الشأن السوريسلايد رئيسي

كتاب مقرّبون من الكرملين يؤكّدون لا سلام في سوريا ببقاء بشار الأسد ونظامه الحالي

يجمع عددٌ من الكتّاب الروس المقربين من الكرملين أن لا سلام في سوريا بوجود” بشار الأسد ” و أكدوا استحالة الأمر، من خلال مقالات نشروها في الصحف والمجلات.

وفي هذا الصدد، نشر الكاتب في معهد الاقتصاد الدولي والسياسة العالمية، التابع للأكاديمية الروسية في صحيفة” NG ” مقالاً بعنوان “السلام على الأرض السورية يبدو مستحيلاً ” برر ذلك وقوع الأسد بالأسر من قبل الطائفة العلوية، وآبايات إيران، على حد وصفه.

وتابع الكاتب الروسي إنَّ “جميع المحاولات الروسية بتذليل الصراع بين المعارضة و الأسد والانتقال لحل سلمي، باءت بالفشل، وتشكيل اللجنة الدستورية التي تتلخص بحشر كل طرف مؤيديه، ليس حلاً، ولا يراعي أحوال ملايين السوريين من نازحين ومهجرين وكرد” بحسب الشرق الأوسط .

كذلك أشار إلى أنَّ الأسد لم تصدر منه أية إشارة إيجابية بحق شعبه من المكونين ” الكردي والسني”، وماتزال دمشق تصدر التهديدات باسترجاع مناطق المعارضة والكرد بالطريقة العسكرية.

حيث ذكر بالمقال أنه “ليس من المستبعد أن يكون الأسد؛ والجناح الأكثر براغماتية في محيطه يدركون، أنَّ الحل العسكري للأزمة السورية الداخلية غير موجود، ولا يمكن أن يوجد ، برأيه، قوة الخمول الفكري لدى الطائفة العربية العلوية والنخبة البعثية، التي تفردت بالسلطة في سوريا”.

كذلك تحدث الكاتب عن التدخل الإيراني ورأى أنَّ الوجود الإيراني في سوريا، هو أحد عوامل تدمير سوريا.

إذ يرى الإيرانيون من (بشار الأسد) دميتهم ومن حقهم عليه أن يسمح لهم بالمشاركة بالشؤون الداخلية، كونهم صرفوا عليه 10 مليارات دولارات لإبقائه على كرسي الحكم، ومنه يعتبرون أنَّ من حقهم التدخل في سياسة دمشق الداخلية والخارجية.

وقال الكاتب “من المستبعد أن نتوقع توقف المواجهة الشرسة في سوريا بين القوى الداخلية (الأسد، المعارضة، المسلمون الراديكاليون) واللاعبين الخارجيين الأساسيين (إيران، تركيا، الولايات المتحدة، روسيا).

واعتبر أنَّ الجميع يسعى لمصالحه الخاصة، التي لا تلتقي مع مصالح الآخرين فقط، بل ومتناقضة ببعض الأحيان، لذلك فانتهاء الحرب في سوريا مؤجلة إلى زمن بعيد.

وأنهى مقاله “الخروج من المأزق السياسي السوري يكمن في انسحاب الجميع من سوريا، وعلى رأسهم المرتزقة والقوات الإيرانية والتابعة لها. ويقترح نشر قوات تابعة لمجلس الأمن الدولي على الحدود الدولية لسوريا وبين الجيوب، التي تتبلور عملياً في البلاد”.

وفي سياق متصل، كتب رئيس المجلس الروسي للشؤون الدولية “ألكسندر أكسينيونك ” مقالاً في الدورية الروسية التي تصدر بالتعاون الإعلامي مع الدورية الأميركية ” Foreign Affairs”، بعنوان ” عبر الأشواك نحو السلام “.

تحدث فيه عن الأزمة السورية مطولا وبدأ مقاله: “الانتصار الشامل لأحد أطراف الحرب لا يضمن إقامة السلام إذا بقيت دون حل القضايا، التي اندلعت الحرب من أجلها، وبقي الأطراف الآخرون على عدائهم للمنتصر وينطبق هذا كلياً على سوريا”.

أكّد الكاتب، أنَّ روسيا حققت جميع أهدافها الاستراتيجية من التدخل في سوريا، وأهمها تأكيد موقع روسيا كدولة عالمية، وتساءل أكسينيونك، “وماذا بعد.. كيف سيكون تراتب الخطوات التالية بين الدبلوماسية والعمليات الحربية؟”.

ولفت إلى أنَّ الوضع العسكري لا يجب أن يستمر، بل لابد من الاهتمام بالتسوية السياسية، و تكمن مصلحة روسيا بسوريا الآن بعودتها للمجتمع الدولي والإقليمي، بعد التوصل إلى تسوية على أسس راسخة وقاعدة واسعة للسلطة، تمثل مصالح جميع الأطياف والقوى بما فيها المصالح السنية والكردية اللتين كانتا مغيبتين قبل الحرب.

و أنهى الكاتب مقاله “إذابة جليد العداء والكراهية بعد كل هذه الضحايا والمآسي الإنسانية، يستحيل دون بذل الكثير من الجهود المضنية والمتواصلة”.

وتساءل هل ستكون اللجنة الدستورية خطوة أولى لهذه الجهود؟، أم يبقى سلام سوريا عسيرًا، إن لم يكن مستحيلاً، كما غالبية صراعات الشرق الأوسط؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى