الشأن السوري

مأساة متجددة يعاني منها أهالي الهامة وسط تشديد القصف والحصار الخانق

تعاني بلدة الهامة بريف دمشق بالإضافة للحصار من تصعيد عسكري مكثف من قبل نظام الأسد عليها لليوم الحادي عشر على التوالي مستخدماً كافة أنواع الأسلحة مع محاولات اقتحام يومية لتلك البلدة، وتم اليوم إلغاء صلاة الجمعة في مساجد الهامة للمرة الثانية خوفاً من تجمع الناس و استهدافهم.

و في هذا السياق تحدث الناشط ” سامر الشامي ” عضو تنسيقية الثورة السورية في منطقة الهامة لـ ” وكالة خطوة الإخبارية ” عن استمرار التصعيد دون توقف حيث ما تزال قوات النظام تستهدف محور العيون شرقي البلدة بقذائف الدبابات و الشيلكا و القناصين المتمركزين على محور المنطقة تستهدف المنازل والطرقات، بالتزامن مع اشتباكات مستمرة بين ثوار البلدة و قوات النظام، بينما ارتفعت حصيلة البراميل المتفجرة هذه الليلة إلى ثماني براميل ملقاة من مروحيات النظام، وسط انعدام المواد الغذائية وحليب الأطفال مع ارتفاع حالات مرض اليرقان و توتر القلق النفسي في حين يزداد الوضع الطبي سوءاً بسبب استهداف المشفيين الوحيدين بالمنطقة ” مشفى شام الأمل والسلام” والنقص الحاد بالأدوية.

و أضاف ” الشامي ” خلال حديثه معنا أنّ الهامة التي لا تزيد مساحتها عن 1 أو 2 كيلو متر و ويبلغ سكانها أكثر من 40 ألف نسمة أغلبهم من النازحين لا يزال نساؤها وأطفالها يقطنون الملاجئ البلدة لم تركع رجالها رغم الحصار كان لابد أن تدفع مبانيها وشوارعها التي هتفت للحرية ثمناً باهظاً حيث ترى هنا دماراً هائلاً وتشم رائحة البارود والموت في أركان الهامة وتشعر بخوف الأطفال و رعب الأمهات وصبر الرجال.

ويذكر أنّ منقطتي الهامة وقدسيا تخضعان لحصار خانق منذ عام وثلاثة أشهر، منع هذا الحصار الناس من الوصول إلى وظائفهم الواقعة خارج حدود المنطقة مما خلق حالة من البطالة والعجز الاقتصادي عند أكثر من 60% من سكان المنطقتين، وأيضاً دخول المواد الغذائية و مرور السيارات من وإلى المنطقة، لهذا تعتمد المنطقة في الحصول على المواد الغذائية على ما يتم تهريبه من قبل القادرين على المرور والبالغ نسبتهم أقل من 2% وبشكل فردي، ما أسفر عن فقدان العائلات المخزون الغذائي المنزلي واعتمادهم على شراء وجباتهم يومياً وتم مؤخراً إغلاق جميع المداخل المؤدية إلى المنطقة وفقدان المصدر الوحيد والذي كان لا يكفي العوائل المقدر عدد أفرادها بنصف مليون نسمة ضمن نطاق 16كم مربع، ومع تفاقم النزاع في المنطقة اضطر سكان منطقة الهامة إلى النزوح بشكل قسري بحثاً عن الأمان الذي حل نسبياً في منطقة قدسيا لإتمام ملف المصالحة بين فصائل المعارضة المتواجدة فيها وقوات النظام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى