طوال 3 أعوام ونصف العام من الحرب، عملت أوكرانيا على ابتكار أسلحة جديدة في حربها مع روسيا وهذه المرة امتلكت أداة غير تقليدية هي "البيانات الرقمية".
وقال موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي، فإنه منذ اندلاع الحرب في فبراير/شباط 2022، تجمع أوكرانيا أرشيفاً هائلاً من مقاطع الفيديو وسجلات الهجمات وخرائط الحركة القتالية.
وحصلت أوكرانيا على هذا "الكنز المعلوماتي الرقمي" من الطائرات المسيّرة، حيث تسعى اليوم إلى استثماره كورقة تفاوضية مع شركائها الغربيين.
وصف وزير التحول الرقمي الأوكراني ميخايلو فيدوروف، هذه البيانات بأنها "لا تقدر بثمن"، مؤكداً أن الطلب الدولي عليها "هائل"، خصوصاً من شركات الدفاع الغربية التي تعمل على تطوير ذكاء اصطناعي عسكري.
وأوضح الوزير، أن كييف لن توزع هذه المعلومات بشكل مجاني أو عشوائي، بل ستبني سياسة دقيقة لتنظيم مشاركة البيانات مع الحلفاء، في إطار ما وصفه بأنه "ورقة تفاوض" تساعد على بناء علاقات "مربحة للطرفين".
وفي حين أصبحت المسيرات العنصر الأكثر فتكاً في ترسانة أوكرانيا، قدر فيدوروف أن ما بين 80% إلى 90% من الضربات الأوكرانية الناجحة ضد أهداف روسية يتم تنفيذها باستخدام الطائرات المسيّرة، التي ساهمت وحدها في نحو 70% من خسائر روسيا خلال الأشهر الأخيرة.
وتقوم وحدات أوكرانية بتوثيق هذه العمليات بكاميرات المسيّرات الانتحارية، إضافة إلى صور جوية من طائرات استطلاع تُحلّق على ارتفاعات أعلى.
والنتيجة مكتبة ضخمة من التسجيلات تُظهر كيفية رصد الأهداف وأساليب الاختراق والمناورة، ودقة الإصابة، سواء ضد الجنود أو الدبابات أو المدفعية الروسية.
وتمثل هذه البيانات مادة خصبة لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي على تنسيق أسراب المسيّرات وتحسين قدرتها على التعامل مع مختلف البيئات القتالية.
وتعرض كييف نفسها منذ العام الماضي كساحة تجارب للمئات من شركات الدفاع الغربية والشركات الناشئة في مجال المسيّرات والمركبات ، والتي أرسلت نماذج أولية إلى الجبهة الأوكرانية لاختبار فعاليتها ضد الجيش الروسي.
وأصبحت أوكرانيا "مختبرا قتاليا حيا" يجذب المصنعين الذين يرغبون في تحسين منتجاتهم بناءً على خبرة قتالية مباشرة.
كما شجعت كييف بعض الدول الحليفة على شراء أسلحة محلية لتسليمها للجيش الأوكراني، في تجربة رائدة قادتها الدنمارك لتخفيف الضغط عن المخزونات العسكرية للدول الأوروبية.