اخبار سوريا

أرامل طرطوس تنقلب على الأسد .. فهل تنفع ثورتهنّ !!

“طرطوس” مدينة على الساحل السوري أصبحت نسائها تقود الحياة اليومية لتدبير لقمة العيش فيها للأطفال منذ اندلاع الثورة السورية والبدء بالحراك المسلّح.

كانت مدينة طرطوس الأكثر خسارة من ناحية فقدان رجالها الذين قُتلوا في معارك الساحل وريف حماة مروراً بدمشق وحمص وحلب؛ وبعد التدخل الروسي أصبحت المدينة تستقبل بشبه يومي أكثر من عشرة قتلى من أبنائها بعد وضعهم في المقدمة من قبل كبار ضباط النظام في مدينة اللاذقية والحاضنة الأكبر لبشار الأسد؛ حيث بلغ عدد قتلى مدينة طرطوس وريفها أكثر من سبعة آلاف قتيلٍ.

وبعد مرور سبعة أعوام من الثورة أصبح الموالون يحاولون إعطاء صورة لنظام الأسد ومعارضيه بأنّهم لا يريدون إرسال أبنائهم إلى “جبهات الموت” على خلفية تفاقم الوضع بعد دخول الروس، وبحسب وجهة نظري، يُريد الآن أبناء الطائفة التوضيح لنا بأنّهم مثل الشعب وقتل الآلاف منهم، ولكنّهم لم يموتوا بقصف أو اعتقال بل قُتلوا بسلاحهم أثناء الدخول للقرى والبلدات بحملات “الأسد أو نحرق البلد”.

حيث طالب أبناء الساحل مطلع حزيران يونيو / الجاري، الأسد بإرسال أبناء الوزراء والمسؤولين إلى الجبهات لدفاع عن كرسي الحكم .. بعد نفاد رجال الساحل لأجل بقائك على الكرسي. وردّت قوّات النظام بحملة مداهمة واعتقال طالت عدداً من كبار الأهالي والوجهاء في الأحياء لتسكيت الاحتجاج وإطفاء شعلة المظاهرات التي اندلعت في مدينة طرطوس التي يقول أهلها: إنّ النظام يقوم فقط بقتل شبان طرطوس عن باقي المدن وذلك بحجة أنّ “المعارضين سيدخلون طرطوس فقط”.

فيما قامت قوّات النظام بحملة جديدة في المدينة لسحب الشبان باتجاه المعركة القادمة في مدينة “درعا” بعد قيام مشايخ العلويين بإعلان النفير من المزارات الدينية لهم حيث تجمّع عدد من كبار الأحياء داخل مدينة طرطوس مع عشرات المدنيين وأطلقوا شعارات باسم “شباب الساحل”، وقاموا بوضع ملصقات وكلام للتحريض على الحكومة لقيامها بقتل شبان الساحل تحت شعارات واهية، وطالبوا بعدم التحاقهم بالجيش النظامي تحت شعار ‏”كاس السم كرسي الدم”.

الثائرون في الثورة السورية لم يتناسوا مجزرة البيضاء في بانياس مطلع الـ 2011 وكلماتهم التي مازالت في عقول السوريين (هي مشان الحرية) ويقولون للمواليين: أبناء الساحل السوري لو خرجتم معنا في بدايـة الثورة ضد بشار الأسد .. لكان بقائكم وبقائنا في سوريا واحد .. وكنّا شعب واحد .. وكانت البلد للجميـع، فحربنا ليست على الطائفـة العلوية بل على الطاغيـة بشار الأسد الذي استنزفكم بحربه ضد الشعـب المظلوم، وبالتالي أنتم من اخترتم قتل الشعب الذي عشتم معه؛ ليصبح بقاء أو زوال الأسـد مرتبط ببقاء وزوال الطائفـة العلويـة، فأنـتم من دمرتم طائفتكم لأجل كرسي الأسد.

رستم صلاح 01 01

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى