الشأن السوري

ما شروط بوتين لتطبيق الحظر الجوّي بمناطق سوريا الآمنة ؟!

أفاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنّ فكرة إقامة ” مناطق آمنة في سوريا ” تتضمن عدم تحليق الطيران الحربي فوق تلك المناطق شريطة عدم إجراء أيّ أنشطة عسكرية فيها، و قال بوتين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في منتجع سوتشي اليوم الأربعاء الثالث من مايو/ أيار الجاري، إنّ ” التفاصيل المهنية لفكرة المناطق الآمنة سيتم تحديدها في سياق اتصالات بين وزارات الدفاع و هيئات الاستخبارات للدول الضامنة للهدنة في سوريا “.

و أضاف بوتين أنّ ” موسكو و أنقرة متفقتان حول استحالة تسوية النزاع السوري إلا بالوسائل السياسية الدبلوماسية، لكن يجب ضمان وقف إطلاق النار الثابت لتوفير الظروف المواتية للحوار السياسي “، و شدد بوتين على أنّ ” المبادرة الخاصة بإنشاء مناطق وقف التصعيد تستهدف تعزيز وقف إطلاق النار ” .

و عبّر الرئيس الروسي عن أمله في أن يتخذ المشاركون في المفاوضات الجارية حالياً في أستانة وطرفا النزاع السوري ” القرار النهائي بشأن المناطق الآمنة، لأن مصير بلادهم سيتعلق بهم فقط في نهاية المطاف “، مؤكداً دعم روسيا و تركيا و إيران بصفتهم الدول الراعية للهدنة لفكرة المناطق الآمنة .

و رداً على سؤال عمّا إذا كانت تلك المناطق تمهّد لتقسيم البلاد، شدد بوتين على أنّ ” إقامة المناطق الآمنة يجب أن يؤدي لتعزيز المصالحة و نظام وقف إطلاق النار” موضحاً أنّ ” وقف إراقة الدماء من الشروط الرئيسية لبدء الحوار السياسي بين الأطراف المتنازعة، وفي نهاية المطاف يجب أن تؤدي هذه العملية السياسية إلى استعادة وحدة الأراضي السورية بالكامل و تشكيل قيادة موحدة للبلاد “.

و في الوقت ذاته أكد بوتين أنّه على الرغم من إقامة المناطق الآمنة، يجب مواصلة محاربة الإرهاب، فتلك العمليات ستستهدف تنظيمي ” داعش ” و” النصرة ” المدرجين على القائمة الأممية للإرهاب، و أضاف: ” أمّا الرقابة على الالتزام بنظام وقف إطلاق النار في المناطق الآمنة فهو موضوع لمفاوضات منفصلة “.

و أوضح الرئيس الروسي أنّ مبادرة المناطق الآمنة تبلورت في سياق مناقشة المشاكل الحساسة للأزمة السورية مع الشركاء في تركيا و إيران و داخل سوريا، مؤكداً أنّ موسكو قبل طرح هذه المبادرة، أجرت مشاورات مع دمشق وطهران، أظهرت توافق الجميع حول ضرورة استحداث آليات تضمن حقن الدماء وتوفير الظروف لإطلاق الحوار السياسي، كما ناقش بوتين هذه الفكرة مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب خلال مكالمتهما الهاتفية أمس الثلاثاء، وقال : ” حسبما فهمت، تؤيد الإدارة الأمريكية هذه الأفكار “.

بدوره ذكر أردوغان بأنّ أنقرة تحدثت عن ضرورة إقامة مناطق آمنة في سوريا منذ وقت طويل، موضحاً أنّ اليوم تم اعتماد اسم ” مناطق وقف القتال ” لهذه المبادرة، و أكد أنّه خلال محادثاته مع بوتين بحث إقامة مثل هذه المناطق اعتماداً على الخرائط، و أعاد أردوغان إلى الأذهان أنّ ” منطقة خضراء ” قد أقيمت في محافظة إدلب ، لكن المشاكل مازالت تنشب في هذه المنطقة، وشدد قائلاً : ” نأمل في أن تبقى هذه المنطقة قائمة وفعالة، و أنّ إطلاق العملية السياسية في سوريا والحفاظ على وحدة أراضي هذه البلاد من أولويات أنقرة “

thumbs b c 06e75d163c5166d598834d4592a3f05a

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى