ـ أول من استوطن الصحراء
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة من جامعة كالجاري، جوليو ميركادر فلورين، لوكالة "فرانس برس": إن اللحظة التي تكيف فيها أول أفراد العائلة البشرية الموسعة، المسماة هومينينز، مع الحياة في الصحراء أو الغابات الاستوائية، تمثل "نقطة تحول في تاريخ بقاء الإنسان وتوسعه في البيئات القاسية". ولطالما اعتقد العلماء أن الإنسان العاقل فقط، الذي ظهر لأول مرة منذ حوالي 300 ألف عام، كان قادرا على العيش بشكل مستدام في مثل هذه المناطق غير المضيافة. وكان يُعتقد أن أول البشر الذين انفصلوا عن القردة العليا الأخرى كانوا يقتصرون على أنظمة بيئية أقل عدائية، مثل الغابات والأراضي العشبية والأراضي الرطبة. كما كان يُعتقد أن أحد أهم المواقع ما قبل التاريخ في العالم، وهو مضيق أولدوفاي في تنزانيا الحالية، موطن لتلك الأنواع الأسهل من المناظر الطبيعية. ولكن هذا الوادي شديد الانحدار في وادي الصدع العظيم في شرق أفريقيا، والذي لعب دوراً رئيسياً في فهم التطور البشري، كان في الواقع سهوب صحراوية، وفقاً للدراسة التي نشرت في مجلة Communications Earth & Environment، أمس الجمعة. وبعد جمع البيانات الأثرية والجيولوجية والمناخية القديمة، تمكن الفريق الدولي من الباحثين من إعادة بناء النظام البيئي للوادي على مر السنين. وتشير حبوب اللقاح المتحجرة لشجيرة الإيفيدرا - والتي تعيش عادة في المناطق القاحلة - بالإضافة إلى آثار حرائق الغابات السابقة والعلامات الموجودة في التربة إلى وجود جفاف شديد في المنطقة منذ ما بين مليون إلى 1.2 مليون سنة.– الإنسان المنتصب هو أول من استوطن الصحراء.. فهل تم التقليل من شأنه؟
وتشير الأدلة التي تم جمعها من موقع إنغاجي نانيوري في الوادي إلى أن الإنسان المنتصب تكيف مع هذه البيئة المعادية "من خلال التركيز على النقاط المحورية البيئية مثل التقاء الأنهار حيث كانت موارد المياه والغذاء أكثر قابلية للتنبؤ"، كما قال ميركادر فلورين.