كشفت المخابرات العسكرية الأوكرانية استحواذها على وثائق فنية مفصلة حول بناء “جسر القرم”، الذي يربط شبه الجزيرة التي سيطرت عليها روسيا عام 2014، بالأراضي الروسية.

أوكرانيا تهدد بتدمير جسر القرم

وقالت المخابرات الأوكرانية في بيان: “لدينا الوثائق الفنية التفصيلية لجسر القرم”، مضيفةً “نتحدث عن التوثيق الفني وإنشاء ممر نقل عبر مضيق كيرتش”.

وأوضحت أن الوثائق تحتوى على معلومات مفصلة حول التضاريس وسطح الطريق وأرصفة الجسور والهياكل المضادة للانهيارات الأرضية والمداخل والمخارج وجميع البنية التحتية للجسر، وفق ما نقله موقع “بريفادا”.

وقال اللواء في القوات المسلحة الأوكرانية دميترو مارشينكو، إنَّ جسر القرم سيكون “الهدف الأول للهزيمة بعد أن تتلقى كييف الأسلحة التي وعدها بها الغرب”، مضيفاً “هذا ليس سراً على أحد”.

ووصف الجسر بأنه “طريقة لجلب قوات الاحتياط”، متابعاً أن القوات المسلحة الأوكرانية يجب أن “تقطعه”.

مالكولم شالمرز نائب المدير العام لمركز الأبحاث التابع للمعهد الملكي البريطاني للخدمات المتحدة، في مقال له بصحيفة “فايننشال تايمز” الشهر الفائت، قال إنَّ أي تهديد لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا أو حلفائها “ينذر بتصعيد خطير إلى حد يمكن أن تستخدم فيه موسكو السلاح النووي”.

روسيا تعلق على تهديدات أوكرانيا بشأن جسر القرم

تعليقاً على هذه التهديدات، نقلت وكالة “نوفوستي” الروسية للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف “لدينا جيش مسؤول ويتم أخذ كل هذه التهديدات بعين الاعتبار، لا دخان بلا نار، وأنا مقتنع بأن كل هذه الخطط ستفشل بالكامل”.

في سياقٍ متصل، ورداً على سؤال عن الآمال الأوكرانية المحتملة في استعادة شبه جزيرة القرم أو منع مد روابط البنية التحتية إلى المنطقة، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: “من الصعب توقع أي مفاوضات بناءة في هذا الصدد أو غير ذلك، لأن كل شيء متوقف”.

وتابع: “يجب أن يضمن الجيش الروسي أمن جسر القرم”، بحسب ما نقلت عنه وكالة “نوفوستي” الروسية للأنباء.

أهمية جسر القرم

يبلغ طول الجسر الذي يربط البر الروسي بشبه الجزيرة التي ضمتها موسكو عام 2014 قرابة 17 كليومتراً ويُعد الجسر الأطول في أوروبا

وتم تشييده بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم وافتتح في عام 2018 بتكلفة تزيد عن 3 مليارات دولار، وفقاً لـ”فوربس”.

ويعد جسر القرم حلم راود روسيا منذ العهد الإمبراطوري واستمر كذلك في العهد السوفيتي إلى أن حوله بوتين إلى واقع، وأطلق عليه الروس اسم مشروع القرن وأصبح الحلقة الوحيدة التي تصل شبه جزيرة القرم بروسيا.

كما يلعب الجسر دوراً هاماً في نقل العتاد والآليات العسكرية إلى القوات الروسية في القرم، وتلك التي تنشط في الجنوب الأوكراني.