منتجع ووترفرونت بيتش، ضمن عرض غير رسمي أقامته شركة "إم دي هليكوبترز" في موقف السيارات المجاور، حيث كان الحضور يتابعون عمليات الهبوط من سطح أحد المطاعم.
ورغم وقوع الحادث على مقربة من موقع الفعالية، نفى المنظمون وجود علاقة مباشرة بين الحدث والتحطم. وتشير التحقيقات الأولية إلى احتمال حدوث خلل ميكانيكي أو فقدان السيطرة أثناء المناورة.
وفي بيان رسمي، أوضحت سلطات المدينة أن فرق السلامة تستخدم تقنيات تصوير حرارية وطائرات مسيّرة لتمشيط المنطقة وجمع الأدلة، فيما أفادت مصادر بأن الطيارين المشاركين في الرحلة يتمتعون بخبرة عالية، وأن التحليق كان جزءًا من تدريب استعراضي استعدادًا لمهرجان مقرر صباح الأحد.
وقد تزامن الحادث مع عطلة نهاية أسبوع مشمسة، ما أدى إلى ازدحام كبير على الشاطئ، حيث شهد المصطافون والمتزلجون لحظات من الفزع عند سقوط المروحية. وقال أحدهم: "كان الناس يصرخون ويهربون نحو الشاطئ، ثم بدأ الدخان يتصاعد من بين الأشجار".
ورغم المشهد المروع، أكدت السلطات أن سرعة استجابة فرق الإنقاذ ساهمت في تفادي وقوع خسائر بشرية، فيما تستمر التحقيقات لتحديد السبب الدقيق للحادث الذي وصفه مسؤولون بأنه "أعجوبة نجاة وسط فوضى ساحلية".