الشأن السوريسلايد رئيسي

خاص|| رسالة وفد النظام السوري خلال الجولة الخامسة من مفاوضات اللجنة الدستورية يكشفها عضو اللجنة لـ”ستيب”

تنطلق يوم الإثنين القادم، الجولة الخامسة من مفاوضات اللجنة الدستورية السورية في مقرات الأمم المتحدة في جنيف، فيما يتوقع أن تشهد الجولة محاولات مستمرة للنظام السوري من أجل التأجيل، بالوقت الذي طفت على السطح خلافات داخلية بالمعارضة السورية.

بيدرسون يستهل اجتماعات الجولة الخامسة من اللجنة الدستورية بالحديث عن الفشل

وكان المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، قال يوم أمس الجمعة، إن ما تمّ تحقيقه يعتبر “مخيباً للآمال”، مطالباً العمل بجدية أكثر لرؤية التقدّم وخصوصاً في ملف المعتقلين.

وأضاف بيدرسون أنّ العملية السياسية، حتى الآن، لم تحقق تغييرات حقيقية في حياة السوريين، ولا رؤية حقيقية للمستقبل، مشيرًا إلى استعداده للتعاون مع الإدارة الأمريكية الجديدة.

وبذات الوقت أشار بيدرسون إلى نقطة هامّة خلال حديثه، حيث أكد أن اللجنة الدستورية مجرد جانب واحد وليس الجانب الوحيد الذي سيحل الأزمة السورية، لافتاً إلى أنه كان يأمل أن تفتح اللجنة الباب لعملية سياسية أوسع، لكنها لا تستطيع العمل بمعزل عن العوامل الأخرى، حسب وصفه.

وكان بيدرسون قد حثّ المجتمع الدولي من أجل من العمل على تسوية الصراع السوري، مؤكداً على أنه لا يمكن لطرف واحد فرض رأيه خلال المفاوضات ووجهة نظره في الحل.

عضو اللجنة الدستورية يكشف توقعاته من الجولة الجديدة

وقال بشار الحاج علي، الدبلوماسي السوري السابق، وعضو اللجنة الدستورية، في حديث لوكالة ستيب الإخبارية، حول توقعات وفد المعارضة من مخرجات الجولة الخامسة من مفاوضات اللجنة الدستورية: “دأب وفد قوى الثورة والمعارضة خلال الجولات السابقة الحضور الجدي متحلياً بروح المسؤولية والوطنية ويتحمل المحاولات اللامتناهية من الطرف الآخر للاستفزازات الوقحة دفعًا لإفشال هذا المسار الذي جُلب إليه “النظام” مكرهاً”.

وأضاف: “برأيي سيحاول هذه المرّة، النظام السوري، أن يبدي مرونة لأسباب أهمها أن يحضّر لانتخابات رئاسية للسلطة اللاشرعية المغتصبة للدولة السورية”.

إلا أن ما يحسب على المعارضة السورية، رغم تقديمها وفداً أبدى مرونة وتفاعل جيد خلال المفاوضات، هو ظهور خلافات داخلية وصلت حد الشكوى بين أعضاء وفد المعارضة ومنصتي القاهرة وموسكو إلى أطراف خارجية “منها روسيا والسعودية وتركيا” وغيرها من أجل التدخل فيما بينها.

وتدخلت فعلياً السعودية من خلال توقيف الدعم عن موظفي هيئة المفاوضات وفق رسالة أوصلتها الخارجية السعودية لأعضاء هيئة التفاوض المعارضة، رغم أنّ المتحدث باسم الهيئة الدكتور يحيى العريضي قلل من شأن الأمر معتبراً أنه لن يؤثر على المسار السياسي.

ويرى “الحاج علي” أن خلافات المعارضة التي طفت على السطح لن تؤثر على مرونة وفد المعارضة في اللجنة الدستورية، لأن الأوراق معدّة وتمّ العمل عليها خلال سنتين من عمر اللجنة الدستورية، كما أنّ الخلافات هي في إطار عمل تنظيمي جزئي ينحصر في تبديل بعض مكونات هيئة التفاوض لممثليها وهذا قانوني ضمن نظامها الداخلي، حسب وصفه.

وتابع “الحاج علي”: “ما قاله السيد بيدرسون المبعوث الأممي صحيح، لا يمكن لأي طرف دولي أن يفوض حل سياسي ولو هذا ممكن لطبقت روسيا حل وفق وجهة نظرها الداعمة للنظام اللاشرعي وهي المتدخلة بكل ثقلها العسكري والسياسي ومن خلال عضويتها الدائمة في مجلس الأمن الدولي”.

الظروف لم تنضج بعد والنظام يلعب على الوقت

ولفت إلى أن ظروف التوافق الدولي لحل سياسي للمأساة السورية لم تنضج تماماً بعد إلا إنها في الطور الأخير، ولا يمكن أن تستمر الاجتماعات بصورة عبثية إلى ما لانهاية.

واعتبر أن التأخير يستنزف كل الأطراف المتدخلة دوليًا وإقليمًا ويستنزف المجتمع الدولي سياسياً وقيمياً وإنسانيًا.

إلا أنَّ وفد النظام السوري اعتاد من خلال أربع جولات سابقة على اللعب بالتفاصيل من أجل مضيعة الوقت واستمرار التأجيل بالدخول في فحوى وأساس عمل اللجنة الدستورية وهو صياغة دستور جديد للبلاد، حيث اعتبر مراقبون أن ذلك بهدف الوصول إلى تاريخ إجراء الانتخابات الرئاسية في سوريا منتصف العام الجاري، وإجراؤها وفق دستور 2012 المعمول فيه حالياً، لتمرر على أنها شرعية وتنتهي بوضع طبيعة بفوز بشار الأسد بولاية جديدة تمد أمد الصراع من جديد.

وعلى الرغم من التهديدات الدولية بعدم الاعتراف بتلك الانتخابات من قبل الأوروبيون والأمريكيون إلا أن النظام وحلفائه، عقدوا العزم لتمريرها، ويرى “الحاج علي” أن مشاركة وفد النظام السوري باللجنة الدستورية هي تكتيك مشترك مع داعميه يتم من خلالها إرسال رسالة للمجتمع الدولي أن “النظام يشارك بإيجابية في عمل اللجنة الدستورية وفقًا للقرارات الأممية وهذا لا يمنع أن يقوم بالاستحقاقات (الدستورية) فسوريا (دولة) ولا يمكن تركها لفراغ دستوري”.

وقال الدبلوماسي السابق: “الانتخابات المزعم إجراءها هي عملية لاشرعية لنظام لاشرعي أساسًا جاء بالتوريث في نظام جمهوري”.

وتابع: “بمعنى أنه لن يكون أي تأثير لأي تقدّم في هذه الجولة في حال استمرار سلوك النظام، فهو لم يأبه لملايين المهجرين واللاجئين ومئات الآلاف من الشهداء والمصابين ولم يبادر لإخراج المعتقلين منذ عام ٢٠١١، بل أنه لا يأبه للجوع وانعدام الخدمات لمن يعيش في مناطق سلطته”.

تحركات مكوكية لإيجاد “ثغرة”

ومع تبقي ساعات قليلة على انطلاق الجولة الخامسة، بدأ بيردسون تحركاته المكوكية بين القوى الفاعلة والأطراف المعنية، حيث اتصل أمس بميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي.

وتحدثت الخارجية الروسية في بيان لها أن المكالمة التي جرت أمس بمبادرة أممية تناولت بالتفصيل المسائل المتعلقة بتنظيم وعقد الجلسة الخامسة للجنة الدستورية والتي ستستضيفها جنيف في 25-29 يناير الجاري.

ولا يعقد السوريون الأمل على حلّ قريب من خلال مفاوضات اللجنة الدستورية في ظل غياب فعلي لأي تطور ملموس بباقي مخرجات القرار 2254، حيث أن اللجنة الدستورية كما تحدث بيدرسون هي مجرد واحدة من بين عدّة بنود للحل، أولها كان الانتقال السياسي لهيئة حكم مؤقتة يتوافق عليها طرفا الصراع.

مواضيع ذات صِلة : نقطة جدلية وهامّة قد يستغلها الأسد.. هادي البحرة يكشف الفرق بين “الدستورية” وتطبيق القرار 2254

وبحسب المعطيات فإن وضع الحل السوري لازال بعيداً، بل إن الأزمة السورية تراجعت إلى حد كبير في دائرة الاهتمام الدولي، ويسعى الأسد ونظامه لاستثمار ذلك بهدف تمرير انتخاباته، فيما يلعب بعدّة أوراق كان أبرزها اللقاءات مع إسرائيل مؤخراً وفتح باب للتفاوض رغم أن الأمر معقداً في ظل الوجود الإيراني، إلا أنها واحدة من بين أوراق باتت تعطي للأسد ترجيح لكفته دولياً بسبب غياب أي مشروع بديل واضح من قبل المعارضة المشتتة داخلياً وخارجياً.

شاهد أيضاً : توثيق أغرب حالة طبية في سوريا من قبل مجلة أوكسفورد البريطانية .. تنتهي ببتر الأطراف تلقائياً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى