اخبار سوريا

تركيا تحصل على مبتغاها من اتفاق الهجرة مع أوروبا و من الغد “لا مهاجرين” عبر البحر

أسدل الستار على فصول مفاوضات غاية في التعقيد و محفوفة بالشكوك حول غايات طرفيها الساعين , أحدهما للتخلص من “اللاجئين” و آخر ساعٍ للحصول على فوائد كبيرة لاحتضانهم , ضمن اتفاق أثار حفيظة المنظمات الحقوقية و الانسانية و من المتوقع مواجهته شعبياً مع التحضيرات التي تشهدها المدن الأوربية للاعتراض عليه .

و أعلن  ٫ مساء أمس ٫ كل من الاتحاد الأوروبي وتركيا , وصولهما إلى اتفاق نهائي لقضية المهاجرين غير الشرعيين  , و أصدرا بياناً مشتركاً أوضحا فيه بنود الاتفاق الذي يدخل حيز التنفيذ اعتباراً من الغد  ,ليكون اليوم هو آخر الأيام في مسيرة الهجرة الغير شرعية عبر البوابة التركية.

و من بين بنود الاتفاق ٫ الذي نشرته وكالة “الأناضول” ٫ توضيح  الخطوات الواجب اتخاذها لمكافحة أزمة اللاجئين، حيث سيتم إعادة المهاجرين “غير القانونيين” الذين يصلون الجزر اليونانية من تركيا بعد 20 أذار الجاري، كما أن الاتفاق “سيكون بمثابة تدابير غير اعتيادية وذات أهمية مؤقتة لتحقيق النظام العام وإنهاء المأساة الإنسانية” ٫ على أن تقوم اليونان بتسجيل كافة طالبي اللجوء في جزرها ببحر إيجة وفق القوانين، في حين أن مسؤوليها سيعيدون إلى تركيا من لم يقدم طلب لجوء أو من رُفضت طلباتهم، وفي هذا الإطار سترسل تركيا هيئة لمتابعة الاجراءات في الجزر اليونانية بالتوازي مع إرسال أثينا هيئة عنها إلى أنقرة لنفس الخصوص، فضلاً عن تغطية الاتحاد الأوروبي كامل نفقات إعادة اللاجئين”.

في المقابل تتعهد الدول الأوربية بتوطين لاجئًا سوريًا من الموجودين في تركيا مقابل كل لاجئ تعيده إلى تركيا ممن وصلوا إلى أوروبا، غير أن عدد استقبال أوروبا للاجئين السوريين لن يتخطى الـ 72 ألفًا في العام الجاري، على أن يتم إيقاف العمل بهذه الآلية حال تجاوز العدد المذكور ٫كما جرى ربط خطة المفوضية الأوروبية التي تنص على أخذ الدول الأوروبية لاجئين من تركيا على أساس طوعي، بـ “إنهاء تدفق المهاجرين أو اللاجئين غير الشرعيين، أو الحدّ منه بشكل كبير”، وستقوم الدول الأعضاء في الاتحاد بالمساهمة في هذه الخطة عند الرغبة ، إضافة لاعطاء أولية لتوطين اللاجئين السوريين في تركيا ممن لم يدخلوا أوروبا أو لم يحاولوا الدخول إليها بطرق غير قانونية.

و تتعهد تركيا ٫ وفق نص الاتفاق ٫   باتخاذ كافة التدابير لمنع الهجرة غير الشرعية داخل أراضيها، وستتعاون مع جيرانها (بلغاريا واليونان) فضلاً عن الاتحاد الأوروبي في هذا الصدد.

أما المقابل الذي ستحصل عليه تركيا من هذا يتمثل بتسريع عملية إلغاء التأشيرة للمواطنين الأتراك للدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي خلال الفترة المقبلة، بغية إلغائها بشكل كامل نهاية حزيران المقبل كأقصى حد، وستعمل تركيا خلال هذه الفترة على تلبية كافة المعايير المطلوبة المتبقية لتحقيق ذلك، وفي حال تلبية تلك الشروط ستعلن المفوضية الأوروبية نهاية أبريل/ نيسان المقبل توصيتها لإلغاء التأشيرات، فيما سيتم إقرار ذلك من قبل المجلس، والبرلمان الأوروبيين، هذا أول العطاءات الأوربية لتركيا على أن يتم أيضاً  تسريع عملية صرف الدعم المالي لتركيا من قبل الاتحاد الأوروبي، والبالغ 3 مليارات يورو، في إطار تحسين الظروف المعيشية للاجئين السوريين في تركيا، كما سيتم الأسبوع المقبل تحديد مشاريع ملموسة لتوفير احتياجات اللاجئين في المجال الصحي والتعليمي والبنى التحتية والتغذية وغيرها، أما بالنسبة للدعم الإضافي، فإن الاتحاد الأوروبي سيقدم بعد الانتهاء من استخدام الدفعة الأولى بشكل كامل، مبلغًا إضافيًا يصل إلى 3 مليارات يورو حتى نهاية عام 2018، للوصول إلى النتيجة المرجوة.

تركيا التي مارست كل أشكال الضغط للحصول على كل ماتحتاجه ، وافق الاتحاد الأوربي أيضاً على اقتراح تركيا بمساعدة السوريين في المناطق الآمنة التي ستقام داخل الأراضي السورية، ونص البيان على أن “الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، ستعمل مع تركيا في أية جهود مشتركة لتحسين الظروف الإنسانية داخل سوريا”.

هذا و من المنتظر أن تشهد مدن أوروبية عدة، بينها لندن وفيينا وأثينا  ٫اليوم السبت ٫ تجمعات من أجل المطالبة باستقبال اللاجئين بعد إبرام اتفاق غير مسبوق ومثير للجدل بين الاتحاد الأوروبي وتركيا يهدف إلى وقف تدفق اللاجئين.

aa_picture_20151129_6929781_web

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى