حوار خاص|| وزير اقتصاد الحكومة السورية المؤقتة يكشف لستيب أسباب انهيار الليرة السورية
بعد أن سجّلت الليرة السورية انهيارًا حادًا في سعر الصرف مقابل الدولار الأمريكي، لتكون هي المرّة الأولى التي تُلامس القاع فيها خلال السنوات الثماني الأخيرة، يحاول النظام السوري تعويض الخسارة المادية التي شهدتها العملة خلال الأيام الماضية، محملاً الصيارفة المحليين مسؤولية الانهيار لتمسّكهم بالدولار المتوفر.
وللوقوف على الأسباب القريبة والبعيدة للانهيار الاقتصادي لليرة السورية، أجرت وكالة ستيب الإخبارية حوارًا مع وزير الاقتصاد في الحكومة السورية المؤقتة، الدكتور “عبدالحكيم المصري”:
حيث اعتبر أنَّ انهيار سعر صرف الليرة السورية هو “أمر طبيعي” نتيجة عدم وجود ناتج محلي وانخفاضه بشكل كبير، والحاجة الماسّة لتغطية العجز التجاري الذي كان موجودًا أصلاً قبل الثورة، والآن ازداد بشكل أكبر، بالإضافة إلى عجز الموازنة وتغطيته بإصدارات نقدية بما يُسمى “التمويل بالعجز”.
جميع هذه الأمور تؤدي إلى العجز، إلى جانب العقوبات الاقتصادية المفروضة على النظام السوري والرؤوس الاقتصادية الداعمة للنظام السوري وغيرها.
وأضاف، لا نستطيع أن نتجاهل العقوبات الاقتصادية على إيران، على اعتبار أنها أكبر ممولي النظام السوري، إن كان في العملة الصعبة أو النفط، رغم أنَّ تمرير النفط ما زال مستمرًا لكن بكميات قليلة، وجميع هذه الأسباب كانت عاملاً أساسيًا.
وعن الواقع المعيشي للمواطن السوري، قال المصري: “تأثير انهيار الليرة السورية سينعكس سلبًا على المواطن السوري، وستزيد من معاناته، حيث سترتفع أسعار المواد بشكل جنوني وخصوصًا المستوردة منها، على اعتبار أنَّ النظام السوري لن يتمكن من استيرادها من الخارج”.
واعتبر أنَّ النظام السوري “سيفتعل أزمات جديدة ليغطي بها حربه ضدَّ الشعب، فبالتالي سيواجه المواطن السوري أزمة جديدة، بسبب تأثر النظام السوري المباشر بالانهيار الاقتصادي رغم محاولاته المستمرة بالدفاع والترويج لتثبيت سعر صرف الليرة عن حد معيّن”.
وتابع، البعض يعتقد أنَّ الصادرات قد تزداد بسبب ضعف الاستيراد وانخفاض تواجد المواد الخارجية، لكن هذا الأمر مستبعد بسبب قلة الإنتاج المحلّي؛ وانعدامه ببعض الأحيان، لذلك لن يستطيع النظام السوري من تغطية العجز الاقتصادي عبر التصدير المحلّي.
لذلك سيكون الأمر صعبًا للغاية، ومن المؤكّد أنَّ الخاسر الأكبر هو المواطن السوري الذي يعيش ضمن مناطق سيطرة النظام السوري.
اقرأ بعد ذلك :
