الشأن السوري

“زواج القاصرات” بعد الثورة .. أسبابها و نتائجها و ترسباتها

أجرت مديرية الثقافة التابعة للحكومة المؤقتة بمشاركة مكتب شؤون الأسرة , دراسة لانتشار الظواهر السلبية في مدينة حمص و ريفها خاصة و المجتمع السوري عامة , بعد اندلاع الثورة السورية , و كان على رأسها فعالية “مبادرة زواج القاصرات” , في محاولة لنشر الوعي بين أفراد المجتمع و بحث أسباب هذه الظاهرة و نتائجها و ترسباتها النفسية على القاصرات , و نتائجها الصحية و الاجتماعية.

و في حديث خاص مع مكتب شؤون الاسرة , لوكالة خطوة الإخبارية , أكد ان المكتب بالتنسيق مع مديرية الثقافة , سلطوا الضوء على هذه الظاهرة التي كانت متواجدة قبل الثورة , و لكنها لقت رواجاً و انتشارا كبيراً بعد الثورة, مبيناً عن دورهم في نشر التوعية بين أهالي المنطقة للحد من انتشارها , لا سيما و ان آثارها لا تقتصر على القاصر وحدها و انما تتعداه الى كافة أطياف المجتمع.

و اكد المكتب لوكالة خطوة أن “زواج القاصرات يعد هدرا لموارد المجتمع البشرية و ينتهك حق المجتمع في التنمية أيضا” , مضيفاً أنه تم “القاء محاضرات لأخصائيين في طب النساء و مرشدين اجتماعيين و مديري الثقافة في ريف حمص الشمالي , عن مساوئ الزواج المبكر الاجتماعية و الصحية و النفسية في كل المدن و البلدات”.

من جهته أشار مدير الثقافة في حمص “علي والي” , الى أهمية نشر الثقافة لرفع مستوى الفتاة التعليمي الذي يجعلها قادرة على الاختيار السليم لزوج المستقبل مهما تعرضت للضغوط , هذا و تم إجراء بحث ميداني في مدن و بلدات منطقة الحولة , شمل اكثر من خمسين حالة من الذكور و الفتيات , و تم تسجيل بعض المقابلات بالصوت و بعضها تم عن طريق السرد و الكتابة , كما عقد مؤتمر عام حضره أخصائيين في الشرع و القانون و الطب النسائي و مرشدة اجتماعية و مسؤول ثقافي لتوضيح مساوئ الزواج المبكر و رأي كل اختصاص تجاه ذلك.

و كشفت نتائج الإحصاء بحسب مكتب شؤون الأسرة , ان ظاهرة الزواج المبكر هي ظاهرة موجوده , لكنها ازدادت بعد قيام الثورة و حركة النزوح بفعل العديد من الأسباب أهمها : ( الحالة الاقتصادية المتردية , و العادات و التقاليد , و التخوف من اقتحام الجيش للمناطق المأهولة , إضافة الى العرف الديني , و حركة نزوح الأهالي و تخوف الأهل من اعتقال الفتيات على الحواجز من قبل النظام , هذا و تنتشر ظاهرة الغيرة بين الفتيات , فتلجأ القاصر للضغط على أهلها لتزويجها بدافع تقليد زميلاتها”

و أوضح المكتب لوكالة خطوة , أن الفتيات القاصرات كن يعتقدن أن “الزواج هو مجرد ثوب أبيض و زينة و سيارة و حفلة تقام لهن. و أن أغلب الفتيات لم يجبرهن اهلهن على الزواج” , و الجدير بالذكر أن بعض الفتيات القاصرات اللواتي لم يحصلن على دعم من قبل الاهل بعد الزواج تعرضن لأمراض عصبية و نفسية.

hqdefault

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى