الشأن السوري

مخيمات إدلب غارقة بالمطر، فكيف كانت الاستجابة لها ؟!

أغرقت مياه الأمطار الغزيرة مخيمات تؤوي آلاف المهجّرين شمالي سوريا، ليلة أمس الأربعاء، وسط ظروف إنسانيّة مزرية، وسارعت فرق الدفاع المدني وفريق “منسقو استجابة سوريا” وبعض المنظمات الإنسانيّة مع مبادرات فردية لتلبية نداءات الاستغاثة من قبل سكان المخيمات والناشطين، من أجل إنقاذ المتضررين وإخلائهم إلى مناطق آمنة.

وقال “طارق الإدلبي” مسؤول عمليات التتبع والتقارير في فريق “منسقو الاستجابة” في تصريح خاص لوكالة “ستيب الإخبارية”: إنَّ فرقنا خرجت حاليًّا باتجاه المخيمات لمساعدة الأشخاص المتواجدين من طرفنا هناك لإحصاء الأضرار وتقييم الاحتياجات، ونعمل على تقييم عاجل لتوجيه حركة الاستجابة باتجاه المناطق المتضررة.

وأضاف “الإدلبي”: أنّ الاستجابة لمناشدات الفريق كانت من بعض الأطراف مثل، هيئة ساعد للإيواء في مراكزها، وفرق الدفاع المدني حركت الآليات لفتح تصريف لمياه الأمطار، فيما تنتظر المنظمات إحصاء دقيق لتقييم الأضرار في المخيمات التي تضررت بشكل عام لكن الضرر الأكبر كان بمنطقة أطمة.

وأشار إلى، أنَّ المناشدات التي وصلتهم بشكل أساسي لعمليَّات إخلاء وإنقاذ من مخيمات “سرحا والوضيحي والديرة والمودة” الواقعة على طريق مدينة سرمدا، ومخيمات “الهدى وأخوة سعدة” في قاطع أطمة الجنوبي، و”العمر والجويد” في تجمع أطمة؛ ومخيم “الصابرين” غربي طريق الدانا – سرمدا الزراعي شمالي إدلب.

وذكر “الإدلبي” أنَّهم في الفريق نوّهوا أكثر من مرة لموضوع المخيمات واحتمالية حدوث عواصف مطرية للمنطقة؛ وهذ الشيء يتكرّر كلّ سنة، ومنذ نحو شهرين، أصدرنا تقريرًا عن حالة المخيمات في الشمال واحتياجاتهم وطرق معالجة فورية لوضع المخيمات كحلول إسعافية أو مؤقتة، لكن للأسف فات الأوان ولم تحدث استجابة حقيقية لهذا الأمر، كما نوهنا بأنَّ المخيمات ليست حلًّا دائمًا ويجب التوجه إلى البناء الإسمنتي كحلٍّ نهائيٍ لمشكلة المخيمات، والتي تحوي أكثر من 700 ألف نازح في مناطق الشمال (ما عدا درع الفرات وغصن الزيتون).

وفي سياق متصل، صرّح محافظ حماة الحرّة “نافع البرازي” لوكالة “ستيب” حول إطلاقهم نداء مناشدة لإنقاذ سكان المخيمات الغارقة بمياه الأمطار؛ بأنَّ معاناة مخيمات النزوح تكرر في كلّ شتاء، وللأسف تحول أسباب عديدة لإيجاد الحلول المناسبة لتفادي تلك الإشكالات، وأهمها غياب التنسيق بين المنظمات التي تعمل في قطاع المخيمات، وعدم وضع الخطط لاستقبال فصل الشتاء وتدارك المآسي، ومع ازدياد الهطولات المطريَّة غرق العديد من المخيمات، ولا تتوفر آليات كافية لشفط المياه وتصريفها، وكون معظم الأهالي من أبناء حماة أطلقنا في مجلسنا نداءً نناشد فيه جميع المعنيين على ضرورة التعاون والاستجابة والتنسيق للعمل على تخفيف المعاناة.

وبدوره، أوضح “كمال سواري” مدير مكتب الشؤون في مجلس محافظة حماة لوكالة “ستيب” أنَّ الحالات المأساوية كثيرة، والمشكلة عامة بكلّ المخيمات التي معظمها لم يكن مهيئًا لهكذا حالة، وبالتالي عندما جاءت الأمطار الغزيرة وحدثت السيول، دخلت المياه إلى الخيم وطافت حاجيات الأهالي.

وتابع “سواري” حديثه: إنَّ المنظمات والدفاع المدني والأهالي استجابوا ضمن إمكانياتهم لمساعدة الأهالي والمخيمات المنكوبة لكن، الاحتياجات كثيرة والإمكانيات قليلة، ونحن كمجلس محافظة، تواصلنا مع الكثير، والعديد من المنظمات، والهيئات الإنسانية، وأرشدناهم للمخيمات التي تُعاني من السيول الجارفة ووعدونا بتقديم ما هو ضمن إمكاناتهم وفعلًا بعض المنظمات استجابت، ونرجو من باقي المنظمات والهيئات الإنسانية تقديم المساعدة الفورية للمحتاجين من أماكن للسكن ولو مؤقتة وخيم وعوازل وألبسة وطعام، وغيرها من المواد الضرورية، فضلًا عن الحاجة لآليات لشفط الماء من بعض المخيمات.

وفي سياق متصل، أعلن مجلس محلي بلدة خان العسل غربي حلب عن استعداده لاستقبال العوائل المتضررة في المخيمات، وأفاد “زكريا علي بازو” رئيس المكتب الإغاثي لمهجري حلب بمحلي خان عسل في حديثه لوكالة “ستيب” بأنَّهم استقبلوا حتى الآن سبع عوائل، وتم إيوائهم في منازل بمزارع البلدة التي دُمرت بشكل كبير بفعل القصف السابق. 

 

شاهد الفيضانات التي أغرقت مخيم أطمة على الحدود السورية التركية جراء الأمطار الغزيرة.

https://youtu.be/hfh2sQbog1E

 

مخيم أطمة 1

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى