الشأن السوري

الميدان {{ ما الذي حدث بالأمس ؟ }}

أحداث متسارعة تشهدها العاصمة دمشق والتي تغنى بها النظام بأنها آمنة لأكثر من سنتين عادت أحيائها اليوم لواجهة الصراعات وآخرها ليلة أمس حي الميدان الدمشقي الذي يقع بالجهة الجنوبية للعاصمة مجاورا للزاهرة وعلى الطريق المؤدي لمخيم اليرموك .

شهد حي الميدان ليلة أمس حالة توتر شديد وأجواء حرب حقيقية عنما تمكنت مجموعة من الكتائب الاسلامية من التسلل تحت جنح الظلام لداخل الحي والاشتباك مع قوات النظام وقوات الدفاع الوطني وقتل عدد منهم .

عند الساعة الثالثة فجرا سمع أهالي المنطقة أصوات إطلاق نار بشكل كثيف جدا وازدادت وتيرتها فيما بعد وبحسب شهود عيان استمرت لحوالي الثلاث ساعات مع سماع أصوات التكبير تهز ارجاء الحي وحي الزاهرة المجاور , بالتزامن مع سماع أصوات سيارات الاسعاف تجوب المنطقة لنقل جرحى النظام ,  ونتج عن هذا الاشتباك  قتل عدد من قوات النظام وجرح عدد آخر , فيما تضاربت الأنباء عن استشهاد عدد من عناصر الكتائب الاسلامية أو عن وقوع جرحى , لتنسحب بعد ذلك هذه الكتائب من المنطقة بشكل كامل .

تركزت الاشتباكات بالحي بمنطقة الحقلة وتحديدا بمحيط مقبرة الحقلة بالمنطقة

كما أفاد عدد من شهود العيان من أهالي حي الزاهرة عن سماع أصوات إطلاق نار كثيف بالحي مع أصوات تكبير , ليتبين لاحقا أن عددا من مقاتلي الجيش الحر تمكنوا من التسلل ليلا حيث وصلوا لمنطقة قريبة من اعدادية التوحيدي واشتبكوا مع عناصر النظام هناك وقتلوا عددا منهم وجرحوا عددا آخر قبل أن ستمكنوا من الانسحاب من أماكنهم والعودة لمواقعهم بسلام .

تبع ذلك العمل انتشار أمني كثيف جدا قوات النظام في المنطقة , حيث شهدت المنطقة القريبة من مقبرة الحقلة ومنطقة القاعة بالميدان انتشارا كبيرا لعناصر الأمن , حيث شنت صباح اليوم حملة مداهمات بالقرب من جامع ضبا ,مع اعتلاء القناصة لأسطحة المنازل المحيطة بمقبرة الحقلة ,  رافق انتشار كثيف للجيش النظامي بمنطقة الزاهرة عند جسر المتحلق الجنوبي , كما فرضت قوات النظام حظرا للتجوال بمنطقة الزاهرة القديمة وصولا لدوار البطيخة الواقع على مشارف مخيم اليرموك .

رافق ذلك إغلاق المدارس لأبوابها , كما نصبت قوات النظام حواجز مؤقتة في مناطق الحقلة قرب جامع دوكر وقرب مقبرة الحقلة وبجانب المؤسسة الاستهلاكية كذلك , وبقيت المدارس على إغلاقها بالرغم من العودة الجزئية للحياة إلى الحي .

الميدان لم تشهد منذ شهر تموز عام 2012 مثل هذه الاحداث وبالتحديد منذ تفجير مكتب الأمن القومي بدمشق وما تبعه من انتشار الجيش الحر بمعظم أحياء دمشق ومنها حي الميدان حيث تحصن الحر داخل الحي وفرض النظام حصارا مطبقا عليه أدى لانسحاب الثوار لاحقا ودخول الجيش وشن حملة اعتقالات واسعة وقتل عدد آخر مع نصب حواجز على كافة مداخل الحي .

أحداث الأمس هل هي امتداد واستكمال لعمليات الثوار الأخيرة بالعاصمة من جوبر والدخانية وما حولها وهل هي عمليات منظمة تتم بالتنسيق بين الفصائل هنا وهناك ,أم هي عبارة عن معركة بسيطة لإثبات وجود الثوار بأحياء دمشق ليس أكثر , أم هي خبطو إعلامية لا أكثر يراد منها أجندات أخرى كالدعم وغيره , أم هي عملية نوعية للإثخان بقوات النظام باعتبارهم هدفا مشروعا للجيش الحر أينما وجدوا , وماهي ردة فعل النظام بعد كل هذا .

المتوقع من النظام فيما لو ثبت انسحاب الثوار من الميدان أن يعزز حواجزه بشكل أكبر إضافة لنشر قناصيه أيضا وإغلاق كافة مداخل الحي وحصرها بأماكن محددة تمر عبر حواجزه حصرا بالإضافة للتضييق علىى المدنيين أكثر فأكثر باعتبارهم الحلقة الأضعف دائما .

دمشق

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى