التقارير المصورةالشأن السوري

ذاكرتهما القوية قيّدها المرض والفقر.. رؤى ورؤية تحلمان بالمشي والانضمام للمدرسة (فيديو)

“أتمنى أن ألعب مع صديقاتي البنات في لعبة الدائرة”، هذه كانت كلمات رؤى قبل أن تترك يدها الثانية عن الحائط حتى تسقط أرضًا.

رؤى ورؤية، شقيقتان اجتمعت مصائب الدنيا فوق رؤوس أبويهما، فهي عائلة من أب وأم و4 أطفال، طالت رحلة نزوحها بعد أن حطت رحالها في مخيمات الكرامة لأكثر من 6 سنوات، غير أن الشقيقتان التوأم يتغلغل المرض في جسدهما ويمنعهما من الوقوف كسائر البنات.

حلم الأب

يتحدث الأب محمد بكور داخل خيمته التي عفا عنها الزمن، يشرح حالة ابنتيه الصعبة، “لقد عجز الأطباء عن علاج فلذتا كبده التوأم، فالشلل الدماغي نال منهما منذ الولادة ولا سبيل لشفائهما سوى بمتابعة المعالجة الفيزيائية بشكل مستمر”، رغم بعد المسافة عن مسكنه وعدم امتلاكه وسيلة نقل، حتى لو كانت دراجة نارية، للوصول إلى مركز المعالجة في باب الهوى، الذي يبعد عنه أكثر من 20 كيلومتر.

ويضيف البكور، “بحملهن أنا وأمهن للطريق العام، وبعد كم ساعة الله بيبعتلنا فاعل خير منركب معه للمركز، صحيح منتعب كتير لكن أنا مستعد أن أحملهن طول العمر، المهم أن يوقفوا على أجريهن بس”.

ويكمل الأب حديثه عن حجم المعاناة التي تجبره على بيع بعض من حاجياته المنزلية وكان آخرها دراجته الآلية منذ عدّة أشهر، لتأمين الأدوية التي يتجاوز ثمنها الـ 60 دولار شهريًا.

أما الآن، يقول الأب، دفتر الدين في الصيدليات مفتوح أمامي في بعض الأحيان، فالجميع يعرف وضعي المادي المتردي، ولكن بالنهاية أستدين المبلغ من فلان لتأدية فلان”، أو كما وصف الأب الموجوع “منشيل طاقية هاد منحطلها لهاد حتى الله يفرجها”.

رؤى ورؤية وطريق الدراسة

رؤى ورؤية طفلتان تبلغان درجات ليست بقليلة من الذكاء رغم أنهما لايتجاوزا الخامسة من العمر، ما دعا أبيهما لحملهما على كتفه والذهاب بهما إلى الروضة القريبة من خيمته، ولكن مدير الروضة رفض تسجيلهما لأن قدرة الوقوف أو المشي لديهما معدومة نهائيًا.

ذاكرتهما القوية قيّدها المرض والفقر.. رؤى ورؤية تحلمان بالمشي والانضمام للمدرسة (فيديو)
ذاكرتهما القوية قيّدها المرض والفقر.. رؤى ورؤية تحلمان بالمشي والانضمام للمدرسة

ماذا تعمل الأم ؟

تستيقظ منذ الصباح الباكر لجمع أكياس النايلون وعبوات العصير الفارغة من على أطراف الطرقات لمساعدة زوجها في تأمين بعض من ثمن الدواء وقليل من الخضار رخيصة الثمن من أبواب البقاليات، فقدرتهم المادية لاتسمح لهم بشراء خضار تازة، كما وصفت الزوجة.

مواضيع ذات صِلة : 3 كم على أكتافها إلى مستشفى قاح.. هل تعرف نزوحًا مأساويًا أكثر من قصة أم بسام!؟

تعيش عائلة محمد بكور في خيمة مؤلفة من غرفة وصالون صغيرين، يغطيهما عازل بلاستيكي مزقته العوامل الجوية ومطبخ ممتلئ بأكياس النايلون والقطع البلاستيكية، وعند وصولنا إليهم وجدنا الطفلتين رؤى ورؤية بانتظارنا في وسط الغرفة الصغيرة لشرح حالتهما الصعبة فتقول رؤى بعد أن أنشدت بعض الأغنيات، “أتمنى أن ألعب مع صديقاتي البنات في لعبة الدائرة”، لكن ما إن تركت يدها الثانية على الحائط حتى سقطت أرضًا.

شاهد أيضاً : نظرة طفل من إدلب السورية بعدما احترقت خيمته ?

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى