الشأن السوري

حماة ترسخ الطابع الدموي للنظام السوري بين الحاضر والماضي

من السهل أن تجد في تاريخ آل الاسد المجازر الكثيرة  وخصوصاً في الوقت الحاضر حيث تتكرر المجازر الواحدة تلو الأخرى لتعطي طابعاً دموياً لنظام الأسد و مضموناً لا يتغير منذ توليه للحكم في سوريا.
في الحاضر نشهد العديد من المجازر على مرأى و مسمع من العالم
لكن في سنة 1982″ ارتكب النظام مجزرة في محافظة “حماة” وحاول جاهداً تغييبها عن العالم والإعلام وطمس معالمها  ليخفي إجرامه و دمويته.

– أسباب المجزرة وأحداثها:

اتهم النظام السوري بقيادة حافظ الاسد جماعة الإخوان المسلمين بتسليح عدد من كوادرها وتنفيذ اغتيالات وأعمال عنف في سوريا، من بينها قتل مجموعة من طلاب مدرسة المدفعية في يونيو/حزيران 1979 م في مدينة حلب شمال سوريا، وفي سنة 1980 نجى حافظ الأسد من محاولة اغتيال وعلى إثرها  أصدر القانون 49 الذي يقضي بإعدام كل من ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين  وحظر هذه الجماعة في سوريا، لتقوم بعدها حملة لتصفية عدد من القيادين في الجماعة.

وفي صباح 2 شباط عام 1982  قامت قوات النظام بحشد عسكري ضخم يضم سرايا الصراع التي يقودها رفعت الاسد واللواء 21/ميكانيك  واللواء 47/دبابات والفوج 21 إنزال جوي التابع للقوات الخاصة وحاصرت مدينة حماة  بحجة أنها أكبر معاقل جماعة  الإخوان المسلمين
فقاموا بتطويقها من جميع الاتجاهات وقطع كافة الطرق والمداخل
وتم قصف المدينة بنيران المدفعية وراجمات الصواريخ وبشكل عشوائي ولمدة 27 يوم متواصلة حيث خلف القصف دماراً كبيراً لم تستثنى منه دور العبادة ولا الأبنية الأثرية،و قد غير القصف المتواصل معالم المدينة بشكل كلي فيما دمرت أحياء كاملة على رؤوس ساكنيها.

تركت الحملة الشرسة على حماة آلاف الجثث المتفحمة من نساء وأطفال ورجال تفننت قوات النظام في قتلهم رميا بالرصاص إضافة إلى الاعتداء على الفتيات والنساء وحرق الشيوخ وهم أحياء.

إحصائية بعدد ضحايا المجزرة:

لا يوجد حتى الآن إحصائية دقيقة بعدد القتلى ولكن هناك بعض المصادر كــ:
– اللجنة السورية لحقوق الإنسان  التي قالت بأن عدد القتلى بين 30 و40 ألف, غالبيتهم العظمى من المدنيين.
– وذكرت جريدة الإندبندنت بأن عدد الضحايا يصل إلى 20 ألفًا.
وهناك عدد من المصادر الاخرى التي رجحت ان يكون العدد بين ال 20 – 30 الفا

هذه المجزرة  هي “ابادة جماعية ” قام بها النظام بحق أبناء مدينة حماة بحجج واهية
تشابه الحجج  التي يقتل بها الأسد الابن اليوم الشعب السوري دون رادع أو قيد.

فقد ارتكب النظام السوري في عهد بشار الأسد عدة مجازر في حماة منها مجزرة سجن حماة في 2011 بحق المعتقلين السياسيين في سجن حماة أودت بحياة عشرات الأشخاص.
وفي 2012 قتل النظام السوري أكثر من 100 من أهالي قريتي القبير ومعزراف ذبحاً وحرقا بينهم أطفال و نساء.
ومجزرة أخرى تضاف إلى سجل النظام السوري في جمعة أطفال الحرية يوم  3 حزيران 2011 حين احتشد عشرات الآلاف من المتظاهرين بساحة العاصي في المدينة فأطلق عليهم عناصر الأمن النار مسقطين عشرات القتلى والجرحى.

ويبقى الأمل لدى السوريين اليوم  بمحاسبة القاتل و ألا يكون مصيره كمصير رفعت الاسد الذي هرب خارج البلد وتبرء من جرائمه كـبراءة الذئب من دم يوسف.

15793_1_1

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى