اخبار سوريا

دير الزور على أبواب كارثة إنسانية نتيجة المياه الملوثة و الأوبئة

تتجسد معاناة أهالي دير الزور بحصار مزدوج من قوات النظام و تنظيم الدولة، و إهمال من قبل المنظمات الإنسانية و تعتيم إعلامي عليها ، رغم أهمية المدينة البالغة مساحتها 33 ألف كم مربع و احتوائها على عدد كبير من آبار النفط ، فيما يبلغ عدد سكانها المليون و 400 ألف نسمة قبل الحصار انخفض حالياً إلى نصف العدد السكاني ، بين مهجّر و قتيل و معتقل

و بحسب مراسل وكالة “خطوة الإخبارية” أن محافظة دير الزور شهدت في الآونة الأخيرة انتشار عدة أمراض داخل أحياء المدينة، ومناطق الريف بسبب مياه الشرب الملوثة، وذلك نتيجة انتشار النفايات، والأوبئة والأوساخ المترامية على جانبي نهر الفرات، وعلى أرصفة الطرقات، و قلة النظافة ، و العناية الصحية مما أدى إلى انتشار العديد من الأمراض أبرزها الحمى ، الملاريا ، و اللشمانيا ، و التهابات الأمعاء الحادة كالزحار ، و التهابات الكبد الوبائية، و تعتبر من الأمراض السارية الأكثر انتشاراً في المحافظة حالياً و تهدد المجتمع خاصة في ظل عدم وجود رعاية صحية ، و تثقيف صحي و أدوية ، و لقاحات و مبيدات حشرية تمنع من حدوثها

و تعتبر هذه الأمراض من الأوبئة الخطيرة و خاصة مع غياب اللقاحات المقاومة لها و تظهر أعراضها على أشكال مختلفة فمرض اللشمانيا الذي تسببه حشرة ” ذبابة الرمل ” مرض جلدي يظهر على شكل حبوب تستمر لما يقارب الثلاثة أسابيع و علاجه إبر لقاح ، و مرض الزحار يسبب إسهال شديد مع مغص و حرارة ، و هو يشبه الملاريا علاجه سيرومات ، و إبر التهاب ، و حبوب فلاجيل

و بدأت هذه الأمراض بالظهور منذ توقف عمل البلديات ، و غياب الرقابة الصحية قبل قرابة العام ، كما ظهر في أحياء المدينة التي تسيطر عليها قوات النظام مرض الهوا الأصفر ، و سببه نقص مادة السكر ، و هو يسبب حالات وفيات خاصة عند الأطفال ، يتم استخدام مادة روح السكر و هي عبارة عن مادة كيماوية تعتبر البديلة للسكر و لكنها سببت حالات وفاة أيضاً ، إلا أن أغلب السكان مجبورين على استخدامها كونها المكون الوحيد الذي يحوي على مادة السكر , و تصنع هذه المادة في مدينة دمشق و يأتي بها العساكر و الضباط عن طريق الطائرات ، وحالياً ارتفع سعر الغرام الواحد إلى 350  ل.س

و أضاف المراسل أنه بسبب عدم توفر مراكز صحية في المنطقة يتعثر علينا كنشطاء إحصاء عدد المصابين بهذه الأمراض ، حيث أن الوضع الطبي سيء للغاية فبسبب الحصار الذي يفرضه تنظيم الدولة على مناطق سيطرة النظام هناك شح في الأدوية ، ولا يتواجد أطباء أخصائيين في المنطقة

يذكر أن مدينة دير الزور الغائبة كلياً عن كافة نشاطات المجتمع المدني ، و المنظمات الإنسانية ، و الطبية ، و الإغاثية نتيجة تقاسم السيطرة فيها بين تنظيم الدولة ، و قوات النظام , و ارتفاع حاد بأسعار السلع الغذائية ، و المعيشية ، و تشهد مؤخراً إلقاء مساعدات يومية من طائرات شحن روسية على مناطق سيطرة النظام مقدمة من الأمم المتحدة دون أن يصل منها شيء  لسكان المدينة المحاصرة .

10487425_780094862010879_7940358753386084891_n1-660x330

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى