اخبار سوريا

هل تكفي الضربات الجوية وحدها لاستئصال تنظيم الدولة من جذوره ؟

ماذا بعد الضربات الجوية ؟

أربعون دولة حول العالم اجتمعت واتفقت على شن هجمات على تنظيم الدولة في العراق والشام مبررة ذلك بالخطوة الكبيرة التي وصل لها التنظيم على الامن والسلم الدوليين على حد زعمها .

الولايات المتحدة من جهتها أعلنت فجر اليوم عن شن أول ضربة جوية للتنظيم داخل العراق , حيث شنت طائرتان من نوع إف – إيه 18 قنبلة موجهة بالليزر وزن الواحدة منها حوالي 500 رطل استهدفت مدفعية تابعة للتنظيم على اطراف بلدة أربيل تقوم بقصف القوات الكردية بالداخل حسب مزاعم البنتاجون الأمريكي .

كما قالت واشنطن أن ضربتان جويتان وقعتا في وقت لاحق من اليوم استهدفت قافلة تابعة للتنظيم مؤلفة من سبع عربات بالإضافة لموقع مورتر قرب أربيل .

تهدف واشنطن وحلفائها من هذا الضربات كبح جماح التنظيم الذي تعاظمت قوته بالآونة الأخيرة وأصبح يمتلك أسلحة وعتاد فضلا عن مقاتلين لا تمتلكها دول أخرى بالعالم .

ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هل تكفي الضربات الجوية وحدها لاستئصال التنظيم من جذوره ؟

يقول الكاتب الامريكي ستيف كول في مقال نشرته صحيفة نيويورك الأمريكية :

{{ إن الضربات الجوية ضد تنظيم جيد التسليح لن تؤثر مالم يصحبها تحرك بري , ويضيف الكاتب بان إمكانية تولي جيش عراقي شيعي لقتال التنظيم على الأرض بدلا من القوات الامريكية التي تكتفي بقصف جوي هو امر غير منطقي , لينتقل بعدها إلى الوضع في سوريا ورأى أن الأمور أكثر صعوبة في ظل اليأس من قدرة المعارضة على إزاحة نظام الأسد أو ضرب التنظيم بشكل كامل .

وهنا يقول الكاتب أن لا حل أمام واشنطن سوى خياران أحلاهما مر , فإما غض الطرف عن أعمال التنظيم أو التحالف ضمنيا مع نظام الأسد .

لو عدنا للتاريخ القريب لوجدنا أن أي تنظيم اسلامي أو غيره كان يشكل تهديدا على الولايات المتحدة او غيرها لم تستطع القضاء عليه عبر الضربات الجوية وحدها , فحركة طالبان مثلا وحليفتها القاعدة في أفغانستان لم تستطع أمريكا القضاء عليها عبر الضربات الجوية بل دخلت برا ومع ذلك لم تقضي على التنظيم لغاية اليوم .

كذلك العراق أكبر شاهد حيث لم يسقط نظام صدام إلا بعد دخول الولايات المتحدة وحلفائها برا حتى وصلت بغداد .

باعتبار التنظيم يمتد بين العراق وسوريا فإن أرادت الدول القضاء عليه فعليها بعد الضربات الجوية الدخول برا وهذا له مخاطر كثيرة سنأتي على ذكرها :

أولا : الدول التي قررت ضرب التنظيم لن تكون في مأمن من الاحتجاجات الشعبية داخل بلادها معارضة لدخول العراق أو سوريا وستواجه مشاكل كبيرة ربما تطيح بحكوماتها وقد شاهدنا اليوم الاحتجاجات بدأت في بريطانيا مطالبة بوقف التدخل في شؤون هذه البلاد .

ثانيا : هذه الدول لن تكون في نزهة باعتبار التنظيم أدرى بالأرض بعكس القوات الغازية التي ستدخل كما دخلت من قبل افغانستان والعراق غريبة عن الأرض والسكان كما قد تواجه فصائل أخرى غير التنظيم .

ثالثا : وهو أمر هام أن من دخل العراق وقبله افغانستان دخلهما عبر طوائف أو حكومات محلية ساعدت المحتل على الأرض كثيرا ففي افغانستان تحالفت الولايات المتحدة مع جماعة أحمد شاه مسعود ضد القاعدة وطالبان وفي العراق تحالفت مع القوى الشيعية وبعض معارضة الخارج وهذا سهل مهمتها كثيرا على الأرض وربما اليوم في العراق تجد سندا لها من حكومة المالكي أو من القوات الكردية , بينما يختلف الأمر كثيرا إن  قررت دخول سوريا , فهي أعلنت أنها لن تنسق مع نظام الأسد في توجيه الضربات وبالتالي لن تنسق كذلك في حال قررت الدخول على الأرض ,

وبالمقابل أعلنت دمشق أنها ستتعامل مع أي طائرة معادية تخترق الأجواء دون التنسيق معها ومن باب أولى انها ستحاول قدر المستطاع رد أي قوات تدخل الأراضي السورية , كما انها قد تواجه فصائل أخرى ليست بالحسبان .

الواضح أن الولايات المتحدة تعمل الظن دون استراتيجية واضحة , فهي من ناحية تريد أن تقلص من حجم التنظيم قدر المستطاع لاستشعار خطره ومن ناحية أخرى تريد أن تبرهن للعالم انها لازالت القوى الأكبر بالعالم وقادرة على ضرب أي تنظيم بأي مكان بالعالم .

لكنها بالمقابل متوجسة من مما سيلي الضربات الجوية ولا تريد الغوص في مستنقع الوحل السوري وترى في حروبها السابقة بأفغانستان والعراق عبرة لها .

في مقابل ذلك لن تستطيع الضربات الجوية الامريكية مهما بلغت دقتها وقدراتها التدميرية على انهاء التنظيم وبالمقابل لو بدأت حملة برية عليه فلا شيء مضمون بانهاء التنظيم من جذوره وقد نشهد حربا شبيهة بأفغانستان بدأت عام 2002 ولم تنتهي لغاية اليوم .

1_First_Frame

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى