أخبار العالمسلايد رئيسي

صحيفة أمريكية.. الدول الأوروبية تلجأ إلى أداة جديدة لمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب في سوريا

كشف تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، مساء أمس السبت، عن لجوء الدول الأوروبية إلى طريقة جديدة لمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب في سوريا، تتلخص بتقنية الذكاء الاصطناعي.

– الدول الأوروبية ومحاسبتها على جرائم الحرب السورية

وبدأت الصحيفة تقريرها، بالقول: “حسب معظم الروايات، كان الصراع السوري هو الحرب الأكثر توثيقًا في التاريخ”.

 الدول الأوروبية تلجأ إلى أداة جديدة لمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب في سوريا
الدول الأوروبية تلجأ إلى أداة جديدة لمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب في سوريا

وأكدت بأن “هذا الكم الهائل من الأدلة – الملايين من مقاطع الفيديو والصور ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي وصور الأقمار الصناعية – لا يُترجم بسهولة إلى مساءلة عن الجرائم التي ارتكبت خلال الحرب”.

اقرأ أيضاً: ماهو قانون “سيزر” وهل ستطبّق واشنطن العقوبات بشكل جدّي!!

لذلك قالت الصحيفة: “بينما تبني الأمم المتحدة والسلطات الأوروبية وجماعات حقوق الإنسان قضايا جرائم الحرب، فقد تحولوا إلى أداة جديدة (الذكاء الاصطناعي).

وتابعت الصحيفة قائلةً: “مع ظهور نظام الرئيس بشار الأسد منتصرًا إلى حد كبير بعد مايقرب من عقد من الصراع، فإن الجهود المبذولة لتحقيق قدر من المساءلة تكتسب السرعة، إلى حد كبير في المحاكم الأوروبية”.

– توثيق الجرائم

أشارت الصحيفة في تقريرها إلى أنه “منذ بداية الصراع السوري، خاطر النشطاء على الأرض بحياتهم لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان، من التعذيب والهجمات على المتظاهرين، إلى الضربات الصاروخية العشوائية والبراميل المتفجرة”.

وتسعى أوروبا، إلى البحث في العشرات من القضايا والتحقيقات في الجرائم التي ارتكبت خلال الحرب السورية، لكن لم يعتمد أي منها على الذكاء الاصطناعي في بناء قضاياهم، وفق ما أفاده التقرير.

وعليه فإن رئيسة هيئة الأمم المتحدة المكلفة بجمع المعلومات السورية، كاثرين مارشي أوهيل، قالت: “لدينا استخدام للتكنولوجيا لالتقاط المعلومات ونشرها على حدٍ سواء، والآن للبحث عنها بشكل مختلف تماماً”.

اقرأ أيضاً: صحيفة: بريطانيا دفعت 26 مليون دولار لتسوية “دعاوى جرائم حرب” في دولة عربية

 

ونوهت أوهيل إلى أن هذه التقنية تهدف بالدرجة الأولى إلى المساعدة في معالجة البيانات وتنظيمها وتحليلها وتقليل الوقت الذي يقضيه المحققون البشريون في فرز ومشاهدة تلك مقاطع الفيديو والصور المؤلمة. 

وأوضحت أوهيل، حسب التقرير بأن خوارزميات الذكاء الاصطناعي تساعد في تجميع مقاطع الفيديو لنفس الحادث والتخلص من النسخ المكررة أو الصور غير ذات الصلة، كما تعمل الخوارزميات أيضا على التعرف على الأشياء، وإيجاد جميع البيانات ذات الصلة بسلاح معين للمساعدة في حالة معينة.

– جماعات حقوق الإنسان تتوجه نحو الذكاء الاصطناعي

وفقاً للصحيفة، فإن جماعات حقوق الإنسان اتجهت أيضاً نحو الذكاء الاصطناعي، مثل مؤسسة الأرشيف السوري، التي بدأت في عام 2017، بأرشفة الأدلة منذ بداية النزاع في عام 2011، وتجميع قاعدة بيانات قابلة للبحث عن جميع هجمات الذخائر العنقودية.

وذلك للإثبات للمجتمع الدولي أن النظام السوري وداعمه العسكري الرئيسي روسيا، استخدموا أسلحة محظورة دوليا أثناء الحرب، وفق المؤسسة.

إلا أن هذه المؤسسة واجهت صعوبات، حيث كان من المستحيل على فريقها الصغير فرز أكثر من 1.5 مليون مقطع فيديو يدوياً للعثور على كل تلك الأدلة المتعلقة بالقنابل العنقودية.

ولأن تقنية فرز الأدلة مكلفة للغاية بالنسبة لمجموعات حقوق الإنسان، لذلك لجأ مدير المؤسسة إلى آدم هارفي، مهندس برمجيات مقيم في برلين يقود “VFRAME”، وهو مشروع مفتوح المصدر يركز على استخدام التعلم الآلي لتعزيز العمل في مجال حقوق الإنسان، لبناء كاشف ذكاء اصطناعي قادر على مثل هذا البحث.

ومن المتوقع بحلول منتصف عام 2021 الجاري، تأمل المؤسسة أن تكتمل قاعدة البيانات وأن تكون جاهزة لبدء قضية جديدة تدين النظام السوري.

وفي ذاتٍ السياق، شارك مشروع مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي المخصص للعمل الإنساني الذي تبلغ تكلفته 40 مليون دولار، ومؤسسة “Benetech” غير الربحية، في البحث عن أدلة على استخدام الذخائر العنقودية خلال الحرب السورية.

ويعمل مايكروسوفت على تطوير نظام لتحديد الأسلحة في مقاطع الفيديو المتعلقة بالذخائر العنقودية العام الماضي، وذلك عن طريق اكتشاف هذه المقاطع من الصوت، باعتبار الصوت المميز لانفجار هذا النوع من القنابل.

– الهدف من اللجوء لتقنية الذكاء الاصطناعي

قالت الصحيفة: “يحتاج المحققون عند بناء القضايا، ليس فقط لإثبات ارتكاب جرائم حرب، والتي على الغالب توجد في مقاطع الفيديو والصور، ولكن يحتاجون أيضاً للتسلسل القيادي الذي أدى إلى تلك الجرائم، والتي غالبا ما توجد في الوثائق المهربة إلى خارج سوريا”.

والجدير ذكره أن الصحيفة الأمريكية، ترى بأن الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي من شأنهما أن يلعبا دوراً أساسياً في تقديم مجرمي الحرب للعدالة في سوريا، عن طريق مساعدتهما في فرز مجموعة ضخمة من الأدلة، والعمل كنموذج للتحقيقات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى