الشأن السوري

هل تدفع إدلب ثمن تفاهم أنقرة وواشنطن ؟

تزايدت المؤشرات إلى احتمال توسيع نطاق الهجمات العسكرية على مناطق في إدلب ومحيطها، رغم الجهود المبذولة من جانب تركيا لإحتواء الموقف، مع تصاعد لهجة التحذيرات الأميركية لموسكو من السماح لقوات النظام بشن هجوم واسع.

تركيز روسي على الحشود

ركزت وسائل إعلام حكومية روسية على تعزيز الحشود حول إدلب تحضيرًا لإطلاق عمل عسكري، في وقت تزايدت وتيرة الضربات الجوية التي تشنها طائرات روسية وسورية على المنطقة، وسط صمت عسكري روسي رسمي.

في حين حافظ المستوى السياسي الروسي على موقفه المعلن حول ضرورة “الحسم العسكري لتقويض الوجود الإرهابي في إدلب”.

وأبرز الإعلام الروسي أسبابًا دفعت موسكو إلى التريث في إعطاء الضوء الأخضر لانطلاق عملية عسكرية في إدلب، بينها تأجيج الوضع الداخلي، ومواجهة محاولات تركيا لاستخدام ورقة إدلب لتعزيز تحركاتها.

إدلب قد تدفع الثمن

رأت مصادر روسية أنّ التحرك التركي يهدف لسحب الذرائع الروسية لدعم عملية عسكرية في إدلب، بينما تُشير أوساط إلى أنّ مشكلة إدلب لم تعد تقتصر على تنفيذ التفاهمات بين الجانبين، إذ برز بُعد آخر توليه موسكو أهمية خاصة يتعلق بالاتصالات التركية – الأميركية الهادفة إلى التوصل إلى صفقة حول المنطقة الآمنة في الشمال السوري.

وأعلنت أنقرة أمس الخميس أنّ هذه الاتصالات سوف تُسفر قريبًا عن توافقات حول الموضوع، وهو أمر تعارضه موسكو بشدة، وترى فيه تطورًا خطرًا يُمكن أن يقلب التوازنات التي أقامتها في سوريا بما في ذلك تفاهمات مسار أستانا.

وقالت مصادر لصحيفة “الشرق الأوسط”: إنّ “إدلب قد تدفع ثمن التفاهمات التركية – الأميركية في سوريا، لأنّ المعركة العسكرية في إدلب ستهدف ليس فقط إلى حسم مسألة سيطرة جبهة النصرة والفصائل القريبة منها على الجزء الأكبر من المدينة، بل وبدرجة أهم إلى إعادة خلط الأوراق، وتقويض الترتيبات التي تحاول واشنطن تثبيتها”.

في هذه الأجواء، بدا أن المحاولات التركية لمحاصرة مجالات توسيع احتمالات المعركة في إدلب لم تنجح في تخفيف وتيرة الاندفاع للتحضير لهجوم يبدو وشيكًا وفقًا لترجيحات الصحافة الروسية، بما في ذلك المحاولة التي تمت خلال مكالمة هاتفية أجراها أول من أمس الرئيسان التركي والروسي، ومساعي أنقرة للضغط على الفصائل المعارضة في إدلب لحملها على القبول بدوريات مشتركة تركية روسية وفقًا لاتفاق سوتشي الموقع في سبتمبر /أيلول الماضي.

المصدر: (الشرق الأوسط)

 

352019 2

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى