أخبار العالمسلايد رئيسي

رسائل بوتين من لقاءات أستانا وعناق الحلفاء.. إشارات للغرب وإسرائيل

“بناء نظام عالمي جديد”، ربما باتت العبارة الأكثر رواجاً على شفاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فلم يترك مناسبة إلا وذكر العالم بما ينوي بناءه، وآخرها رسائل بين السطور ترسم ملامح هذا النظام الجديد من خلال لقاءات مكثفة مع حلفاء موثوقين أو حتى أصحاب الوسط ممن لم يصطفوا هنا أو هناك، على عكس أمريكا التي لا تنفك أن تقول لكل من على الكوكب “إما أن تكونوا معنا أو ضدنا”.

ماذا يريد بوتين؟

فعلى هامش أعمال القمة السادسة لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا “سيكا” المنعقدة في كازاخستان، حاول بوتين من خلال لقاءاته وتصريحاته إيصال رسائل واضحة للدول غير الصديقة ولا سيما تلك التي تقف ضد عملية بلاده العسكرية في أوكرانيا.

كما لم يفت سيد الكرملين أن يستمر بسياسة لم يحد عنها لتقوية علاقته بالدول المنتجة للنفط؛ للضغط على الغرب وإمساكه من اليد التي تؤلمه، في وقت لم يُذّهب أيضاً الفرصة لطعن إسرائيل حليفة أمريكا عبر القضية الفلسطينية، ولعل اللافت والمثير للانتباه هو تخليه عن الطاولات الطويلة التي كانت حاضرة في معظم لقاءاته.

زعيم الكرملين عقد الكثير من اللقاءات الثنائية مع زعماء الدول المشاركة بالقمة، واستقبلهم بالعناق والابتسامة على عكس ما يفعله مع زعماء الدول غير الحليفة لموسكو.

ويبدو أن طريقة استقبال الرئيس الروسي لنظيره الفلسطيني محمود عباس، بالعناق والمصافحة الطويلة لم تكن سوى رسالة لإسرائيل التي تقف إلى جانب الغرب ضد أهداف زعيم الكرملين بأوكرانيا، رغم إعلان مسؤولين إسرائيليين مراراً أن تل أبيب تقف موقف الحياد من الحرب الروسية الأوكرانية.

فقد أكد الرئيس الروسي مجدداً وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعم قضيته، في رسالةٍ واضحة لتل أبيب مفادها “إن لم تقفوا معنا لن نقف معكم”.

بوتين يضع رقبة أوروبا بيد أردوغان

وفي رسالةٍ علنية للغرب الذي يبحث عن حلول سريعة للحصول على الطاقة قبل حلول الشتاء، قال زعيم الكرملين خلال لقائه بالرئيس التركي “مستعدون لتشكيل مركز كبير للغاز في تركيا وتوزيعه على الدول الأخرى، ولا سيما أوروبا”، ما يعني أنه وضع رقبة أوروبا بيد أردوغان الذي حاول مراراً ضم بلاده للاتحاد الأوروبي دون جدوى.

وأضاف بوتين: “اتفقنا مع شركة غازبروم على بناء نظام جديد لنقل الغاز إلى أوروبا عبر تركيا”، متابعاً “السيل التركي (مسار لضخ الغاز من روسيا لتركيا) يعمل بنجاح رغم محاولات تفجيره”.

كما أوضح أن “إمدادات الغاز الطبيعي من روسيا إلى تركيا تُنفّذ بشكل كامل وبناء على الطلبات”.

يأتي هذا في وقت تراجعت إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا جرّاء العقوبات الغربية على خلفية الحرب في أوكرانيا، وتسرّب الغاز في خطي أنابيب نورد ستريم.

بوتين يستغل كأس العالم لجذب قطر لصفه

وفي لقاءٍ لم يقل دفئاً عن لقاء عباس، استقبل زعيم الكرملين أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان، الذي كشف عن دور روسيا الكبير في تنظيم كأس العالم.

وشددت القيادة القطرية على أهمية العلاقات مع روسيا، معتبرةً إياها قوية وتاريخية فيما يبدو أنها رسالة قوية إلى واشنطن التي تبحث عن خلق محور دولي يواجه النفوذين الصيني والروسي.

من جانبه قال الرئيس الروسي، إن “العلاقات بين قطر وروسيا تتطور بنجاح”.

وتتجاوز تصريحات كل من الرئيس الروسي وأمير قطر، مجرد ملف كاس العالم أو الملفات الاقتصادية إلى ما هو أعمق؛ فموسكو تبحث عن تمتين علاقاتها مع دول الخليج بما فيها قطر في ساحة تعتبر تاريخياً منطقة نفوذ أمريكية وغربية.

وبدأت موسكو في التقاط بعض الرسائل خاصة الخلافات الأخيرة بين الرياض وواشنطن بشأن تخفيض إنتاج النفط لتوسيع النفوذ مع دول الخليج، وبالتالي مواجهة الضغوط الأمريكية وكسر محاولاتها لتشكيل محور دولي ضدها.

بوتين ورسالة المعطف

منذ اللحظات الأولى للقاء الزعيمين الروسي والإماراتي بسانت بطرسبرغ، ظهرت مدى قوة العلاقات الشخصية التي تربطهما، فحرص الرئيس الروسي على استقبال ضيفه بحفاوة بالغة، واصفاً زيارته الأخيرة للإمارات في 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2019 بأنها كانت “شيئاً لا ينسى”، وكذلك منحه معطفه الشخصي، قائلاً “أصدقاء روسيا لا يبردون” حمل رسالة واضحة وصريحة للغرب الذي يعاني من أزمة الطاقة ويواجه شتاءاً قاسياً.

أيضاً ظهرت تلك العلاقات القوية ذلك عندما خاطب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نظيره الروسي بكلمة “صديقي”.

مواضيع ذات صِلة : بوتين يشكر بن زايد باللغة العربية.. والمترجم يُسقط كلمة “مهمة” من حديثهما

لفتات كثيرة تضمنها اللقاء أرسلت رسائل قوية حول التقارب الوثيق بين البلدين والعلاقات القوية التي تربط الزعيمين، والمكانة الكبيرة التي يحتلها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدى روسيا.

شاهد أيضاً : احتفالات المنتخب السعودي بالتأهل لكأس العالم

رسائل بوتين من لقاءات أستانا وعناق الحلفاء.. إشارات للغرب وإسرائيل
رسائل بوتين من لقاءات أستانا وعناق الحلفاء.. إشارات للغرب وإسرائيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى