الشأن السوري

مباحثات أردنيّة روسيّة أمريكيّة لإزالة مخيم الركبان وستيب تستطلع الآراء

أعلنت وزارة الخارجية الأردنيّة، عن إجراء محادثات ”أردنيّة – أمريكيّة – روسيّة فعليّة بهدف إيجاد حلّ جذري لمشكلة مخيم “الركبان” الواقع في الباديّة السوريّة، قرب الحدود الأردنيّة الشماليّة الشرقيّة، عبر توفير “شروط العودة الطوعيّة لقاطني المخيم إلى مدنهم وبلداتهم الأصليّة التي تم تحريرها من تنظيم داعش”. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجيّة وشؤون المغتربين الأردنيّة، السفير “ماجد القطارنة” أمس الخميس: إنَّ قضيّة مخيم الركبان هي “قضيّة سوريّة أمميّة، والموقف الأردني يدعم الخطة الروسيّة لإيجاد الظروف الكفيلة بتفريغ المخيم“.

كذلك، ذكر ممثل الخارجية الروسيّة، “إيليا مورغولوف” في كلمة ألقاها خلال اجتماع لجنتي التنسيق الوزاريتين الروسيّة والسوريّة الخاصّتين بعودة اللاجئين: أنَّ “الأردنيين أكدوا أثناء جلسة للمركز الروسي الأردني المعني بقضية اللاجئين السوريين في عمان يوم 31 تشرين الأول، اهتمامهم بإزالة مخيم الركبان في أسرع وقت ممكن بعد نقل جميع اللاجئين والنازحين المقيمين فيه إلى سوريا، واستعدادهم للعمل على ذلك وفق خارطة الطريق الروسيّة”.

وفي تصريح خاص لوكالة “ستيب الإخبارية” أفاد الصحفي “خالد العلي” المتواجد في مخيم “الركبان” بأنَّ إفراغ المخيم وإزالته أصبح شيئًا ضروريًّا ولازمًا، ولكن ليس عبر مصالحات وتسويات مع نظام الأسد، وإنَّما عبر الخروج إلى المناطق المحرّرة في الشمال السوري، وهذه رغبة أهالي المخيم، ومطلبهم الملّح الذي يطالبون به منذ أشهر، ولا سيّما مع اشتداد حصار النظام عليهم منذ مطلع شهر أكتوبر الماضي، وازدياد معاناة المرضى وكثرة الوفيات فيما بينهم.

وفي ذات الصدد، اعتبر الإعلامي في قوّات الشهيد أحمد العبدو “سعيد سيف” في حديثه لوكالة “ستيب”: أنَّ ترحيل المخيم من منطقة الركبان باتجاه الشمال السوري “أمر جيّد”، فالمناطق المحرّرة حالها أفضل من مخيم الركبان المحاصر بعرض الصحراء وسط تخاذل دولي. قائلًا: “نحن نعلم بأنَّ مخيم الركبان شكل عبئًا عسكريًّا وأمنيًّا واقتصاديًّا على الأردن، وتحويل قضيّة أمميّة كمخيم الركبان على عاتق المملكة شيء لا يحتمل مما دفعها لإيجاد حلول والتنسيق من الروس والأمريكان”. وأشار إلى أنَّ الروس يسعون للضغط على قاعدة التنف لنقل المخيم، ولكن بالنهاية “ما زالت المنطقة تحت المساومة من جميع الأطراف”.

بينما رأى الإعلامي الديري “سعد الحاج” أنَّ تحوّل الموقف الأردني، عبر اتخاذ مواقف تصبُّ في مصلحة النظام، منذ أكثر من عام، بدءًا من إغلاق الحدود أمام اللاجئين السوريين في منطقة البادية ومخيم الركبان، والتسهيلات التي دفعوا بها نحو إعادة فتح معبر نصيب وصولًا إلى إغلاق النقطة الطبيَّة التابعة لمنظمة اليونيسف، ومنع دخول المساعدات إلى مخيم الركبان، مما يُترجم إعادة بناء العلاقات بين الأردن ونظام الأسد.

وأضاف “الحاج” في تصريحه لـ “ستيب”: أنّه “إذا تم نقل قاطني مخيم الركبان إلى الشمال قد يكون الحال أفضل لهم من أن يبقوا على الحدود الأردنيّة المغلقة، وستشهد منطقة البادية الكثير من التوتر بين الأمريكان والروس على قاعدة التنف، فموافقة النظام والروس بدخول قافلة المساعدات الأمميّة، لم يكن بدافع إنساني أبدًا، إنّما تعرية الأمريكان بزوال ذريعة حماية المدنيين في منطقة الـ55، والأيام ستثبت ذلك”.

كما صرّح مصدر عسكري مسؤول في منطقة الـ 55 لوكالة “ستيب” أنَّ الأردن “لا تملك شيء من قرار مخيم الركبان سوى تحريك أشخاص محدودين داخله مثل عشيرة بني خالد”. مشيرًا إلى أنَّ اللجنة الأمميّة التي زارت المخيم وغادرته بالأمس، قالت لهم: إنَّ وضع منطقة الـ 55 آمن أكثر من مناطق سيطرة النظام.
وبدوره، تحدّث الصحفي الأردني “إياد خليفة” العامل في موقع البوابة الأردنية لوكالة “ستيب” عن تشكيل مخيم الركبان خاصرة رخوة للأردن حيث غالبية سكان المناطق القادمة إليه كانت بعيدة وخاضعة لسيطرة داعش، وخارج المعرفة الأردنيّة الأمنيّة باختلاف سكان درعا الذين لديهم صلات قرابة مع الأردنيين بحكم قرب المنطقة، كما تزامن إنشائه مع حرق الطيار الأردني (معاذ الكساسبة) من قبل التنظيم، مما حذا بالأردن بعدم التساهل مع قاطنيه حرصًا على أمن المملكة الهاشمية. مشيرًا إلى أنَّ إزالة المخيم من مصلحة الأردن ومن الطبيعي دعمها لذلك، ولكن الأمل بإنهاء المأساة الإنسانيّة يكون عبر اتفاق مع نظام الأسد وميليشياته، والتزامهم بعدم التعرّض للأهالي عند وصولهم لمناطق النظام، وروسيا من جهتها، تعمل على إزالة هذا المخيم وغيره حتّى تعطي انطباع للعالم بأنّه لا يوجد نازحين ولاجئين ومخيمات بهدف تشجيع السوريين على العودة.

وفي وقت سابق اليوم، أعلن مدير مكتب مفوّض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا “أمين عوض”، أنَّه “لا يُمكن لمخيم الركبان أن يعمل على أساس دائم، ويجب إيجاد حلٍّ يسمح للناس بالعودة إلى ديارهم، فالمشكلة اليوم لا تكمن بمواصلة تقديم المساعدة، بل إنهاء وضع الركبان، وإرسال الناس إلى منازلهم”.

شاهد رسالة من أحد لاجئي مخيم الركبان إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي
يوتيوب: https://youtu.be/4kueroB-9t4
الأمم المتحدة والهلال الأحمر يغادران مخيم الركبان بعد الانتهاء من توزيع المساعدات
يوتيوب: https://youtu.be/b4HmxafHF1s
جولة لقاح أممية لأطفال مخيم الركبان
يوتيوب: https://youtu.be/y7PrnrdIt2w

40368
FILE – This file picture taken Tuesday, Feb. 14, 2017, shows an overview of the informal Rukban camp, between the Jordan and Syria borders. The United Nations’ children agency says on Wednesday, Oct. 10, 2018 that two children have died in a desert camp for displaced people along the Syria-Jordan border. The agency says a 5-day-old boy and a 4-month-old girl died in the squalid Rukban camp, which houses over 40,000 people. (AP Photo/ Raad Adayleh, File)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى