الشأن السوري

استطلاع رأي: كيف قرأ معارضون سياسيون وعسكريون قمة بوتين وأردوغان ؟

كثرت التحليلات السياسيَّة حول قمة الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، في العاصمة الروسيّة موسكو أول أمس الأربعاء.

ونوّه أردوغان، لعدم وجود خلاف بين البلدين بما يخصُّ إقامة منطقة آمنة في الشمال السوري، كما أكدّ بوتين، أنَّ منطقة إدلب مهمة، ويحب إيجاد حل بالتعاون مع الجانب التركي، مشيرًا إلى أنَّ التواجد التركي في المنطقة “قانوني” بموجب اتفاق بين تركيا وسوريا وقع عام 1998 حول مكافحة الإرهاب.

تلاه أمس الخميس، تشديد الرئيس التركي على ضرورة إعادة طرح “اتفاقية أضنة”، كما صرّح وزير الخارجيّة التركي مولود تشاووش أوغلو، أنّ لبلاده الحقّ بمكافحة “التنظيمات الإرهابيّة” داخل الأراضي السورية بموجب هذه الاتفاقية.

وحول كيفية قراءة المعارضين السوريين لقمة (أردوغان وبوتين)، وخاصة حول المنطقة الآمنة، أجرت وكالة “ستيب الإخبارية” استطلاع رأيٍ مع عدد من العسكريين والسياسيين المطلعين على الشأن السوري، وكانت الآراء التاليَّة:

المحامي “محمد صبرا” سياسي، وكبير المفاوضين السابق:

 

safarfa

ما يحدث الآن هو نوع من البازار السياسي بين أطراف دوليَّة وإقليميَّة كلّ منها يريد ترتيب الأوضاع بما يتفق مع مصالحه ورؤيته لنفوذه، والملفت في اللقاء الروسي التركي، هو الحديث عن اتفاقية أضنة لعام 1998، والذي يمكن فهمه بأنّ هناك موافقة تركيَّة روسيَّة على عودة النظام للسيطرة على مناطق شرق الفرات في حال التزم بمحاربة حزب العمال الكردستاني، وهذا هو معنى “المنطقة العازلة”، وهذا شيء مؤسف، لأنّه يُراعي مصالح الجميع باستثناء مصلحة السوريين المتمثلة بإسقاط النظام، وأخشى مقايضة إدلب بشرق الفرات.

العقيد الركن “فاتح حسون” قائد حركة تحرير وطن المتواجدة شمالي حلب:

2512019 1

انعقدت القمة في إطار تنسيقي بين تركيا وروسيا، وقد أتت هذه القمة كضرورة في ضوء التغيّرات المتسارعة الحاصلة على الأرض السوريّة، سواء من ناحية سيطرة هيئة تحرير الشام على مزيد من المناطق في إدلب وريف حلب، وتأثير ذلك على تطبيق مقررات مؤتمر سوتشي وهو التخوف الروسي.

أو قرار الانسحاب الأمريكي من الأراضي السوريّة، وعدم السماح بترك فراغ جراء الانسحاب الذي سينتج عنه سيطرة قوى إرهابيّة على تلك المناطق مثل الوحدات الكردية أو داعش، وهو التخوّف التركي، أو من ناحية الضربات التي تتعرض لها القوّات والميليشيات الإيرانيّة، والذي يُعد بمثابة إنذار يُشعر بإنهاء للدور الإيراني في سوريا، في ظلّ الصمت الروسي والتركي وربّما “الترحيب” وهذا هو التخوّف الإيراني.

بشكل عام رسمت نتائج هذه القمة، ملامح المرحلة المقبلة، مع ترقب ردّ الفعل الغربي والأمريكي على بعض المخرجات، والتي من الممكن ألا تتماشى مع الطموح والدور الإيراني في المنطقة، ومن جهة أخرى من المتوقع وضع حد للتصريحات العشوائيّة حول إدلب، ومسألة إيقاف العمل أو المتابعة بمقررات مؤتمر سوتشي، وستكون العمليَّة التركيَّة في منبج وشرق الفرات حاضرة وبقوّة.

خصوصًا بعد التصريحات الروسيّة حول “اتفاقية أضنة” واستمراريّة العمل بها، الذي يضمن للجانب التركي بالتحرّك القوّي باتجاه تأمين مصالحه، ومن المرجح قيام تركيا بإنشاء المنطقة الآمنة، وذلك في ضوء التنسيق الحاصل مع أمريكا وروسيا التي تُنسق مع تركيا بالنيابة عن النظام السوري، وتأخذ دوره في هذه المسألة.

المعارض السياسي “سمير نشَّار:

2512019 2

المنطقة الآمنة لا يُمكن أن تتحقق بدون تنسيق وتشاور وموافقة أميركيَّة، وحتى الآن لا يبدو أنّها في طريقها للتحقق نظرًا لصعوبة العلاقة بين الأتراك والأمريكان، وروسيا هي اللاعب الثاني بعد الولايات المتحدة في منطقة شرق الفرات، وتركيا تحتاج إلى موافقة أمريكيّة، وهذه تبدو غير متوفرة، ومن ثم موافقة روسيَّة يبدو أنّها متوفرة لكن بشروط، أمّا المنطقة العازلة في إدلب فهي قضيّة مختلفة تمامًا.

حسام الحايك” رئيس المكتب السياسي باللواء 51 العامل شمال شرقي حلب:

2512019 3

إنَّ القمة الروسيَّة التركيَّة تُعتبر مهمة لأنّها تدعم التوجّه التركي بإقامة المنطقة الآمنة على طول الشريط الحدودي في الشمال السوري، ممّا يُسهّل العمليّة على تركيا كونها حظيت بتوافق أكبر حليفين لها روسيا وأمريكا.

الناشط السياسي “أسامة العمر“:

2512019 5

لم أتعاطى يومًا مع ما يُصرح به، ويخرج لوسائل الإعلام كونه بعيد عن جوهر الحقيقة، فمسألة المنطقة الآمنة “محسومة”، والأهم هو ما بعدها وما تطمح إليه تركيا من الاستحواذ أو الإشراف المباشر على كامل المنطقة الواقعة ضمن جغرافية ولاية حلب، وما يتبع لها من محافظات ضمن عمليّة “إعادة الإعمار” والتي ربما تصل من خلالها مستقبلًا إلى إجراء الاستفتاء الشعبي الذي يدعم اتفاقية لوزان، وملف الميثاق الوطني الخاص بحدود الدولة.

طاولة المفاوضات ما زالت مفتوحة، ولا تصوّر نهائي لشكل العلاقات، والتفاهمات بين أهم ثلاث دول معنية بالملف السوري ( تركيا – روسيا – أمريكا) وخاصة في الشمال والشمال الشرقي من سوريا، ودوره في العمليَّة السياسيَّة المرتقبة (الحل الشامل)؛ وأهم موضوع كان على جدول لقاء الرئيسين، هو ملف مضيق البوسفور والمياه الإقليميّة والترتيبات الخاصة بحدود تركيا من جهة روسيا ومجموعة الدول المحيطة بها من الجهة الشماليّة والشماليّة الشرقيّة، وعلى هامش اللقاء كان الملف السوري.

الرائد “طارق غنوم” رئيس المكتب العسكري لجبهة الأصالة والتنمية المتواجدة بريف حلب:

sdgsdfsg

السياسيَّة التركيَّة هادئة وتنتهج أسلوبًا حذرًا بالتعامل مع الملف السوري، بينما السياسيَّة الروسيَّة تنتهج أسلوبًا صارمًا عبر إعادة كافة المناطق لسيطرة النظام، وآخرها التذرع بسيطرة تحرير الشام على إدلب وما يتبعها بمنطقة خفض التصعيد.

كما أراد الروس استغلال قرار الانسحاب الأمريكي بالتصريح لعودة المناطق للنظام، واستقطبت الأكراد لذلك، لكن الأتراك يحتفظون بأوراق قويّة، ما منع تحقيق نيَّة الروس، والاجتماعات بين الدولتين لم تنجح بعد، وربّما سينتج عنها اتفاق حول إدلب وحلّ تحرير الشام، وسيكون للروس دور رئيسي، لكن المتحكم بالاتفاق هم الأتراك، وأتوقع حسم ملف إدلب لصالح تركيا ودون إشكاليات.

بينما مدينة منبج أمرها محسوم لصالح تركيا، ولن يطول الوقت، فإمّا أن يتم تسليمها وفق خارطة الطريق مع أمريكا، أو بعمل عسكري، أمّا حديث مقايضة شرق الفرات بإدلب فهذا أمر مستبعد، وتعزيز نقاط المراقبة التركيّة دليل على بقاء تركيا التي توازن بين جميع الأطراف، وتؤكد حرصها على أمنها القومي، ولن تكون المنطقة الآمنة أو العازلة إلا بما يضمن ذلك.

ماذا تعرف عن اتفاقية عام 1998 بين دمشق و أنقرة التي تحدث عنها “بوتين”؟!

https://youtu.be/MZ15pZITPVI

2512019 4

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى