الشأن السوري

مع اقتراب الذكرى الخامسة النظام ينبش القبور لمحو آثار مجزرة الكيماوي، والعميد رحال يوضّح!!

منذ أيامها الأولى في فرض سيطرتها على الغوطة الشرقية وبعد تهجير أهلها للشمال السوري، عمدت ميليشيا “الفرقة الرابعة” التابعة لـ قوّات النظام على نبش القبور في “مقبرة الشهداء” في مدينة عربين، كما تم استدعاء موظف المقبرة والمسؤول عن الدفن عدة مرات إلى فرع فلسطين للتحقيق معه بهذا الشأن، وعن تهم وجهت له على خلفية دفن أسلحة ضمن المقابر من قبل فصائل المعارضة قبيل مغادرتها غوطة دمشق.

ومن جهته قال “ض،ش” أحد أبناء الغوطة الشرقية لـ وكالة “ستيب الإخبارية”، أنَّ عناصر الميليشيات صعّدت خلال الأيام القليلة الماضية عملياتها في مقابر مدينتي “دوما، زملكا”، وباتت تعمل بشكل متواصل على نبش قبور ضحايا مجازر الكيماوي، ولفت إلى أنَّ بعض الجثث قامت العناصر بنقل رفاتها إلى أماكن مجهولة، وذلك مع اقتراب الذكرى السنوية الخامسة لمجزرة الكيماوي الكبرى التي وقعت في شهر أغسطس / آب عام 2013.

وأفادت مصادر أخرى (رفضت الإفصاح عن هويتها)، أنَّ النظام شنَّ حملة دهم واعتقال بحق أبناء مدينة زملكا، واقتادهم إلى قبور ضحايا الكيماوي لتحديد مكانها وأجبرهم على نبش القبور وإخراج جثث الموتى الذين توفوا في المجزرة، كما سبق ذلك إغلاق معظم الطرقات التي تؤدي إلى المقابر ليلاً ومنع خروج الأهالي حتى انتهاء العملية.

وبحسب مصادر أخرى، فمن المتوقع أنًّ النظام عمل على ترحيل الجثث التي أخرجها إلى مقبرة منطقة “نجها” بالقرب من بلدة الكسوة، والتي كان لها نصيب أيضاً من دفن جثث الذي قتلوا تحت التعذيب في سجونه، وذلك بهدف إخفاء الأدلة على ارتكابه المجزرة بحق المدنيين.

ومن جانبه صرّح المحلل الاستراتيجي العميد “أحمد رحال” لـ وكالة “ستيب الإخبارية”، إنه من الواضح أنَّ نظام الأسد في الفترة الأخيرة يعمل على عدة اتجاهات، المحور الأول هو قتل الشهود على الجرائم التي ارتكبها، وممن استخدمهم كـ وسائل لمجازره مثل “عصام زهر الدين” و “جامع جامع” و “رستم غزالي” و”مصطفى بدر الدين” والعالم “عزيز إسبر” والعديد ممن شهدوا جرائمه وكانوا يشكلون خطراً عليه.

وأكمل، أنَّ المحور الثاني هو محاولاته الدؤوبة لإخفاء الأدلة الميدانية ومن ضمنها نبش القبور لأنه يعلم تماماً أنَّ الفرق المختصة سيكون باستطاعتها الحصول على أدلة تدينه ولو بعد سنوات طويلة على المجزرة، عن طريق التحليل وأخذ العينات التي ستثبت استخدامه للأسلحة الكيماوية، وبعد نقل الجثث لأماكن مجهولة ستختفي هذه الأدلة وسيبرّأ من التهم الموجهة إليه.

وأضاف العميد “رحال”، أنَّ المحور الثالث الذي يعمل على إخفائه هو ملف المعتقلين وخصوصاً في الأيام الماضية بعد أن شاهدنا إخراج أسماء آلاف الشباب ممن قتلوا تحت التعذيب وإبلاغ ذويهم بوفاتهم دون تسليم جثثهم، حيث تم دفنهم في مقابر مجهولة أو حتى تم التخلّص من جثثهم عن طريق إذابتها بـ مادة الأسيد، وهو دليل آخر على محاولاته إخفاء طرق قتلهم والتخلّص من سجلاتهم في سجونه، خصوصاً بعد رفضه الحديث عن ملف المعتقلين في “أستانا، جنيف”، كما أنَّ الأمم المتحدة وثّقت نحو 150 ألف معتقلاً بينما تجاوز عدد المعتقلين والمغيبين في سجونه 300 ألف وأكثر، وهذه أرقام كارثية بحقه.

واختتم حديثه قائلاً، عَمَد النظام منذ دخوله إلى الغوطة الشرقية وبدء عمل فريق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على إخفاء آثار الجريمة، عندما افتعل تفجير حافلتين بالقرب من مكان المجزر الأخيرة التي وقعت في الغوطة الشرقية، والجميع يعلم أنَّ النظام اليوم يحاول بشتى الوسائل إعادة شرعنته بعد ولوجه السلطة من جديد.

 

39453796 834233573633198 4818935121220468736 n

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى