التقارير المصورةالشأن السوريسلايد رئيسي

فقر ومرض ونزوح .. عائلة أبو محمد تجسد المأساة السورية في ريف إدلب

مع إقتراب فصل الشتاء تزداد حاجة الناس الملحة في محافظة إدلب لوسائل التدفئة والمصاريف الشتوية من طعام وشراب ولباس شتوي، وعائلة أبو محمد تعاني ألم النزوح والتهجير وعيشة الخيام منذ أكثر من 3 سنوات، بعد أن هجروا عن وطنهم الأم إثر تقدم النظام السوري على قريتهم.

يعيش أبو محمد مع عائلته المؤلفة من 9 أشخاص في خيمة مزقتها العوامل الطبيعية التي مرت عليها من حرارة الشمس في فصل الصيف والصقيع في الشتاء بناها في جبال حربنوش شمال إدلب منتظراً عودته إلى منزله الذي خرج منه في قرية الدير الشرقي بريف إدلب الجنوبي.

يتغلغل الفقر والحظ التعيس إلى داخل خيمة أبو محمد مع خيوط الشمس التي تنبثق من السماء إلى البطانيات والحصر المهترئة محاولة تغطية حبات التراب المنبعثة من شقوقها إلى الخارج.

يقول أبو محمد ذو ال45 سنة أن أكثر مايحز في نفسه هو تأمين الحفوضات والدواء إلى ابنه عطاء الذي إختارته السماء أن يكون معاقاً غير قادر على المشي إلا عبر عربة حديدية بسيطة يساعده في الصعود إليها أخوته الذين لم يبلغ أكبرهم من العمرال13، ناهيك عن الأمراض التي حلت به والعمليات الجراحية التي خضع لها وكان آخرها القيلة السحائية في أسفل الظهر.

أما زوجته أم محمد فهي مشغولة دائماً في تحضير ماتيسر من الطعام البسيط لأطفالها والحليب لطفلتها الرضيعة والتي تحتاج إلى علبتي حليب في الأسبوع بقيمة 80 ليرة تركية، ولكن الحاجة وقلة الأموال بين يديهم جعلها تخفض كمية الحليب إلى النصف، ماينعكس سلباً على حالة التغذية عند الطفلة الرضيعة.

ويتحدث أبو محمد عن عمله قائلاً “بطلع من الصبح للمسا بشتغل كل الأسبوع ببيع الخضرة بس كلو مابيكفي حق حفوضات لعطا”، مشيراً إلى ماتبقى من احتياجات المنزل التي لايستطيع تأمينها.

وما يزيد الطين بلة هو إقتراب فصل الشتاء وماتحتاجه الأسرة من مدفأة وحطب ولباس شتوي للأطفال الذين لايعرفون مايخبأ لهم إذا لم يتمكن الأب من تأمين إحتياجاتهم التي تدفئ عظامهم، فالتكاليف باهظة بالنسبة لأبو محمد وربما تتجاوز ال300 دولار لكي يستطيع أن يتدبر أمر عائلته في فصل الشتاء.

ويبقى السؤال الأهم الذي يدور في خاطر أبو محمد أنه هل يرزقه الله الغيث من أحد فاعلي الخير ليخفف عنه المسؤولية التي أثقلت كاهله من التفكير بوسيله تساعده على الخروج من أزمة الفقر الملحة بأبسط الأحوال.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى