الشأن السوري

مأساة ربيعة أم حسن المرأة التي لم تختر قدرها فما قصتها ؟؟!!

تتعدد المآسي والقصص في سورية، من معاناة وتهجير إلى فقر وحرمان، فيتشابه الألم وتختلف التفاصيل.

 

يتحدث مراسل وكالة “ستيب الإخبارية” في حلب “ماجد العمري” عن قصة ربيعة “أم حسن” فيقول: هي من بلدة الحاضر في ريف حلب الجنوبي، عملت في التمريض قبل الثورة ولازالت، ونزحت من بلدتها إلى بلدة كفرناها في ريف حلب الغربي بعد استيلاء قوات نظام الأسد على بلدتها.

 

ويضيف: فقدت ربيعها زوجها جراء قصف استهدف بيتها من قبل قوات النظام تاركاً لها أربعة أطفال في مقتبل عمرهم.

 

استمرت “أم حسن” في عملها في أحد المشافي الميدانية في بلدة كفرناها لتعيل أطفالها إلى أن أجبرها القصف المدفعي والجوي المكثّف الذي شنته قوات النظام إلى النزوح مجدداً إلى منطقة أقل قصفاً، حيث استقرت في بلدة “كفركرمين” بريف حلب الغربي لتتابع عملها كممرضة مساعدة في مخيمات النزوح العشوائي.

 

يكمل مراسلنا حديثه قائلاً:  فقدت أم حسن عملها بعد توقف الدعم عن المركز الذي تعمل فيه لتجد نفسها وجهاً لوجه مع نهاية لم تكن في الحسبان.

 

 “أم حسن” التي تسكن في بيت عجزت عن دفع آجاره المستحق لتجد نفسها بعد أيام قلائل في الشارع دون رحمة أو هوادة.

 

واصلت أم حسن كفاحها فلم تجد من تشكو إليه أمرها ولم تسمح لها عزة نفسها مدّ يدها لطلب عون أحد، لكن الدنيا لم تخلو من ذوي الضمائر  لتستقر في بيت استأجره لها أحد أعيان القرية لثلاثة أشهر.

 

يقول مراسلنا “ماجد العمري”: هذا الأمر دفع أم حسن لترسل ولديها “أحمد ومحمد” وهما في ريعان الطفولة إلى العمل لتأمين رغيف خبز تسد به جوع أطفالها على حساب دراستهما في زمن يجبر فيه الإنسان على  ما لا يطيق.

 

ويضيف: أما ابنتاها الصغيرتان فالكبيرة ابنة “الأحد عشر ربيعاً” فقد أصيبت بتخلف عقلي جعل من استيعابها للأمور “ساذجاً” وأما تلك الصغيرة ذات العيون الخضراوين فهي في الثامنة من عمرها، فقد حُرمت من الدراسة فيما مضى ولكنها الآن في الصف الأول، إلا أن آثار قصف سابق تعرضت له قد هددها  بإصابة حرجة بأذنيها، وبعد عرضها على طبيب جراح مختص  أخبر أمها أن ابنتها تحتاج لعمل جراحي لإنقاذها من صمٍ كلّي.

 

وأشار “العمري” أن كلفة العملية ما يزيد على (800) دولار اميركي، وهنا بدأت رحلة معاناة جديدة في قطار آلام الأسرة المنكوبة.

 

لم يكن بمقدور “أم حسن” إلا التسليم نفسها وعائلتها لما يقضيه القدر لهم، فهي لاتملك إلا ما يحضره ولديها لعيشٍ يومي، وأنى لامرأة أرملة مع أيتامها أن تتحمل مثل هذه التكاليف والمصائب…؟ ؟!!

 

يقول مراسلنا تتحدث ام حسن أمام جاراتها عن عظم مصابها علّ إحداهن تخفف عنها عبء تفكيرٍ أرهق ليلها ونهارها إلا أنها لم تجد من الحاضرين من يحس بألمها “سواها”.

 

مضت الأشهر الثلاثة وانقضى عقد آجار بيتها لتجد “أم حسن” نفسها أمام مفترق طرق كلها تودي بها وبأسرتها إلى مصيرٍ مجهول.

 

تقول “أم حسن” في بضع كلمات: هل ماتت الإنسانية مع موتي زوجي ؟؟!! ، وهل مات الضمير في دعاة الإنسانية؟
ثم أسلمت عيونها لدموع يعجز عنه الوصف.

 

يختتم مراسلنا القصة متعجّباً فيقول: غريبة تلك الحياة، ثمّة حرب تفرض على من لم يخض غمارها بدفع ضريبة من دمه وأبنائه، ليأتي دعاة الإنسانية بعدهل ليقرؤوا فاتحة الموت عليهم.

139490 1

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى