شاهد || تهميش المواقع الأثرية في الرقة يهدد قلعة جعبر التي تعود في تاريخها إلى ما قبل الإسلام
تتعرض قلعة جعبر الأثرية في محافظة الرقة إلى تصدعات في أبراجها وأساساتها، ما يهدد المعلم الأثري الأبرز في المدينة بسبب غياب عمليات الترميم منذ أكثر من ست سنوات.

تصدع في أبراج قلعة جعبر
وقالت مراسلة وكالة “ستيب الإخبارية” في الرقة، نور الجاسم، إنه “حدث اليوم تصدع في أبراج قلعة جعبر الأثرية الواقعة قرب مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، لعدم خضوعها إلى عمليات ترميم منذ قرابة 6 سنوات”.
وأضافت، أن التصدع حدث في أحد أبراج القلعة الواقع في الجهة الجنوبية منها، والذي قد ينهار خلال الأشهر القادمة نتيجة عمليات التصدع فيه.
ويرجح خبراء أثار بمدينة الرقة بأن القلعة تحتاج لعملية ترميم قبل الدخول بموسم الأمطار الذي قد يؤثر عليها بشكل سلبي ويؤدي إلى انهيار شبه كامل لها.
وتتربع القلعة فوق هضبة كلسية هشة، يصل ارتفاعها إلى 347 مترًا فوق سطح البحر، ولها شكل متطاول يبلغ طوله من الشمال إلى الجنوب 320 مترًا ومن الشرق إلى الغرب 170 مترًا.
ويحيط بها سوران ضخمان أحدهما داخلي والآخر خارجي، ولا يفصل بينهما سوى بضعة أمتار تشكل ممرًا بين السورين، ويضمان عددًا كبيرًا من الأبراج الدفاعية يزيد عن خمسة وثلاثين برجًا.
تاريخها
وتنسب القلعة إلى جعبر بن سابق القشيري، الملقب بسابق الدين، والذي يرقى للقرن الحادي عشر ميلادي، ويذكر ابن خلكان أن هذه القلعة كانت تعرف قبل نسبتها إلى جعبر بالدوسرية، نسبة إلى دوسر غلام النعمان بن منذر وأن تاريخها يرجع إلى ما قبل الإسلام.
والتاريخ الواضح لهذه القلعة يبدأ من استيلاء السلطان السلجوقي ملكشاه بن ألب أرسلان عليها سنة 1086م وهو في طريقه من أصفهان إلى حلب للاستيلاء عليها.
وفي عام 1260 م، دمر المغول القلعة عندما عبر هولاكو نهر الفرات قاصدًا حلب، وظلت قلعة جعبر بعد ذلك خرابًا حتى عصر السلطان المملوكي الناصر بن قلاوون، حيث وصلها الأمير سلف الدين أبو بكر الباشري مبعوثًا من الأمير تنكز حاكم الشام مصطحبًا معه المعماريين وشرع بعمارتها، وكان ذلك عام 1334م، بعد ذلك أخذت مكانة القلعة تضعف تدريجيًا حتى عفا عليها الزمن في العصر العثماني وأصبحت مرتعًا لأبناء القبائل وماشيتهم.
وتضم القلعة جامع في وسطها، وفي بعض أبنيتها الجنوبية الغربية، والمباني الواقعة شمال الجامع، تضم باحة في الوسط يتوسطها صهريج مياه محفور في الصخر، وغرف كثيرة وأوان فخارية مزخرفة، كما عثر على مدافن محفورة في الصخر تعود إلى العصر البيزنطي.
وتشهد الأثار في مدينة الرقة، تهميشًا تامًا، ولم تجرى عمليات الترميم منذ أن بسطت ميليشيا “قسد” سيطرتها على المدينة وريفها.