الشأن السوري

العملة الإيرانية تلامس القاع، وأرقام صادمة عن أعداد معتقلي الاحتجاجات

وصل سعر صرف الدولار الأميركي في السوق الإيرانية لأعلى مستوياته التاريخية، حيث سجّل الريال الإيراني هبوطاً قياسياً أمام الدولار في السوق غير الرسمية اليوم الاثنين الموافق لـ الثالث من سبتمبر / أيلول الجاري، وسط تدهور في الوضع الاقتصادي بالتزامن مع إعادة فرض واشنطن عقوباتها على طهران.

وبحسب موقع (Bonbast) الاقتصادي والمتخصص في تتبع أسعار صرف العملات في السوق غير الرسمية، أنه وصل سعر الدولار الأمريكي إلى 128 ألف ريال إيراني، ليخسر أكثر من ثلثي قيمته خلال عام.

وشهدت العملة الإيرانية تقلبات كثيرة بين هبوط وارتفاع تزامناً مع زيادرة طلب الإيرانيين على الدولار الأمريكي، وذلك بسبب تراجع الوضع الاقتصادي والصعوبات المالية التي تواجهها البنوك المحلية.

وأسفر هبوط العملة عن تجدد الاحتجاجات الشعبية المرتبطة بالوضع الاقتصادي في إيران، حيث اندلعت المظاهرات الأخيرة في مدينة “أصفهان” في يناير / كانون الثاني من العام الجاري ثم توسعت إلى أكثر من 80 مدينة وبلدة، قوبلت بالقمع من قبل القوى الأمنية الإيرانية.

ووفقاً لإحصائيات رسمية، فإنَّ معدل البطالة الرسمي في إيران بلغ 12 بالمئة، ويصل بين الشبان إلى 25 بالمئة في بلد 60 بالمئة من سكانه البالغ عددهم 80 مليون نسمة دون سن الثلاثين.

وعلى صعيد متصل، طالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش” السلطات الإيرانية بفتح تحقيق في مقتل 30 شخصاً على الأقل في الاحتجاجات، وذكرت أنَّ المسؤولين الإيرانيين لم يبدوا أي مؤشر على إجراء تحقيقات نزيهة في تلك الوفيات، أو في استخدام عناصر الأمن القوة المفرطة لقمع الاحتجاجات.

ودعت المنظمة السلطات الإيرانية إلى إسقاط جميع التهم الموجهة ضدَّ المتظاهرين بسبب التجمع السلمي، وإطلاق سراح المحتجزين ، مشيرةً إلى أنه منذ الثاني من أغسطس / آب الفائت، احتجزت السلطات أكثر من 50 شخصاً أثناء الاحتجاجات في العاصمة طهران وحدها.

ومن جهتها، قالت “سارة ليا ويتسن” مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش إنَّ الحكومة الإيرانية استخدمت الأساليب الاستبدادية المعهودة للرد على الاحتجاجات، وتجريم المعارضة السلمية، وحماية قوات الأمن من المساءلة”.

كما نقلت “هيومن رايتس ووتش” عن مصادر مطلعة أنَّ نحو 50 شخصاً اعتُقلوا خلال احتجاجات الثالث من أغسطس / آب وهم يُحتجزون في سجن “فشافويه”، بظروف غاية في الصعوبة، منها انعدام الماء الصالح للشرب والنظافة السيئة، وانتشار الأمراض وتعذيب السجناء والمعتقلين وضربهم.

وبحسب احصائيات المنظمة أنه منذ ديسمبر / كانون الأول 2017، وقعت عدة موجات من الاحتجاج في مختلف أنحاء إيران، اعتقلت السلطات خلالها حوالي 4 آلاف متظاهر، بينما اعتقلت وزارة الاستخبارات 150 طالباً على الأقل.

 

B8F2B612 7170 4DE0 A4F5 CEFC1069C2C6 w1023 r1 s

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى