الشأن السوري

الغارديان : الأزمة السورية تهدد استقرار أوربا … و الدبلوماسية الزائفة تعيق وصول المحادثات إلى نتيجة

اعتبرت صحيفة الغارديان في افتتاحيتها اليوم أنه لا يوجد قضية أكثر إلحاحاً من إنهاء المأساة الإنسانية في سوريا و نبهت الدول الأوروبية أن الازمة في سوريا تهدد استقرار اوروبا و تضعف أمنها منددة بموقف الإدارة الأميركية التي ضغطت على المعارضة و هددتها بقطع الدعم عنها
و اعتبرت الصحيفة في مقال بعنوان “الدبلوماسية الزائفة ليست دبلوماسية” أن روسيا و أمريكا تنتهجان أسلوب منح الأسد سلطة عليا في سوريا و أشارت الصحيفة إلى أن “واشنطن تعتقد أن روسيا ستدعم في النهاية الوصول إلى حل في سوريا يستبعد الأسد كما تعتقد أن التعاون مع روسيا يجب أن يستمر تحت كل الظروف لكن روسيا تبدو حتى الآن عازمةً على التقليل من شأن المحادثات بدلاً من تفعيلها

والأسوأ أن منح الأسد اليد العليا في سوريا سيقود إلى تعزيز موقف تنظيم الدولة و يُظهره و كأنه الوحيد التي تستطيع الدفاع عن المسلمين السنّة” و اعتبرت الصحيفة أن الأزمة الإنسانية في سوريا و التي أدت لمقتل 300 ألف شخص و سببت نزوح نصف سكان سوريا و أدت لهجرة الكثير من السوريين إلى أوروبا مما أحدث أزمة اللاجئين فيها يُعدُّ سبباً كافياً للاهتمام بمحادثات السلام المقرر أن تبدأ يوم الجمعة في جنيف
لكن جمعَ أطراف النزاع حول طاولة المحادثات يبدو عصيّاً و شددت الغاردين أن هناك أسباب عديدة تعيق وصول المحادثات إلى نتيجة عدا “الدبلوماسية الزائفة” أهمها حُذفت مسألة حماية المدنيين السوريين من أجندة المحادثات و تقديم الدول الغربية تنازلات سياسية جوهرية لروسيا و إيران الداعمين الأساسيين لنظام الأسد مما سيشعره بسلطة أكبر و يواصل حرب الاستنزاف ضد شعبه
و أوضح المقال أنه مع اقتراب موعد المحادثات تلاشى الحديث عن قرارات الأمم المتحدة التي طالبت بإنهاء استخدام البراميل المتفجرة و إنهاء الحصار الذي تعرِّض الناس له في مضايا و غيرها من البلدات للموت جوعاً و إنهاء كل الفظائع الجماعية التي يتعرض لها السوريون على يد جيش الأسد و أكدت الغاردين أن رفض المعارضة لخوض المحادثات دون تلبية مطالبها لا يعد تطرفاً و مع ذلك حاولت الإدارة الأمريكية الضغط عليها و هددتها بقطع الدعم و هذا الأمر لن يقود إلى اتفاق محتمل
و نددت الغاردين بحديث وزير الخارجية الأميركي “جون كيري” حول وجوب تحقيق حكومة “وحدةٍ وطنية” في سوريا و ليس حكومة “انتقالية” و هذا أمر يناقض الوثيقة الأساسية المفترضة المقررة في جنيف للمحادثات التي دعت إلى الانتقال السياسي

و أضافت الصحيفة بل أن واشنطن لم تعد تقول إنه من غير المسموح لبشار الأسد أن يخوض الانتخابات و أنهت الصحيفة المقال بقولها أن واشنطن تعتقد أن روسيا ستدعم في النهاية الوصول إلى حلٍّ في سوريا يستبعد الأسد كما تعتقد أن التعاون مع روسيا يجب أن يستمر تحت كل الظروف لكن روسيا تبدو حتى الآن عازمةً على التقليل من شأن المحادثات بدلاً من تفعيلها مشيرة إلى أن الأمر الأسوأ هو أن منح الأسد اليد العليا في سوريا سيقود إلى تعزيز موقف تنظيم الدولة و يُظهره و كأنه الوحيد التي تيستطيع الدفاع عن المسلمين السنّة  .غارديان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى