اخبار سوريا

عائلة سورية لم تشارك بالثورة ولكنها دفعت الثمن الأكبر !!

أربع سنوات من الثورة كانت كفيلة بأن تترك بصمتها في كل منزل ولدى كل عائلة في سوريا , فلا يوجد بيت سوري إلا وفيه شهيد او معتقل أو مفقود أو مصاب , ولا يقتصر الأمر على طرفي النزاع ( المعارضة والموالاة ) بل للحياديين او ” الرماديين ” كما يسميهم البعض نصيب أيضاً مما يجري في سوريا وقد يكون هذا النصيب أكبر بكثير ممن هم في وجه الصراع مباشرة .

عائلة سورية حلبية ” قوجه خطيب ” تسكن حي صلاح الدين في مناطق سيطرة النظام بمدينة حلب شمال سوريا , قررت هذه العائلة منذ بداية الثورة في سوريا كحال العديد من العائلات في مدينة حلب وغيرها من المدن السورية ان ” لا ناقة لهم في هذه الثورة ولا جمل ” ولكن الحروب لا تعرف الحياد , والثمن يدفعه جميع السوريين بعيداً عن توجهاتهم وأفكارهم.

هذه العائلة “المكونة من أب وأم وأربعة أبناء شباب وإبنتين”  , فقدت إبنها الأول عندما كان يخدم في جيش النظام ببداية الأحداث حيث قتل حينها على يد الجيش الحر في مدينة حمص ضمن معاركهم مع جيش النظام وتلقت العائلة الخبر الصادم ولكنها رضيت بما كتب لها واقتنعت بأن المشاركة الى جانب أحد الطرفين المتنازعين هي مخاطرة , لذلك قررت العائلة الإبتعاد عن أي تأييد للنظام او للثورة والتزمت الحياد المطلق.

بعد فترة ليست بطويلة وقبل أن تلملم العائلة جراحها تلقت خبر فقدان ابنها الأخر والذي خُطف على طريق خناصر جنوب حلب بالقرب من منطقة السلمية الواقعة تحت سيطرة النظام دون أن تعرف العائلة أيةُ تفاصيل عن الجهة الخاطفة أو عن مصير إبنها الذي تبيّن لاحقاً أنهُ قتل على يد خاطفيه.

تابعت العائلة حياتها بحزن صابرة على ما أصابها ومبصرة النور بمن تبقى لديها من أبناء ولكن صبرها لم يلبث طويلا فبعد أشهر من مصيبتها الأخيرة تلقت العائلة الخبر الفاجع والذي كان وقعه عليها كالصاعقة , اثناء توجه الشابين المتبقين من أبناء هذه العائلة في رحلة عمل لتأمين لقمة العيش الى العاصمة السورية دمشق يقودان صهريج محروقات تم اختطافهما في منطقة مجهولة على الطريق الدولي حلب – دمشق , لتتلقى العائلة بعد عدة أيام اتصال من الجهة الخاطفة يطلبون فدية مالية قدرها 7 مليون ليرة سوري مقابل اطلاق سراح الشابين المخطوفين.

جن جنون الأب والأم وبدؤوا في معاناة جديدة لتأمين المال المطلوب حتى يحافظوا على من بقي من أبنائهم وبعد جهد طويل تمكنوا من جمع مبلغ الفدية وتم إرساله الى الجهة الخاطفة بناءً على ترتيبات بين الطرفين , ولم يكن أمام الأب والأم المكلومين الا أن يرضخوا لشروط الخاطفين ويرسلوا المال أملا أن تلتزم الجهة الخاطفة بكلامها وتطلق سراح الشابين.

مضت الأيام تلو الأيام والأم تجلس منتظرة وصول ابنيها المختطفين ولكن دون نتيجة فلم يصل الشابين الى أهلهم ولم تلتزم الجهة الخاطفة بكلامها ولم يعد هناك أي طريقة تواصل معها , فما كان من الأم بعد أن وصلت بها الأيام الى منزل خالي من أبنائه الا الإنتحار حيث ألقت نفسها من شرفة منزلهم في الطابق الثالث في حي صلاح الدين الحلبي لتصل الى الأرض جثة هامدة أملاً أن تتابع روحها رحلة البحث عن أبنائها في عالم اخر لا يعرف الحرب والظلم.

بعد ايام من وفاة الوالدة خرج الوالد هائما على وجهه في شوارع المدينة التي لم تعد كما يعرفها وأصبح شبه مختل يحدث نفسه وهو يسير عن ذكرياته مع ابنائه ويردد اسمائهم مدركاً ان هذه الحرب مهما ابتعدت عنها سوف تتبعك وأن التزامه الحياد لا يعني شيء في هذه الحرب.

10994779_1536776419921703_901088066_n

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى