الشأن السوري

خاص | كيف يخضع المجنّد لـ سحب الاحتياط بدمشق، وشهود عيان تتحدث عن تجربتها!!

كَشفت مراسلة وكالة “ستيب الإخبارية” في العاصمة دمشق “إيثار السالم” أنَّ قوّات النظام السوري بدأت بشنِّ حملات جديدة بهدف سحب الشبان إلى خدمة الاحتياط، واعتمدت مؤخرًا سحب الشبان بشكل مفاجئ من الشوارع، كان آخرها حملة شنّتها داخل منطقة الشيخ محدين أو ما يُعرف بـ (سوق الجمعة).

وأوضحت مراسلتنا أنه وبعد أن يتم سحب المجنّد يحول لـ أحد الأفرع الأمنيّة ويقبع داخلها لـ مدة 3 أيام، يخضع لـ عدة تحقيقات، وبعضهم يطول اعتقالهم لـ أسبوع أو أكثر بقليل، وعقب ذلك يتم تجميع المجنّدين الجُدد في منطقة “دريج” ليتم فرز كلًا منهم إلى قطعته العسكرية، حيث تركّزت عمليات سحب الاحتياط خلال الفترة الأخيرة على من هم تولد (1976)، أي بعمر 38 حتى 40 عامًا.

وتقع منطقة “دريج” غرب مدينة التل بالجهة الشماليّة الغربية لـ دمشق، وتضّم أكبر ثكنات التجنيد بريف العاصمة، حيث يتم تحويل الشبان المسحوبين للخدمة الإلزاميّة والاحتياطية إلى الثكنة التي يُشرف عليها جهاز (الأمن الجوي) و (الشرطة العسكرية)، وعندها يتم تجميع المجندين ضمن هنكارات ويخضعون لتدريبات عسكريّة مكثّفة بهدف إرسالهم إلى الجبهات، وفي بعض الأحيان لا تتجاوز مدّة التدريب أكثر من أسبوعين بحال كانت إحدى الجبهات مشتعلة وبحاجة لـ عناصر على وجه السرعة.

ويُعاني المُجنّد من أوضاع سيئة ضمن ثكنة “دريج” وتأوي الثكنة بشكل تقريبي نحو (30000) مجنّد، حيث يتم توزيع الطعام بشكل شحيح، ويتكوّن من (خبز، شوربة)، بالإضافة لعدم تأهيل مكان الإقامة المؤقتة بشكل سليم لعدم وجود أسرّة أو أغطية للنوم، كما أنَّ المعاملة تكون قاسيّة جدًا ويتم حرمان المجنّد من جهازه المحمول وقطع أي وسيلة اتصال مع ذويه.

وأشارت مراسلتنا إلى أنَّ بعض ذوي المجنّدين يقومون بدفع مبالغ ماليّة طائلة، تصل إلى ملايين الليرات، حتى يتم فرز أبناءهم داخل المدن، ومن لا يملك المال الكافي يتمّ زجّه على جبهات القتال المشتعلة، وتحدّثت عدة مصادر في وقت سابق عن إبلاغ ذوي مجنّدين بعد أيام قليلة من سحب أبناءهم لخدمة الاحتياط أنهم قتلوا خلال المعارك، ما يعني أنَّ معظمهم لا يخضع لدورات تدريبية ويتم وضعه على خطوط الجبهة بعد التحاقه بالخدمة لأيام.

ولفتت “السالم” إلى أنَّ المستحقات الماليّة الخاصّة بالمجنّد يتم تسليمها بعد نحو 3 أشهر من السحب، وتُقدّر بشكل وسطي (47000 ل.س)، وكل رتبة أعلى تزيد بنسبة (7000 ل.س)، وهذا المبلغ لا يكفي لـ سدّ حاجة عائلة مكوّنة من 3 أفراد على الأقل.

وتمكّنت وكالة “ستيب الإخبارية” من التواصل مع عائلة أحد المجندين حديثًا، حيث روت شقيقته، أنه وعند عودة شقيقها من الأردن إلى مطار دمشق تمَّ توقيفه عقب نزوله من الطائرة بدقائق، وبعد نحو نصف ساعة سُحب الهاتف المحمول الخاص به، وانقطع الاتصال عنه لـ مدة 6 أيام.

وأكملت، بعد عمليّات بحث واسعة عن طريق ضُباط في السلك الأمني، أخبرونا أنه تمَّ سحب شقيقي “إيهاب” لـ خدمة العلم، وكان خلال الأيام الماضية محجوزًا لدى فرع (الأربعين) في منطقة الجسر الأبيض بدمشق على ذمة التحقيق، وتمَّ استجوابه عن فترة تواجده بالأردن وعن معارفه من المعارضين والكثير من الأسئلة الروتينيّة.

ولفتت إلى أنَّ شقيقها يُعاني من مرض (الصرع)، وفي فترات الضغط النفسي تصل نوبة الصرع إلى مرتين باليوم، كما أنه يخضع لعلاج مكثّف بالأدوية المهدئة منذ أكثر من 14 سنة، وعلى الرغم من أنه كان يحمل التقرير الطبي خلال عودته إلى دمشق والذي قدّمه للضابط المناوب في مطار دمشق، لم يتم التعامل معه على اعتبار أنه حالة صحيّة استثنائية ومن المقرر أن لا يتم سحبه، أو أن يتم تسريحه بعد تأكدهم من إصابته.

واختتمت حديثها قائلة، أنه بلغت مدّة سحب شقيقي 3 أشهر، وتمَّ إبلاغنا مؤخرًا أنه مفروز إلى أحد القطع العسكرية في محافظة حماة، وعلى الرغم من أننا قدّمنا اعتراض لـ مقر الشرطة العسكرية في القابون، وأرفقناه بـ تقرير طبي يوثّق حالة شقيقي، مع ذلك لم يتم تسريحه حتى اليوم، علمًا أنه منقطع عن كامل أدويته منذ أن تمَّ سحبه.

 

damas 27 11 2018

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى