مسابقة خطوة 2014

غوغائيون ولا نريدهم بيننا

اسم المتسابق : بيسان ابو حمدان
ملاحظة : المقالة المشاركة بالمسابقة لا تمثل رأي الوكالة بل تعبر عن رأي المتسابق فقط دون ان تتبنى الوكالة اية افكار او اراءا شخصية مذكورة ضمن المقالة

————————————-

لا يخفى على أحد كم الضغوط  و الآلام والتناقضات التي يعيشها السوريون في هذه الفترة العصيبة .

فبعد المواجهة مع كل صنوف العذاب التي خصصها النظام لهم, يأتي  دور الهرب  و التشرد بكل ما يحمل من أعباء وفرص للجنون , فيخرجون من حدود سوريا ليدخلوا  حدود دولة أخرى ويترقبون مجهولها بحلوه  و مرّه ,  لعل هذه مراحل طبيعية في هذا المسيرالمضني.

ولكن ما ليس طبيعياً هو أن يُطحن السوري مرة أخرى مراراً وتكرارأً بسبب تصرفات بعض السوريين الذين يلوثون سمعة هذه الجنسية  بشكل مستمر لدرجة أنك وفي كثير من الأحيان ينتابك شك كبير بأن ثمة شيء ممنهج  ومرتب لخلق هذه الريبة والنفور لدى الآخر أياً يكن .

لسنا بصدد إطلاق الأحكام عشوائياً ولكن السؤال عن تفشي هذه الظاهرة ,  مشروع  و واجب أيضاً لدرء المخاطر المسقبلية الناتجة عن هكذا انطباع .

هل المجتمع السوري فاسد إلى هذا الحد؟

هل هو متخلف وغير متمدن ؟

هل يتسم بقلة النظافة والترتيب ؟

هل هو مريض بشهوانيته للمرأة ؟

هل هو نصاب ؟هل هو كاذب ؟

هل هو ضائع وصائع على مدار اليوم ؟

هل هو همجي وغير منضبط ؟

هل سوريا التي تعتبر مهداً لكل حضارات الأرض هي نفسها التي تضم هؤلاء الناس ؟

ربما ستأتي الإجابة الوحيدة ب نعم .!!!!

وكل ذلك بسبب نظام قمعي استمر أكثر من أربعين عاماً, وبالتحديد هذا التبرير يخلق سؤالاً أكثر دقة ربما, نعم!

وبعد ثلاث سنين من الثورة على هذا النظام لماذا تنتجونه من جديد على جغرافيا أخرى وأناس آخرون؟ ..

على سبيل المثال تركيا كبلد حدودي مع سوريا استقبل آلاف اللاجئين ونعلم كلنا أنه ليس لسواد عيوننا الأوغاريتي وإنما هناك اتفاقيات ومعاهدات ومصالح ومخططات مستقبلية تستوجب هذه الخطوة , ولكن هنا نتكلم عن ما يتوجب على السوري فعله .

وهنا أيضاً لسنا في صدد التعميم ولكن بصدد ظاهرة شائعة فالمتسولون يملؤون الشوارع بعائلة كاملة من أب وأم , وكم رهيب من الأطفال والمواليد الجدد , والراكبون في وسائل النقل غالباً لا يلتزمون بدورهم وإن التزموا لا يدفعون , يستأجرون البيوت ويهربون تاركين الآجار والفواتير المتراكمة مع كثير من الأذى وتكسير للمفروشات والممتلكات الخاصة.

ثمة  قلة قليلة من الشباب السوريين الواعيين اللذين أتوا إلى مختلف المدن التركية وعملوا بجهد واحترام وكانوا مثالاً للأخلاق و الحضارة , إلا أنهم لم يستطيعوا تغيير الانطباع السائد , وبدؤا يحملون عبئ إثبات برائتهم من أي أعمال همجية وغير مسؤولة, الأمر الذي  أنهكهم  في شتى تفاصيل حياتهم اليومية  بدءاً من صعوبة استئجار بيت كونهم سوريون مخيفون بنظر الأغلبية وصولاً إلى الاضطرار للقيام بحملات ومبادرات مدنية مستمرة تعطي صورة أجمل وأكثر حقيقة عن ماهية الإنسان السوري عندما تتاح له فرصة الحياة الكريمة , ولكن المهمة تبدو صعبة للغاية في ظل التواجد الكثيف للنازحين السوريين في تركيا واللذين قارب عددهم المليون ومئتي ألف جلهم من الشباب العاطلين عن الدراسة والعمل والباقي أبناء ريف مهمل  مضطهد منذ عقود يتسمون بالعنف وعدم الانضباط  والأمية في كثير من الأحيان.

تتعمق هذه النظرة بشكل تدريجي وخطير ,  وبرأي ستجلب الكثير من الويلات وسيدفع السوري سنوات كثيرة من عمره كي يمسحها ويستعيد هويته بعيداً عن ما ينشره المرتزقة من أبناء جلدته.

والأخطر أن هناك إهمالأ مرعباً من جهة جميع الهيئات والتجمعات والائتلافات المعنية بالشأن السوري إضافة إلى إهمال الدول المستقبلة لهذه الشريحة الكبيرة من السوريين وتركها دون إيجاد أي حلول لوضعها ودون تأهيلها نفسياً واجتماعياً وقانونياً ..

ولا ننسى ردود أفعال أفراد المجتمع التابعين لهذه الدول  اتجاه السوريين من عنف ونفور وطرد و اتهاماً لهم بعدم ملائمتهم لشكل الحياة العصرية وبلسان حالٍ يقول: ” لسنا مضطرين لاستقبال هؤلاء الغوغائيين “. .فالمشكلة تتفاقم والهوية السورية في خطر داهم .

بيسان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى