بيتكوين: 115,546.46 الدولار/ليرة تركية: 41.37 الدولار/ليرة سورية: 13,095.90 الدولار/دينار جزائري: 129.80 الدولار/جنيه مصري: 48.17 الدولار/ريال سعودي: 3.75
قصص الأخبار
سوريا
سوريا
مصر
مصر
ليبيا
ليبيا
لبنان
لبنان
المغرب
المغرب
الكويت
الكويت
العراق
العراق
السودان
السودان
الاردن
الاردن
السعودية
السعودية
الامارات
الامارات
فلسطين
فلسطين
حوارات خاصة

الأكسجين عالي الضغط ثورة طبية تعيد الأمل لمرضى الحالات المستعصية

الأكسجين عالي الضغط ثورة طبية تعيد الأمل لمرضى الحالات المستعصية

في ظل البحث المستمر عن وسائل طبية متطورة قادرة على مساعدة المرضى وتسريع تعافيهم، يبرز العلاج بالأكسجين عالي الضغط كأحد أكثر الطرق العلاجية إثارة للاهتمام في السنوات الأخيرة. فهو ليس مجرد استنشاق للأكسجين، بل تقنية دقيقة تعتمد على إدخال المريض إلى غرفة خاصة يتم فيها تزويده بنسبة نقية 100% من الأكسجين تحت ضغط عالٍ يتجاوز الضغط الجوي الطبيعي، ما يسمح لهذا الغاز الحيوي بالوصول إلى أعمق الخلايا وأدق الأنسجة التي قد تكون محرومة منه.

 في هذا الحوار، يوضح الدكتور هيثم أحمد، الحاصل على ماجستير في العلاج بالأكسجين من جامعة الإسكندرية، تفاصيل هذه التقنية وفوائدها الطبية، والأمراض التي يمكن أن تستفيد منها، إلى جانب طبيعة الأجهزة المستخدمة والضوابط الطبية التي تحكم هذا النوع من العلاج.

 

ما هو العلاج بالأكسجين

 

في بداية حوارنا كشف الدكتور هيثم أحمد ما هو العلاج بالأكسجين وما الفارق بين الأكسجين العادي الذي نتنفسه وبين الأكسجين عالي الضغط المستخدم للعلاج، قائلا: "إن الهواء العادي الذي نتنفسه يحتوي على نسبة بحدود 20 بالمئة من الأكسجين والباقي غاز الهيدروجين وغازات مضرة وذلك تحت ضغط جوي واحد، بينما الأكسجين عالي الضغط يتنفس المريض الأكسجين مية بالمية بكون الأكسجين صافي بنسبة مية بالمية، ضمن غرفة الضغط بضغط جوي أعلى من الواحد ممكن واحد فاصلة اثنان وممكن واحد فاصلة سبعة حسب نوع المرض المحتاج للعلاج".

 

وأوضح أنه "عندما يدخل الأكسجين بهذا الضغط العالي إلى الجسم يصبح توزعه أكثر وأعلى بكل الخلايا حتى لو كان هناك بعض الشرايين يلي فيها تضيقات يصلها هذا الأكسجين فتعود لتؤدي عملها الطبيعي".

 

الأمراض التي يعالجها

 

أما عن الأمراض التي تحتاج إلى العلاج بالأكسجين يقول الدكتور هيثم أحمد: "إن الحالات التي تستدعي التدخل للعلاج بالأكسجين قسمت لثلاثة أقسام في الدراسات والبحوث التي أجريت على العلاج وهي أولا الأمراض التي يعتبر الأكسجين أساسي فيي العلاج مثل التسمم بالغازات، والتقرحات المزمنة، والإصابات الرضية والهرس لحوادث السيارات والجروح التي لا تلتئم والقدم السكرية أيضا وفقر الدم المزمن ونقص السمع الحسي العصبي المفاجئ والتهاب الشبكية الصباغي أو إصابة العصب البصري".

وأشار إلى أن هذا العلاج يعتبر أساسيا في أمراض الغطس لأن هذا العلاج هو طب الغوص ومن هنا بدأت منذ مئة عام العلاجات بالأكسجين وبالبداية كان محصور على الغطاسين لأنهم كانوا يتعرضون إلى الإصابة بجلطات وفقاعات غازية نتيجة الغاز الذي يستخدمونه لذلك كانوا يدخلون إلى غرفة الضغط العالي لإعطائهم الضغط الذي كانوا بداخله تحت سطح البحر فالفقاعات الغازية تختفي وتعود الدماء لطبيعتها، وعندما بدأوا ملاحظة الأثر الإيجابي اعتمد كعلاج وأخذ يتطور إلى أن أصبح على الشكل الذي نعرفه الآن".

 

متى يكون علاج جانبي

 

وبعد الحديث عن الأكسجين كعلاج أساسي لبعض الأمراض أوضح الدكتور هيثم أحمد متى يستخدم الأكسجين كعلاج جانبي مساعد فقط قائلا: "بعض حالات السرطان ولإزالة آثار العلاج الكيماوي، وكذلك نقص الأكسجة عند الأطفال، ويساعد بعلاج الجلطات الدماغية وهو مفيد جدا لهذه الحالات لأنه يوصل الأكسجين إلى المناطق المحرومة منه".

وأضاف الدكتور هيثم أحمد أن هناك فئة ثالثة تتلقى هذا العلاج وهم الرياضيين والأشخاص الذين يعانون من التعب المزمن والإرهاق والمتضررين من التدخين، وذلك لتحسين الحالة العامة لللجسد، كما يستخدم بعد عمليات التجميل لأنه يساعد على ترميم البشرة بشكل سريع".

 

طريقة تعزيز الشفاء 

 

وعن الطريقة التي يساهم بها العلاج بالأكسجين تعزيز الشفاء يرى الدكتور هيثم أن "دور الأكسجين هو تنشيط الخلايا الطبيعية في الجسم كل خلية في الجسم يوجد فيها قطعة تعتبر الفرن الآلي الخاص بالخلية أي أنها هي من تنتج الطاقة وتزودها للجسم ولذلك عند تلقي العلاج بالأكسجين بحرض هي الآلية فيعطي طاقة ضخمة للجسم ويسرع بالشفاء ويحفز على توليد الخلايا الجذعية ويرفع مستوى مناعة الجسم".

 

 

جهاز العلاج بالأكسجين

 

فوائد كثيرة يقدمها العلاج بالأكسجين للجسم، هذا ما قد يثير الفضول حول الجهاز الذي يستخدم لتقدم هذا العلاج للمريض، وعن ذلك يقول الطبيب الحاصل على ماجستير في العلاج بالأكسجين إن " هذا الجهاز عبارة عن غرفة مصنوعة من المعدن مقاومة للضغوط العالية فيها نوافذ من الإكريليك بتشبه الزجاج مقاومة للضغط لأجل ومهمتها الرؤية بين المريض والطبيب، يدخل الأكسجين عبر أسطوانات موصولة خارجيا أو عبر مولد أكسجين ضغط عالي، يدخل الأكسجين إلى داخل الجهاز عبر الصمامات ويستطيع الطبيب التحم بالصمامات، حيث يستطيع التحكم بالضغط ليتناسب مع المريض.

 

وأشار إلى أن "غرفة الضغط العالي تحتوي على لوحة تحكم بالأجهزة الحديثة تكون موصولة على كومبيوتر لمراقبة كل المعطيات مثل درجة حرارة الغرفة والرطوبة وكمية co2 التي يطرحها المريض وكمية الأكسجين، لذلك هي آمنة جدا".

 

نوع اختصاص الطبيب

وتثير هذه التقنية الحديثة سؤالا حول نوع الاختصاص الذي يجب أن يدرسه الطبيب للعمل في العلاج بالأكسجين وهنا نوه الدكتور هيثم أحمد إلى أن مصر هي المركز في الشرق الأوسط لدراسة العلاج بالأكسجين، وهي التي تعطي شهادات ماجستير ودكتوراه من جامعة الإسكندرية. وأكد أنه نال شهادة الماجستير في مصر بعد الانتهاء من دراسة الطب.

 

عدد الجلسات اللازمة

 

أحد الأسئلة التي قد يطرحها المريض كم عدد الجلسات اللازمة ليشعر المريض بنتائج ملموسة يقول الدكتور المختص بالعلاج بالأكسجين إن: "هناك بروتوكول عالمي معتمد من الجمعية الأمريكية للعلاج بالضغط العالي والأكسجين وكذلك الجمعية الأوروبية وبالتالي من خلال متابعة الطبيب لهذه البروتوكولات يستطيع تحديد ما الذي يحتاجه المريض بحسب حالته المرضية وكم جلسة يحتاج ويمكن تعديل البروتوكول حسب الحالة.

وإن كان هناك آثار جانبية لهذا العلاج أو مخاطر معينة يجيب الدكتور هيثم: "بداية سنتحدث عن المريض الممنوع نهائيا من دخول هذا الجهاز ومن هو المريض المسموح له ذلك، وبالطبع بداية الحامل ممنوعة من الدخول إلى هذا الجهاز ومريض الصرع وكذلك الحالات الفعالة من الربو ممنوع يدخل الجهاز وكذلك الأشخاص الذين يعانون من فوبيا الأماكن المغلقة".

 

الآثار الجانبية

أما عن الآثار الجانبية أضاف: "في حال كانت الجلسة تسير كما يجب لا يمكن أن تظهر آثار جانبية، لكن فقط قد يشعر المريض بضغط على الأذن وممكن أن تحدث اختلاطات بسيطة على الجيوب مما يسبب آلام الرأس والصداع وهذا الأمر نستطيع تجنبه بأدوية معينة".

وهل من الممكن اعتبار العلاج بالأكسجين بديلا عن العلاج الدوائي يقول الدكتور: "إنه لا يمكننا الاعتماد عليه بشكل كلي، هو علاج مكمل وممكن يكون شبه أساسي في بعض الأمراض ولكن هو مكمل لبعض الحالات خاصة الجراحة والقدم السكرية، وكذلك مرضى السرطان يجب أن يتابعوا العلاج الكيميائي إلى جانب الأكسجين الذي سيساعدهم على تخفيف آثار العلاج الكيماوي وهناك أمر معروف أن السرطان دائما يترافق مع نقص الأكسجين في الخلايا وهنا عندما نزود الجسم بمزيد من الأكسجين منخلق بيئة رائعة لمكافحة السرطان لأنه يكره الأكسجين".

 

دخول العلاج إلى سوريا

 

وعن دخول هذا النوع من العلاج على سوريا يروي لنا الدكتور هيثم الخطوات التي مر بها قائلا: "تقريبا دخل العلاج إلى سوريا في عام 1985 وفي البداية كان في مشفى تشرين العسكري كعلاج لحالات التسمم بالغازات وفيما بعد أتيح للجميع في القطاع العسكري والمدني ثم تطورت استخدامات الجهاز لعلاج فقر الدم ونقص السمع والقدم السكرية".

وأشار إلى أن العلاج بالأكسجين دخل القطاع الخاص منذ ما يقار عشر سنوات وبات متاحا في مراكز عدة.

 

يذكر أن الدكتور هيثم حامد أحمد من حماة منطقة مصياف مواليد دمشق ومقيم في دمشق حاصل على الماجستير من عام 2001 في العلاج بالأكسجين في جامعة الإسكندرية بمصر، ومارس هذا العمل بشكل محترف منذ عام 2003 وشغل منصب رئيس قسم العلاج بالأكسجين في المشفى العسكري ثم انتقل للعمل في القطاع الخاص وحقق نتائج كبرى في علاج حالات مستعصية.

 

المقال التالي المقال السابق
0