الشأن السوري

تسريبات هامّة تكشف خفايا صفقة قطرية مع ميليشيات إيران والعراق !!

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” اليوم السبت، فحوى مراسلات قطرية مسرّبة بخصوص دفع أموال لميليشيات عراقية وسورية ولبنانية لتحرير (25) قطرياً من الخاطفين العراقيين، وتشمل صفقة تهجير البلدات الأربعة في سوريا، وتضمنّت طلباً بأن تخرج قطر من التحالف لدعم الشرعية في اليمن، كما طلب الخاطفون من قطر وعداً بالإفراج عن جنود إيرانيين كانوا محتجزين لدى مسلّحين مدعومين من قطر في سوريا، والمراسلات تؤكد أنّ قطر دفعت كلّ الأموال المطلوبة في الصفقة.

 

وكشفت الرسائل التي تم تسريبها من المحادثات في تلك الصفقة ما كتبه زايد بن سعيد الخارين، سفير قطر في العراق وكبير المفاوضين في قضية الرهينة “أنّ السوريين، وحزب الله / لبنان، كتائب حزب الله / العراق – الحرس الثوري الإيراني جميعهم يريدون المال، وهذه هي فرصتهم (كلهم لصوص)”. ومع ذلك، فإنّ القطريين كانوا على استعداد للدفع، ووافقوا على دفع مبالغ تصل إلى (275) مليون دولار على الأقل لتحرير تسعة أعضاء من العائلة المالكة و (16) مواطناً قطرياً آخر خطف أثناء رحلة صيد في جنوب العراق، كما خصّصت خطة الدفع مبلغاً إضافياً قيمته (150) مليون دولار نقداً للوسطاء.

 

وكانت هذه المدفوعات جزءاً من صفقة أكبر تشمل الحكومات “الإيرانية والعراقية والتركية فضلاً عن ميليشيات حزب الله اللبناني ومجموعتين معارضة سوريتين إحداها جبهة النصرة” فيما ارتفع المبلغ الإجمالي المطلوب لعودة الرهائن في إلى مليار دولار، وقد نفت قطر، التي اعترفت بتلّقي مساعدة من عدّة بلدان في ضمان إطلاق سراح الرهائن العام الماضي، كما أكد سفير قطر لدى الولايات المتحدة، الشهر الماضي، بشكل قاطع أنّ “قطر لم تدفع فدية”. وكتب السفير مشعل بن حمد آل ثاني: “إنّ فكرة قيام قطر بأنشطة تدعم الإرهاب هي فكرة خاطئة”.

 

وتظهر المحادثات أنّ كبار الدبلوماسيين القطريين الذين يبدو أنّهم يوقعون على سلسلة من الدفعات الجانبية تتراوح بين (5 إلى 50) مليون دولار للمسؤولين الإيرانيين والعراقيين، مع تخصيص 25 مليون دولار لرئيس حزب الله في كتائب و 50 مليون دولار لـ “قاسم سليماني” قائد الحرس الثوري الإيراني، ومشارك رئيسي في صفقة الرهائن؛ مع رسوم إضافية قدرها عشرة مليون دولار إلى وسيط عراقي للمجموعة التي تم تحديدها باسم أبو محمد السعدي.

 

وكان قاسم يضغط على الخاطفين وهو مستاء جداً منهم” في رسالة نصية في نيسان / أبريل 2016. فيما التقى مفاوضين قطريين مع سليماني ومجموعة كتائب في العراق، وممثلين عن الحرس الثوري ومكتب الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي. ويُشار إلى أنّ التبادلات النصّية جزء من مجموعة من الاتصالات الخاصة حول محنة الرهائن التي تم تسجيلها خلسة من قبل حكومة أجنبية وتم تزويدها للبريد.

 

يُذكر أنّ عملية الاحتجاز في العراق في 15 ديسمبر 2015 من قبل “كتائب الإمام علي” شملت ثمانية وعشرين من أعضاء حزب الصيد – 25 قطرياً واثنين من السعوديين وباكستانيين، واستمرت المفاوضات 17 شهراً. ووصفت “فاينانشيال تايمز” في العام الماضي كيف أن الإفراج عن الرهائن في قطر أصبح مرتبطاً بخطة هندسية، بدعم من تركيا وحزب الله اللبناني ، لإخلاء أربع قرى سورية (مضايا الزبداني “سنة” – كفريا والفوعة “شيعة”) كانت تحت الحصارحيث تمّت المرحلة الأولى من الاتفاق في نيسان الماضي بإخلاء ثوار مضايا والزبداني وعائلاتهم إلى إدلب مقابل نصف مقاتلي كفريا والفوعة وعائلاتهم إلى حلب، بينما ما تزال المرحلة الثانية من الاتفاق عالقة، والتي تتضمن إخلاء ما تبقى من الشيعة مقابل إخلاء مقاتلي جبهة النصرة في مخيم اليرموك جنوب دمشق.

 

المصدر: (واشنطن بوست)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى