التعليم الثوريّ، صعوبات كبيرة أهمّها الاعتراف بالشهادات

محاولات عديدة يقوم بها بعض المهتمّين في المجال التعليميّ والتربويّ لخلق بيئة تعليميّة بديلة عن التعليم النظاميّ وفكّ الارتباط بشكل تدريجي معه، لكنّ الكثير من المشاكل والصعوبات تواجه تلك المحاولات ومع ذلك ما يزال العمل جارياً لتذليلها وتجاوزها من قبل المعنيّين بذلك، إحدى هذه المحاولات قام بها عدد من المتطوّعين في الأحياء المحرّرة من مدينة درعا (درعا البلد وطريق السدّ ومخيم درعا)، مشكّلين الهيئة التعليميّة، وهي هيئة مستقلّة تأسّست منذ عامين وكانت رائدة في هذا المجال، حيث افتُتحت خمس مدارس في الأحياء المحرّرة بدرعا البلد وطريق السدّ لكافّة المراحل التعليميّة، لكنّها تواجه صعوبات ومشاكل عديدة أهمّها: إحجام الأهالي عن إرسال أبنائهم لمدارسها، نتيجة للغموض الذي يكتنف مصير الشهادات الصادرة عنها، على الرغم من حصول الائتلاف السوريّ على اعتراف كلٍ من تركيا وليبيا وفرنسا بالشهادات الصادرة عنه، إضافة إلى صعوبات في تأمين الكوادر التعليميّة المؤهّلة والكتب المدرسيّة، وإعادة صيانة وتأهيل المدارس التابعة لها والتي تعرّضت لعمليّات القصف وسرقة المحتويات، وللتغلّب على تلك الصعوبات قامت الهيئة باللجوء إلى طلّاب الجامعات والموظّفين والمعلّمين الذين تمّ فصلهم ومطاردتهم لنشاطهم الثوريّ. وإقامة دورات مكثّفة لتأهيلهم قدر المستطاع من قبل مدرّسين ومعلّمين مخضرمين، فيما يتمّ الاعتماد على المنهاج السوريّ بعد تنقيح بعض المواد وإلغاء بعض الفقرات الواردة في بعض الموادّ الدراسيّة، وخاصّة الموادّ التي تشكّل شخصيّة الطفل الفكريّة، كالتربية القوميّة والتاريخ والتربية الإسلاميّة فيتمّ تعديلها وتنقيحها لتناسب مرحلة الثورة السوريّة المباركة، كما تقوم الهيئة بإنشاء مراكز للدعم النفسيّ للأطفال الذين يعانون من صعوبات واضطرابات ناجمة عن الحرب التي يشنّها النظام السوريّ في درعا البلد وطريق السدّ، وتصل أعداد الكوادر التعليميّة والإداريّة التابعة للهيئة التعليميّة إلى أكثر من 160 شخصاً، وكانت الهيئة التعليميّة قد أقامت خلال الصيف دورات تعليميّة وترفيهيّة للتقوية، وخاصّة لطلّاب الشهادتين الأساسيّة والثانوية استفاد منها أكثر من 1500 طالب وطالبة، وتبذل الهيئة التعليميّة اليوم جهوداً جبّارة لجمع كافّة المدارس التابعة للهيئات الثوريّة تحت مظلّتها والتنسيق معها، لتنظيم العمليّة التعليميّة الثوريّة ومنافسة التعليم التابع للنظام السوريّ والحصول على اعتراف بالشهادات الصادرة عنها.