مسابقة خطوة 2014

معاناة السوريين

اسم المتسابق : ضياء حيدر

 

ملاحظة : المقالة المشاركة بالمسابقة لا تمثل رأي الوكالة بل تعبر عن رأي المتسابق فقط دون ان تتبنى الوكالة اية افكار او اراءا شخصية مذكورة ضمن المقالة

 

 

 

صراعٌ بين العيش الأشبه بالموت وانتظارِ الموت معاناة عاشها الشعبُ السوري على مدارِ ما يقارب أربعِ سنوات منذ بداية الثورة هذه الثورة التي دفع ثمنها الشعب السوري دمائهم ودمارٌ لمنازلهم ولمستقبل أبنائهم وفقدانهم لكافةِ معاييرِ الحياة من أمن العيش بسلام وتشرد بين الهرب واللجوء إلى مكان آمن يلتمسون فيه العيش بسلام ,فتراكمت الأسباب وأصبحَ الموتُ شعار أمامَ الذلِ والهوان فلا أحد يسمع عنين هذا الشعب المجروح ولا أحد يرى كيف أطفاله ونسائه يموتون تحت الركام بنيران أسلحة محرمة دولياً فجميع الأمم تخلت عن هذا الشعب والجوع استشرى بهم فعائلات بلا شباب وقرى بلا بيوت ومدنٌ بلا سكان واعتقالات عشوائية للنساء والشباب صغاراً وكباراً ومفخخات تطال المساجد والأسواق وحرب للعصابات داخل البلدات ومن جانب آخر ميلشيات من سوريا وغيرها تعاونت ضدّ هذا الشعب كما تعددت فصائل الثوار في كل شبر من سوريا وكلٌ يقاتل تحت راية ولأهداف وغاياتٍ هو يدركها , ومقاتلين من كافة أنحاء العالم جاءت إلى سويا تقاتل باسم الدين والشريعة وكلٌ منهم يدافع عن مذهبه

أصبحت سوريا ساحة للحرب فالحال من سيء إلى أسوء  فمعاناة هذا الشعب الذي كلفته الثورة حتى الآن أكثر من سبعُ مئة ألفِ شهيد، وأزيد من ستة ملايين نازح في الداخل وخمسة ملايين لاجئ في الخارج ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إذا استمر الصراع بلا هوادة، إضافةً إلى ارتفاع الأسعار في الداخل السوري ، وغلاء معيشي مخيف ، جعل منتهى طموح المواطن تأمين لقمة العيش هذه اللقمة المغمسة بالدماء إن صح التعبير، فتحولت الكثير من الضروريات إلى كماليات، فتعدى ارتفاع أسعار المواد الغذائية ليشمل كل ما يحتاجه الإنسان في حياته اليومية ، وأصبحت الكثيرُ من هذه الاحتياجات صعبة المنال عند الكثيرين وفي خضم هذه المعاناة، عرّت الحرب الوجوه على حقيقتها، فظهرت فئة استغلت الأزمة الاقتصادية الخانقة، وكأن المواطن السوري لا يكفيه ما يذوق من مرارة العيش والتشرد والقصف الذي لا يكاد أن يطالهم أين ما ذهبوا حتى يعبث بلقمة عيشه ثلّة من التجار المحتكرين، الوجه الآخر الذي بات أشبه بالنظام السوري ، فلا رقابة حقيقية وآلية واضحة لمحاسبة هؤلاء، وضبط الأسعار التي تحلق كل يوم بجناحيها على هواها

وتأتي أزمة المحروقات والكهرباء لتتصدر قائمة هموم السوريين اليوم ناهيك عما يعيشونه من قصف بكافة أنواع الأسلحة من نظام غاشم لا يعرف للإنسانية معنى ولا للرحمة عنوان فقد اعتاد الشعب السوري على مثل هذا ، فالمواطن أصبح يعد الثواني بانتظار التيار الكهربائي، فيسابق الزمن في الساعات المعدودة التي يبصر فيها النور، كي يقضي حاجاته الضرورية اليومية, وفي فصل الشتاء يدق البرد على الأبواب، فلا كهرباء ولا وسائل تدفئة بديلة،

فاليوم أصبحت أسطوانة الغاز حلم كل مواطن سوري في ظل انقطاعها ، وعند استحضار صور المعاناة المختلفة التي يمر بها السوريون، تترامى إلى ذاكرتهم كم كانوا يستمتعون بالأشياء التي فقدوها الآن , إذاً هي معاناة حقيقة ، تمس أبسط الاحتياجات الإنسانية الضرورية ، التي اعتاد السوريون قبل بداية الثورة أن يحصلوا عليها دون أدنى عناء، أما اليوم يؤمنها المواطن بصعوبة بالغة.

كل ذنب هذا الشعب أنه ثار على نظام ديكتاتوري مستبد ظالم  يطالب بحقوقه وناضلَ وتظاهرَ ليعيش بكرامة وحرية , ثورةٌ لا يبدو في الأفق ما يبعث على الاعتقاد أنها ستجد حلاً قريبا لكن يبقى أملُ الشعب السوري بالله بأن الفرج آتٍ لا محال

ضياء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى