بيتكوين: 113,634.27 الدولار/ليرة تركية: 40.99 الدولار/ليرة سورية: 12,887.05 الدولار/دينار جزائري: 129.91 الدولار/جنيه مصري: 48.49 الدولار/ريال سعودي: 3.75
قصص الأخبار
سوريا
سوريا
مصر
مصر
ليبيا
ليبيا
لبنان
لبنان
المغرب
المغرب
الكويت
الكويت
العراق
العراق
السودان
السودان
الاردن
الاردن
السعودية
السعودية
الامارات
الامارات
فلسطين
فلسطين
حوارات خاصة

واشنطن تُلوّح بالسلاح النووي وموسكو تحذر.. خبير يتحدث عن "فرصة أخيرة" قبل المواجهة المحتومة

واشنطن تُلوّح بالسلاح النووي وموسكو تحذر.. خبير يتحدث عن "فرصة أخيرة" قبل المواجهة المحتومة
في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وروسيا، جاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعادة نشر غواصات نووية بالقرب من الحدود الروسية ليشعل فتيل مواجهة غير مسبوقة، تُنذر بإعادة عقارب الساعة إلى ذروة الحرب الباردة. ومن جهتها روسيا كانت قد بادرت من خلال تصريحات مسؤولين بارزين مثل دميتري ميدفيديف، للحديث عن المواجهة مع واشنطن التي قد تدخل طورًا نوويًا.  

غواصات نووية على مشارف روسيا... والخطر يتضاعف

يرى الباحث السياسي الروسي ورئيس المركز الدولي للتحليل السياسي والتنبؤ، دينيس كوركودينوف، خلال حديث مع وكالة ستيب نيوز، أن خطوة واشنطن بإرسال غواصات نووية إلى مناطق قريبة من الأراضي الروسية ليست مجرد استعراض عسكري، بل "رسالة واضحة باستعداد الولايات المتحدة لاستخدام القوة النووية في المستقبل القريب". ويؤكد أن هذا التطور يشكل أرضية فعلية لتصعيد نووي، ويكشف عن مسار خطير في السياسة الأمريكية تجاه موسكو.   ويقول: "إنه قرار متهور للغاية من قبل الرئيس الأمريكي، فهو لا يعكس فقط نية التصعيد، بل يهدد بإطلاق سلسلة من التفاعلات النووية التي قد تخرج عن السيطرة".

العقيدة النووية الروسية: الغموض المتعمّد والمجال المفتوح للرد

من وجهة نظر موسكو، فإن التحرك الأمريكي يمكن اعتباره تهديدًا وجوديًا، خصوصًا في ظل ما تنص عليه العقيدة النووية الروسية بعد التعديلات التي أُدخلت عليها في السنوات الأخيرة. تلك الوثيقة تسمح باستخدام السلاح النووي في حالات محددة، منها تعرض روسيا لهجوم نووي مباشر أو غير مباشر، أو رصد إطلاق مكثف لوسائل هجومية باتجاه حدودها، حتى وإن لم تكن هذه الوسائل محمّلة برؤوس نووية.   كوركودينوف يوضح خطورة هذه العقيدة بقوله: "القضية الأبرز هي أن النص الروسي لا يحدد بدقة ما المقصود بـ‘إطلاق مكثف’. هل يكفي إطلاق غواصتين نوويتين لاعتبار الأمر تهديدًا وجوديًا؟ أم أن الأمر يتطلب عددًا أكبر؟ هذا الغموض يمنح القيادة الروسية مرونة كبيرة في تفسير الموقف، وبالتالي حرية أكبر في الرد". ويتابع: "ولا يجب أن ننسى أن روسيا مستعدة لحرب نووية، ومنذ بداية الحرب الباردة وحتى اليوم، تم توجيه أكثر من 200 صاروخ نووي روسي نحو الأراضي الأمريكية".

تصريحات ميدفيديف: الموقف الروسي بصوت مرتفع

على وقع هذا التوتر، جاءت تصريحات دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، لتضيف وقودًا إضافيًا إلى الأزمة. البعض وصف تصريحاته بـ"التهديدات النووية العلنية"، لكن كوركودينوف يصرّ على أنها تمثل "الموقف الرسمي للكرملين"، وليست مجرد رأي شخصي.   ويشير كوركودينوف إلى أن خلفية التصعيد تعود إلى ما تعتبره موسكو "خداعًا أمريكيًا" في التعاطي مع الأزمة الأوكرانية. إذ تتهم روسيا إدارة ترامب بمحاولة فرض شروط غير واقعية لحل النزاع، واستخدام هذه الأزمة كوسيلة لفرض عزلة سياسية واقتصادية على موسكو.   يضيف كوركودينوف: "تصريح ميدفيديف ليس تهديدًا مباشرًا، لكنه رسالة تقول إن موسكو لن تقبل بفرض الأمر الواقع عليها. روسيا أظهرت، من خلال الحرب في أوكرانيا، أنها لا تتجاهل التهديدات وأنها مستعدة للمضي في كل السيناريوهات، بما فيها النووي".  

الحرب في أوكرانيا: أصل التصعيد وأداته

يبقى الصراع الأوكراني في صلب التصعيد الحالي، إذ لم تنجح واشنطن في فرض تسوية تُرضي روسيا. ويكشف كوركودينوف أن الخلاف الظاهري بين ترامب والرئيس الأوكراني لم يكن حقيقيًا، بل "جزءًا من سيناريو مُحكم الهدف منه خداع موسكو"، على حد وصفه.   ويؤكد أن الولايات المتحدة لا ترى في أوكرانيا دولة سيادية بقدر ما تعتبرها قاعدة موارد استراتيجية تخدم مصالحها في مواجهة موسكو. أي محاولة لإنهاء الحرب بشروط روسية تعني، بالنسبة للبيت الأبيض، تقويضًا لتلك المصالح.   يقول كوركودينوف: "روسيا تدرك تمامًا أن أي تسوية لا تضمن لها نصرًا واضحًا على نظام كييف ستعني هزيمة استراتيجية. ولهذا، لم يعد أمامها سوى خيار الحسم العسكري الكامل".  

نهاية المهلة.. واستعداد لهجوم جديد

المهلة التي حددها ترامب لموسكو لحل الأزمة الأوكرانية باتت على وشك الانتهاء. ووفقًا لكوركودينوف، فإن ما سيلي انتهاء هذه المهلة قد يكون أكثر خطورة، إذ يتوقع أن تُحمّل واشنطن روسيا مسؤولية "فشل التسوية السلمية"، ثم تدفع كييف نحو هجوم مضاد واسع، مع مضاعفة الدعم العسكري والمالي المخصص للجيش الأوكراني.   في هذا السياق، لا يستبعد المراقبون إمكانية نشوب مواجهات مباشرة في مناطق مثل خاركيف وزابوريجيا، أو حتى تصعيدًا غير تقليدي في البحر الأسود، حيث يتزايد الاحتكاك بين القوات الروسية وقوات الناتو.  

لقاء مرتقب أم وهم دبلوماسي؟

في خضم هذه الأجواء المتفجرة، تبرز احتمالات لعقد لقاء بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. غير أن كوركودينوف يقلل من شأن هذه التوقعات، معتبرًا أن الظروف الحالية "لا تسمح بحوار مباشر أو تفاهم مشترك"، وأن الثقة بين الطرفين في أدنى مستوياتها.   لكنه يشير إلى تطور محتمل قد يفتح نافذة للحوار، ويتمثل في زيارة مرتقبة للمبعوث الأمريكي الخاص، ستيفن يوتيكوف، إلى موسكو في 8 أغسطس الجاري.   ويضيف: "مهمة يوتيكوف هي جس نبض القيادة الروسية، واستكشاف ما إذا كان بوتين مستعدًا للعب بشفافية مع إدارة ترامب. وحتى ذلك الوقت، فإن كل شيء قابل للاشتعال".  

سباق على حافة الهاوية

بين إعادة انتشار الغواصات النووية، وتصريحات ميدفيديف التي لم تُخفِ احتمال اللجوء إلى الردع الاستراتيجي، تقف العلاقات الأمريكية الروسية على شفير مواجهة قد تكون الأعنف منذ عقود. في المقابل، تُواصل موسكو إرسال إشارات مزدوجة: الهدوء في المظهر، والتأهب في العمق.   ويبقى التساؤل المطروح: هل يدفع التصعيد الطرفين نحو حافة الانفجار النووي؟ أم أن نافذة دبلوماسية ستُفتح في اللحظة الأخيرة؟   في انتظار الجواب، تتجه الأنظار إلى موسكو في 8 أغسطس، حيث قد تكون زيارة المبعوث الأمريكي بداية جديدة... أو شرارة النهاية. [caption id="attachment_649269" align="alignnone" width="2405"]واشنطن تُلوّح بالسلاح النووي وموسكو تحذر.. خبير يتحدث عن واشنطن تُلوّح بالسلاح النووي وموسكو تحذر.. خبير يتحدث عن "فرصة أخيرة" قبل المواجهة المحتومة[/caption]

إعداد: جهاد عبد الله

https://www.youtube.com/watch?v=vIEoqh7P2Ik
المقال التالي المقال السابق
0