اخبار العالمسلايد رئيسي

حرب أوكرانيا تزيد صراع القوى العظمى.. هكذا سيكون شكل التحالفات العسكرية للعالم خلال السنوات المقبلة

تقول صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، في تقريرٍ لها إنَّ الهجوم العسكري الذي تشنّه روسيا على أوكرانيا ينذر بأول صدام كبير في نظام جديد للسياسة الدولية.

كيف تؤثر حرب أوكرانيا على الولايات المتحدة!؟

وقبيل الحرب الأوكرانية بأسابيع، أعلنت الصين وروسيا شراكة “بلا حدود”، تدعم خلالها كل منهما الأخرى في الأزمات بشأن أوكرانيا وتايوان، مع تعهد بزيادة التعاون في مواجهة الغرب، وفق ما أوردته الصحيفة.

واستضاف الرئيس شي جين بينغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين الجمعة مع إعلان البلدين أن علاقتهما كانت متفوقة على أي تحالف في حقبة الحرب الباردة وأنهما سيعملان معاً في مجال الفضاء وتغير المناخ والذكاء الاصطناعي والتحكم في الإنترنت.

كما دعمت بكين مطلب موسكو بضرورة عدم ضم كييف إلى حلف شمال الأطلسي مع حشد الكرملين 100 ألف جندي بالقرب من جارتها، بينما عارضت موسكو أي شكل من أشكال استقلال تايوان في الوقت الذي تتصارع فيه القوى الكبرى على مناطق نفوذها.

أمريكا أمام أيام سيئة بسبب أوكرانيا

“وول ستريت جورنال”، ترى أن المحن الحالية تختلف عن تلك التي واجهتها الولايات المتحدة وشبكة تحالفاتها في الحرب الباردة.

وتضيف في تقريرها: “وأول ملامح الاختلاف أن روسيا والصين أقامتا الآن شراكة ناجحة استندت بعض أسبابها إلى غاية مشتركة تجمعهما على العمل من أجل تقليص قوة الولايات المتحدة وهيمنتها”.

وتتابع: “على خلاف الحالة التي كانت عليها الكتلة الصينية السوفييتية في خمسينيات القرن الماضي، فإن روسيا في الوقت الحالي أكبر مورّد للغاز إلى أوروبا، والصين لم تعد شريك الاتحاد السوفييتي الفقير الممزق تحت وطأة الحروب، بل مركز التصنيع في العالم وقوة عسكرية تزداد نفوذاً كل يوم”.

خصمان في وقتٍ واحد ضد أمريكا

الصحيفة الأمريكية، تشير إلى أن هذا النظام الناشئ “يجعل الولايات المتحدة تُصارع خصمين في وقت واحد وفي مناطق تتباين جغرافياً، لكن يجمعها أن لأمريكا في كلٍّ منها شركاء مقربين ومصالح اقتصادية وسياسية عميقة.

ومن ثم، فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن عليه الآن أن يحسم أموراً مهمة، منها تعديل الولايات المتحدة لوجهة تركيزها على الساحة الدولية، وزيادة الإنفاق العسكري، ومطالبة الحلفاء بمزيدٍ من التعاون في هذا السياق، ونشر قوات إضافية في الخارج، والسعي إلى تنويع مصادر الطاقة لتقليل اعتماد أوروبا على موسكو”.

ونقلت عن ميشيل فلورنوي التي كانت أكبر مسؤول سياسي في البنتاغون في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، قوله: “ما نشهده يدل على أن الصين، وإن لم تكن في وفاق تام مع خطط بوتين حقاً، إلا أنها على استعداد للتعاون معه في تحالف من الدول السلطوية ضد الدول الديمقراطية الغربية، وإننا سنرى مزيداً من ذلك في المستقبل”.

محاولة روسية صينية لإيجاد نظام منفصل عن الغرب

من جانبٍ آخر، تتوقع الصحيفة إن المواجهة الجديدة مع موسكو “تدقُّ مزيداً من الشقوق في أركان العولمة الاقتصادية في العالم، لا سيما أن الصين والولايات المتحدة تحاولان بالفعل تفكيك التشابك بينهما في سلاسل توريد التقنيات الهامة”.

وتشير إلى أنه إذا فرض الغرب عقوبات شديدة على بنوك روسيا وشركاتها الكبرى، فمن المتوقع أن يزيد اعتماد موسكو على بكين، التي أصدرت عملة رقمية وشرعت بالفعل في بناء نظام مدفوعات منفصل عن نظام الغرب.

كما يتوقع أن تشغل الطاقة مكانةً أبرز في سياق الأمن القومي، لاعتماد أوروبا على إمدادات الغاز الطبيعي من روسيا، حتى إن الإمدادات الروسية بلغت نحو 29% من إمدادات الغاز الطبيعي الواردة إلى أوروبا العام الماضي.

دانييل يرغين، نائب رئيس شركة “IHS Markit” لأبحاث السوق، قال للصحيفة إن “الأزمة في أوكرانيا أفاقت الغرب من غفلته عن أهمية أمن الطاقة”.

مواضيع ذات صِلة : الناتو فعل “قوة الرد السريع الضاربة” لأول مرة بتاريخه.. رسالة الحرب العالمية الثالثة!

ويتابع يرغين: “ويُتوقع أن يزيد التركيز على تنويع مصادر الطاقة لأوروبا وتقويم الولايات المتحدة لسياسات الطاقة المحلية والدولية”.

شاهد أيضاً : هكذا كانت ردة فعل عائلة جندي روسي بعد ظهوره أسيراً في أوكرانيا ورسالة غير متوقعة من رقمه لأحد ذويه

حرب أوكرانيا تزيد صراع القوى العظمى.. هكذا سيكون شكل التحالفات العسكرية للعالم خلال السنوات المقبلة
حرب أوكرانيا تزيد صراع القوى العظمى.. هكذا سيكون شكل التحالفات العسكرية للعالم خلال السنوات المقبلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى