الشأن السوري

تركيا تلمّح بالتعاون مع الأسد, وتتراجع عن عملية “شرق الفرات” بعد تهديدات “الفيلة”!!

في تغيير واضح بالمواقف التركية اتجاه دعمها لـ الثورة السوريّة، ومعارضتها لـ نظام الأسد طوال الأعوام الماضية، أدلى وزير الخارجية التركي “مولود تشاووش أوغلو” بتصريحات صادمة حول موقف أنقرة من رأس النظام السوري “بشار الأسد” بحال فاز بانتخابات وصفها بـ “ديمقراطية ونزيهة”.

وقال، إنه “في حال جرت انتخابات ديمقراطية ونزيهة في سوريا وفاز بها بشار الأسد، فإنه قد يكون على الجميع النظر في العمل معه”، وعند سؤاله عن مدى استساغته في وجود الأسد بمستقبل سوريا، تحدّث “الأولوية الآن في هذه الفترة هو لـ إنشاء دستور للبلاد (..) وأنَّ على السوريين بأنفسهم إعداد مسودّة الدستور”.

وشدد تشاووش أوغلو، على ضرورة “إجراء انتخابات في سوريا، تحت مظلّة الأمم المتحدة، وأن تتسم الانتخابات المشار إليها بالشفافية والديمقراطية، وأن على السوريين أن يقرروا من يجب أن يحكمهم”.

وجاءت تصريحات أوغلو الصادمة مغايرة تمامًا للواقع العسكري المرتقب، خصوصًا عقب إعلان الرئيس التركي “رجب طيّب أردوغان” قبل أربعة أيام عن موعد بدء العمليات العسكرية في شرق الفرات، في مدة زمنيّة حددها حينها بـ “يومين”. والتي تهدف إلى طرد الميليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية.

وبدوره، اعتبر الصحفي “وائل التميمي” أنَّ تصريحات أوغلو، هي “تحولاً في الموقف التركي كثرت مؤشراته أو زلة لسان سيتعرض للتوبيخ من رئيسه بسببها”، وأضاف أنه لو أشار إلى أنَّ الأسد مجرم لا يحق له الترشح أصلاً في أي انتخابات، أو يقول إنه حتى لو “فاز الأسد” فإنَّ تركيا لن تقبل التعامل معه، بنفس الطريقة التي ترفض فيها التعامل مع السيسي الذي “فاز” بدوره في “انتخابات ديمقراطية” في مصر. وقتها ستبدو السياسة التركية منسجمة مع نفسها فلا يمكن مثلاً أن تكون ضدَّ محمد بن سلمان وتلاحقه في كل مكان لأنه قتل جمال خاشقجي ثم تعلن استعدادك للترحيب بالأسد وقد قتل نصف مليون سوري على الأقل.

وأضاف، لكن مولود تشاويش أوغلو اختار فتح الأبواب للأسد عبر هذا الكلام المرفوض، وهو يعرف تماماً أنَّ كلمتي انتخابات وديمقراطية لا تجتمعان مع الأسد في سطر واحد وفي بلد واحد، كل الإدانة والاستهجان والرفض لتصريحات وزير خارجية تركيا.

كما علّق على الكاتب الصحفي “أحمد أبازيد” أنَّ تصريحات أوغلو “خطيرة وغير مقبولة بأي سياق”، معتبرًا أنَّ “التعامل مع الأسد، هو مسألة أخلاقية وإنسانية بالدرجة الأولى وليست مساحة اختلاف ومناورة سياسية، وأضاف “هتلر فاز بشكل ديمقراطي”.

ويوم أمس، كَشفت وسائل إعلام تركية عن إرسال مسؤولين في إدارة حكومة الولايات المتحدة الأمريكية رسالة سريّة، هددوا من خلالها الائتلاف الوطني وفصائل المعارضة المشاركة مع تركيا في العملية العسكرية على مناطق شرق الفرات، وجاء في نصّ الرسالة ” حينما ترقص الفيلة؛ عليك أن تبقى بعيدًا عن الساحة، إنَّ مشاركة الائتلاف أو فصائل المعارضة بأيّ شكل في العملية، تعني الهجوم على واشنطن وقوّات التحالف، وهذا سيؤدي إلى صدام مباشر معها، كما أنَّ واشنطن وقوّات قسد في حالة متداخلة مع بعضهما، لذلك لا يمكن مهاجمة قسد دون استهداف التحالف والقوّات الأمريكية والاشتباك معهما”.

وردًا على استعدادت أنقرة بالتجهيز لعملية شرق الفرات، أصدر التحالف الدولي بيانًا قال من خلاله “إنَّ عمليات التحالف في شمال سورية مستمرة دون أي تغيير، وسنواصل عملنا الطبيعي في إنشاء نقاط المراقبة و تفعيلها لطمأنة حليف الناتو (تركيا)، كما سنبقى ملتزمون بالعمل مع شركائنا في الحرب على داعش والتأكد من هزيمتها بشكل نهائي، وأي تقارير تفيد بتغيير موقف الولايات المتحدة الأمريكية، ومع احترامنا للجهود، هي تقارير كاذبة وقد صُممت لبث حالة الفوضى و عدم الاستقرار”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى