اخبار سوريا

حقيقة “جيش الفتح” بإدلب, وتنافس تركي روسي للهيمنة على الشمال

تناقلت وسائل إعلام محليّة، اليوم الأحد، أنّ الفصائل العاملة في الشمال السوري المتمثلة بـ “جبهة تحرير سوريا وهيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير وفصائل أخرى” اتحدّت ضمن تشكيل “جيش الفتح” الجديد، وذلك بهدف صدّ هجوم قوّات النظام المحتمل على إدلب وريفها وغرب حلب وجنوبها وأرياف حماة واللاذقية.

ونفى مصدر عسكري من “الجبهة الوطنية للتحرير” (رفض الكشف عن اسمه) لوكالة “ستيب الإخبارية” صحّة اتحاد الفصائل في ما يُسمّى جيش الفتح، معتبرًا ذلك “غير منطقي” كون هناك فصائل إسلامية لا يمكن أن تندمج مع فصائل معتدلة. قائلًا: إنّه “حسب المعلومات الواردة هناك سعي تركي لتوحيد الفصائل على غرار الجيش الوطني في منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون، وبالنهاية تركيا تعهّدت بإنهاء تشرذم الفصائل بالشمال، وهذا من أهم العوامل التي تمنع الروس من التقدّم إلى إدلب، وهي ملتزمة بتعهّدات دوليّة (…) الأمر الذي يصل لمرحلة فرض التوحّد بالإجبار”.

وبدروه صرَّح النقيب “ناجي أبو حذيفة” الناطق الرسمي باسم “الجبهة الوطنية للتحرير” لوكالة “ستيب الإخبارية”: “نحن لا نثق بالجانب الروسي، ولا نظام الأسد بكافّة الاتفاقيات التي تم نقضها من قبلهما، ولعدم الثقة قمنا بكامل الاستعدادات العسكريّة، وإعادة ترتيب الصفوف والتحصينات الهندسيّة على كافة القطاعات بالإضافة إلى العمل على قطاعات دفاع خاصّة بالمناطق وتعزيزها بالقوى والوسائط الناريّة، وتم رفع الجاهزية القتالية لكافة قوى وفصائل الجبهة الوطنية للتحرير، وذلك تحسبًا لأيّ هجوم على إدلب ومناطق الشمال السوري عمومًا”.

ومن جهته، قال النقيب “عبد السلام عبد الرزاق” القيادي في “جبهة تحرير سوريا” في تغريدة على التويتر: إنّ “العمل هو المهم وليس الاسم، فتعزيز الدفاع، وتركيز الجهود الرئيسية على المحاور الهامّة ضمن عمل منّسق، وربط كامل الجبهات، ضمن تنسيق عسكري عالي وهام جدًا في الشمال، هذا ما تم تنفيذه، وهو الواجب والمهم”. وذلك في إشارة إلى نفي ما تم تداوله عن اندماج ضمن غرفة عمليات “جيش الفتح” المنتهية الفاعلية.

كذلك نفى مصدر عسكري في “صقور الشام” (رفض الكشف عن اسمه) لوكالة “ستيب” حدوث أيّ اندماج بين فصائل الشمال، مؤكدًا على تشكيل “غرفة عمليات موحّدة غير معلنة”، ويتم خلالها الاجتماع والتنسيق التام بين الفصائل على كافّة الجبهات.

ومن جانبه، ذكر النقيب “مصطفى معراتي” المتحدث الرسمي باسم “جيش العزّة” لـ “ستيب”: أنّ الحرب بالنسبة لهم “لم تتوقف أبدًا لا بخفض تصعيد أو غيره، حيث يتم قصف مطار دمشق من قبل إسرائيل فيتم الردّ من النظام على نقاط رباط جيش العزة ومقرّاته شمال حماة، فلا عهد أو  ميثاق لقاتل، والاحتمالات جميعها مفتوحة، والاستعداد للحرب يمنع الحرب”.

وفي خطوة تبدو إخطارًا للمجتمع الدولي بقرب اقتحام إدلب، رفض مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة مشروع قرار تقدّم به مندوب هولندا لمنع هجوم على آخر قلاع المعارضة والتي تضم نحو أربعة ملايين مدني ما بين سكان أصليين ومُهجّرين، حيث أبدى المندوب قلقه الشديد إزاء إدلب. وأتى ذلك بالتزامن مع تجديد رأس النظام بشار الأسد تهديداته لإدلب قائلًا: إنَّ “الجيش السوري على وشك الانتهاء من تحرير جنوب البلاد من التواجد المسلّح، وهدفنا المقبل هو إدلب”.

وبناءً على ذلك أعادت “هيئة تحرير الشام” تفعيل معسكراتها، من أجل تأهيل عناصرها لمعارك مرتقبة مع النظام، حيث تم تخريج دفعة من معسكر “القادسية” التابع للهيئة.

لكن المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري، تعوّل على تركيا في منع هجوم كبير للنظام وميليشياته بدعم روسي إيراني على إدلب والمناطق الملاصقة لها.

وبدروها تركيا، أكدت في بيان أول أمس، أنّ “قوّاتها في إدلب تواصل عملها لضمان السلام والاستقرار عن طريق إنهاء الصراعات في المنطقة، وفقًا للقواعد المتفق عليها في أستانة”. وأكد رئيسها “رجب طيب أردوغان” أنّ أيّ هجوم من قِبل النظام على إدلب “لن يكون مقبولًا لتركيا”، مُذكِّرًا بوجود 12 نقطة مراقبة لقوّات بلاده هناك، كما أبلغ نظيره الروسي “فلاديمير بوتين” بذلك خلال لقائمها في قمة “بريكس”.

 

 

٢٠١٨٠٣٠٨ ١٠٠١٠٦

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى