مرض “الحصبة” يؤرق أهالي ريف دير الزور وسط انعدام الرعاية الطبيّة

وسط غياب الرعاية الصحية التامة لعدة أشهر في الريف الشمالي لـ محافظة دير الزور وعدم توافر مياه صالحة للشرب، ظهرت في الآونة الأخيرة انتشار حالات مرض “الحصبة” أو ما يسمى بـ “التهاب الأمعاء الشديد” بين أطفال قرى الريف الشمالي، وعليه وجّه أهالي الريف الشمالي نداء استغاثة ناشدوا من خلاله المنظمات الدولية والإنسانية المعنية بتأمين دخول فريق طبي إلى مناطقهم لعلاج الأطفال والنساء ممن أصيبوا بالمرض خلال الفترة الأخيرة الماضية.

ومن جهته صرّح “أبو كاسم البدري” أحد المدنيين القاطنين  في قرى الريف الشمالي لـ وكالة “ستيب الإخبارية”، أنه وبعد توقف قناة الري الوحيدة التي تعتبر المغذّي الرئيسي للريف الشمالي منذ أكثر من عام، لجأ الأهالي إلى استخدام مياه شرب مكررة بطريقة غير سليمة أو صحية ولهذا بدأ انتشار مرض الحصبة والتهاب الأمعاء، خصوصاً بين الأطفال نظراً لحساسيتهم اتجاه المياه الملوّثة.

ولفت البدري، إلى أنه بالتزامن مع الانتشار السريع لهذا المرض تعاني مناطق الريف الشمالي من نقص حاد في الأدوية العلاجية وانعدامها في بعض الأحيان، مشيراً إلى أنه لا يوجد في هذه القرى كوادر طبية مؤهلة أو حتى طبيب أطفال مختص.

وأفاد مراسل وكالة “ستيب الإخبارية” في ريف دير الزور “جاد الله”، أنَّ بلدة “الصور” بالريف الشمالي شهدت حملة تلقيح محدودة لمدة يومين قبل نحو أربعة أشهر، أعقبها منع دخول الفرق الجوالة والمنظمات الطبية التي كانت تقوم بحملات تلقيح في تلك القرى، وذلك بسبب اشتداد وتيرة العمليات العسكرية ضدَّ “تنظيم الدولة”.

وأوضح مراسلنا، أنَّ القرى التي انتشر فيها مرض الحصبة هي كل من “الحريجي، الحريجية، أبو النيتل، النمليه، الربيضة، طيب الفال ،السجر ،الحجنة، الجاسمي، معيجل، بسيتين، الغريبة شرقية، الغريبة غربية، الشيخ حمد، المويلح ،الحصين ،الوسيعة سعد ،الطاهات، الحلوة”، وسط انعدام للمراكز التلقيح الطبية، لافتاً إلى أنَّ طبيب الأطفال الوحيد الذي كان يعمل في هذه القرى فرَّ من المنطقة بعد أن قامت قوّات قسد بمحاولة اعتقاله.

وفي وقت سابق من شهر فبراير / شباط العام الجاري، شهد مخيم “عين عيسى” الواقع في ريف الرقة الشمالي، تسجيل أكثر من 100 حالة إصابة بالحصبة الألمانية، وعلى إثرها توفي طفل نتيجة إصابته بهذا المرض.

ويعتبر مرض الحصبة، مرض فيروسي حاد ومعدي يصيب الأطفال بشكل خاص، ويسبب لهم بعض المضاعفات التي تكون خطيرة في بعض الأحيان، حيث يعد من أكثر الأمراض انتشاراً في سن الطفولة بصفه خاصة.