بعد أيام من توقيع إسرائيل ولبنان اتفاق وصف بـ"التاريخي" حول تقاسم حقول غاز المتوسط، أعلنت إسرائيل اليوم الثلاثاء، توقيع اتفاقين جديدين مع دولتين عربيتين لتسيطر بذلك على النسبة الأكبر من ناتج الغاز.
اتفاق جديد حول غاز المتوسط
وأكدت هيئة البث الإسرائيلية اليوم، أن السُلطة الفلسطينية وإسرائيل وجمهورية مصر العربية اتفقوا على تطوير حقل الغاز الطبيعي قبالة سواحل مدينة غزة.
وبحسب الهيئة فإن أرباح حقل الغاز الطبيعي قبالة سواحل غزة ستعود على السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
وسبق ووقعت السُلطة الفلسطينية مع شركتي "CCC" و "إيجاس"، اتفاقية للتعاون بمساعي تطوير حقل غاز غزة والبنية التحتية اللازمة، لتوفير احتياجات فلسطين من الغاز الطبيعي.
[caption id="attachment_492327" align="aligncenter" width="1000"]

بعد لبنان.. اتفاق اسرائيلي جديد مع دولتين عربيتين لتسيطر على غاز المتوسط[/caption]
ويملك الفلسطينيون أول حقل اكتشف في منطقة شرق المتوسط نهاية تسعينات القرن الماضي، المعروف باسم "غزة مارين"، ولم يتم استخراج الغاز منه حتى اليوم، بسبب رفض إسرائيلي لطلبات فلسطينية من أجل استغلاله.
ويقع الحقل، على بعد 36 كيلو متراً غرب غزة في مياه المتوسط، وتم تطويره عام 2000 من طرف شركة الغاز البريطانية "بريتيش غاز"، التي تخارجت منه لصالح شركة "رويال داتش شل"، قبل أن تغادر هي الأخرى في 2018.
ويقدر الاحتياطي في الحقل 1.1 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، أي 32 مليار متر مكعب، يعادل طاقة إنتاجية 1.5 مليار متر مكعب سنوياً لمدة 20 سنة، بحسب التقارير الفلسطينية.
ومساء أمس قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، إن الحكومة شكلت فريقاً يضم عدداً من الوزراء؛ لمتابعة موضوع الغاز الفلسطيني في قطاع غزة.
وذكرت صحيفة الشرق الأوسط أن مصر لعبت دوراً لإقناع إسرائيل بالبدء في استخراج الغاز من الحقل الفلسطيني بعد تطويره، وكانت هناك ضغوط خارجية مرتبطة بحاجة أوروبية للغاز في ظل الأزمة الحالية في العالم بسبب الحرب الروسية - الأوكرانية.
وقال أشتية: "نريد اتفاقاً يخدم حقوقنا ومقدراتنا الوطنية، ويعود بالنفع على شعبنا".
وأبلغت مصر السلطة الفلسطينية بموافقة إسرائيل على البدْء في استخراج الغاز الفلسطيني قبالة سواحل غزة، على أن تُشرف مصر وإسرائيل على عملية الاستخراج، ويتم تصدير جزء من الغاز إلى مصر، فيما تصدّر إسرائيل الجزء الأكبر منه إلى أوروبا عبر اليونان وقبرص، مقابل أن تعود إيرادات مالية من عملية تصدير الغاز الفلسطيني إلى خزينة السلطة الفلسطينية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول فلسطيني قوله: نأمل في بدْء بيع الغاز مع بداية 2025، مشيراً إلى أن "مفاوضات تجري بين مصر وإسرائيل كي يصبح الاتفاق معنا قابلاً للتنفيذ".
ورغم أن إسرائيل كانت متخوفة من موقف حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، إلا أنّ إعلان الاتفاق جاء سريعاً وفيما يبدو أن مصر ضغط على الفصائل الفلسطينية ولا سيما حماس لقبوله برعايتها.
وتأمل السُلطة الفلسطينية أن تعود عوائد الغاز المستخرج بالنفع على الفلسطينين وتحسين وضعهم المعيشي بالاستفادة من الثروات الطبيعية الخاصة بهم.
إسرائيل أكبر المستفيدين من غاز المتوسط
وقبل أيام حصلت إسرائيل على اتفاق مع لبنان وصف أنه تاريخي من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، والوسيط الأمريكي، آموس هوكستين.
وحسب نص الاتفاق حصلت إسرائيل على كامل حقل كاريش للغاز، وبدأت الاستثمار فيه، فيما حصل لبنان على حقل قانا، وجرى تقاسم مكامن غازية أخرى في المنطقة التي كانت متنازع عليها.
وباتت إسرائيل تمتلك نحو 10 حقول من غاز المتوسط، وفي 2019 أظهرت إحصائية أن إسرائيل لديها نحو 200 بليون متر مكعب من الغاز الطبيعي القابل للتصدير.
وستزيد الكميات المستخرجة من حقلي غزة وكاريش من كمية الغاز الذي تملكه إسرائيل، حيث تعمل على تجهيز البُنى التحتية لمدّ أوروبا بالغاز الطبيعي.
اتفاق مدّ أوروبا بالغاز
قبل أشهر وقعت إسرائيل اتفاقاً مع مصر وأوروبا لمد الأخيرة بالغاز، وسْط حديث أن إسرائيل يمكن أن تصبح من أكبر مصدري الغاز إلى أوروبا التي تحاول الابتعاد بشتى الوسائل عن روسيا.
ونقلت وسائل إعلام حينها عن يوسي آبو، مدير عام شركة "نيومد إنيرجي" التي تحوز على 45% من أسهم حقل "ليفيتان"، قوله: إن تطبيق اتفاق تصدير الغاز إلى أوروبا عبر مصر سيدرّ على خزانة إسرائيل عائدات بنحو 50 مليار دولار.
وفي مقابلة مع صحيفة "يسرائيل هيوم"، أضاف آبو أن إسرائيل ستصبح قريباً "مصدر غاز طبيعي كبيراً لأوروبا"، لافتاً إلى أن الغاز الطبيعي "بات ذخراً اقتصادياً كبيراً جداً لإسرائيل".
وتوقع مدير عام شركة "نيومد إنيرجي" أن تصدّر إسرائيل قريباً الغاز إلى آسيا، بعد نقله إلى مصر في أنابيب وإسالته في مرافق إسالة مصرية.
وأوضح أن توجّه أوروبا للاستغناء عن الغاز الروسي سيجعل إسرائيل تتنافس مع دول أخرى على تزويد هذه القارة بما بين 70 و80 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، مشيراً إلى أن إسرائيل ستنضم إلى كل من الولايات المتحدة وقطر كدول مرشحة لتصدير هذه الكمية.
[caption id="attachment_492328" align="aligncenter" width="1200"]

بعد لبنان.. اتفاق اسرائيلي جديد مع دولتين عربيتين لتسيطر على غاز المتوسط[/caption]