الشأن السوري

جامعة حلب ترفض التبعيّة لحكومة الإنقاذ.. وأكاديمي يوضح هدف “الهيئة” من ذلك

رفض “مجلس جامعة حلب الحرة” ضم كليات ومعاهد وشعب جامعة حلب في الأتارب وعنجارة، وكفر تخاريم ومعرة النعمان (التابع للحكومة المؤقتة) إلى مجلس التعليم بإدلب (التابع لحكومة الإنقاذ) وبعض من الجامعات التابعة له، مؤكدًا استمرار العملية التعليمية والامتحانية.

طلاب جامعة حلب يرفضون قرار مجلس التعليم

جاء ذلك في بيان أمس الاثنين، بعد اجتماع مجلس جامعة حلب والفعاليات الثورية والمجالس المحلية ومجالس الشورى لبعض من المناطق التي تتواجد فيها كليات ومعاهد الجامعة، بحضور الدكتور جواد أبو حطب رئيس الحكومة المؤقتة.

كما رفض طلاب جامعة حلب قرار مجلس التعليم العالي التابع لحكومة الإنقاذ الصادر في بيان (22 يناير) يقضي بإتباع جامعتهم إلى جامعة “حلب الشهباء” التابعة له، وفي بيان (27 يناير) أعلن المجلس عن إغلاق جميع الجامعات الخاصة الغير المرخصة لدى المجلس وإحالة ملف هذه الجامعات إلى القضاء المختص، وإحالة أعضاء الهيئة التعليمية فيها إلى مجلس تأديب، وتسوية أوضاع الطلاب.

أكاديمي يوضّح الهدف من قرار الهيئة

وفي حديث خاص لوكالة “ستيب الإخبارية” قال الدكتور “فواز العواد” أكاديمي في مجال التربيَّة وعلم النفس: إنّه لا فرق بين من يُصفّق للنظام السوري عندما يُمارس الظلم، ويستبيح أملاك السوريين وحقوقهم، وبين أولئك المصفقين لهيئة تحرير الشام ووكلائها في مجلس التعليم العالي عندما يُقرّرون استباحة جامعة حلب والاستيلاء على أملاكها، وإلحاقها بجامعة إدلب وجامعة حلب الشهباء.

وأضاف “العواد”: أنَّ القرارات الثلاثة التي أصدرها مجلس التعليم العالي بإدلب، تضمنَّت إنهاء جامعة حلب باسمها وكلياتها وإداراتها، ولكنَّها ليست المرة الأولى التي تُحاول فيها هيئة تحرير الشام من خلال مجلس التعليم العالي الموظف لديها أن تُنهي جامعة حلب، وكان آخرها عندما أصدر المجلس قرارًا في شهر ديسمبر 2017، تتضمن تبعية الجامعة لها.

واستدرك: إلا أنَّ وقوف الطلاب والأكاديميين، ومعهم الحاضنة الشعبيَّة صفًا واحدًا في وجه هذه القرارات أجهضها، واستمرت جامعة حلب، التي رفضت مرة أخرى أمس قرارات مجلس التعليم العالي بإدلب، وقررت جامعة حلب عبر مجلسها، استمرار عملها الجامعي بكافة طواقمها الأكاديمية والإدارية.

وتابع الأستاذ الجامعي قوله: “هنا يحق لنا أن نتساءل إذا كان الهدف إنهاء أيّ وجود للحكومة المؤقتة التي تمثل المعارضة السورية، في داخل المناطق المحررة، فما سرّ وجود مديرية للتربية تتبع للنظام السوري في مدينة إدلب، ويتبع لها أكثر من 200 مدرسة، والموظفون فيها وفي مدارسها يتقاضون رواتبهم من النظام ويرفعون تقاريرهم له إلى الآن ؟؛ فلماذا تتمتع مؤسسات النظام بالحماية تحت بند مصلحة أبنائنا، ويستولى على مشروع جامعة حلب التابعة لمؤسسات الثورة تحت بند مصلحة أبنائنا ؟!”.

وأفاد “العواد” بأنّه واثق من أنَّ العقلاء والوطنيين في إدلب والطلبة الأحرار فيها، لن يُساوموا على مبدأ احترام الملكيات والحقوق ومؤسسات الثورة، ونأمل بأن يساهم جميع المؤثرين والنخب بإيقاف سياسة التغلب على مؤسسات الثورة الخدمية، ولا سيّما ملف التعليم، الذي هو الأمل المتبقي لتخريج كفاءات وطنية تبني ما هدمه الطغيان والتكبر.

وفي ختام حديثه، اعتبر الأكاديمي أنَّ “الاستيلاء على مشروع جامعة حلب، هو حلم قديم لهيئة تحرير الشام، وليس غريبًا عليها وهي تحمل التبشير بمشروعها الغريب على المجتمع السوري، لكن الغريب هو صمت الأكاديميين الذين فُصلوا من عملهم، وشُردوا بسبب موقفهم ضد الظلم، فها هم الآن يصمتون أمام قمع الهيئة، ومما يحزن أيضًا إعطاءَ جزءٍ من جامعة حلب كهبة إلى جامعة حلب الشهباء تدليسًا وتوزعًا للأدوار”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى