علوم وتكنلوجيا

هل تصل البيتكوين للمليون دولار.. إليك أبرز توقعات الخبراء الصادمة لمستقبل العملات الرقمية

البيتكوين

تصدرت العملة الرقمية البيتكوين عناوين الصحف خلال الفترة الماضية، خاصةً بعد الصعود الهائل في قيمتها خلال فترة قصيرة من الزمن، الأمر الذي جعل البعض يرى أن أموراً عدة طرأت أكسبت العملات الرقمية بشكل عام مصداقية تفوق بعض العملات العريقة.

ووضعت الجميع أما سؤال محير، هل تصبح العملات الرقمية بديلاً للعملات النقدية حقاً أم أنها قد تنتهي بكارثة مالية؟.

– توقعات مستقبلة لعملة البيتكوين

وفقاً لموقع “CoinDesk”، فإن المعدل الجاري للبيتكوين قفز من نحو 9 ألاف دولار لكل بيتكوين قبل عام إلى ذروته عند نحو 58 ألف دولار في نهاية فبراير/شباط الماضي، حيث أكسبت هذه الموجة الحائزين الصغار لها، بثروة رقمية، وجذبت بشكل لافت لاعبين كباراً آخرين من “وول ستريت”.

اقرأ أيضاَ:
ما هو حكم امتلاك عملة البيتكوين والتعامل بها.. دار الإفتاء المصرية توضح

 

وبحسب الإعلام، فإن صندوق كراكين الأمريكي، يتوقع ارتفاع سعر البيتكوين لتصبح أشهر وأغلى عملة ديجيتال، ومن الممكن أن تصل قيمتها السوقية إلى مليون دولار فى العقد القادم.

كذلك توقع الصندوق، أن تتحول البيتكوين لعملة عالمية، وتأخذ محل العملات الكبرى التي تتعامل معها حالياً وهي الدولار الأمريكي واليورو والين الياباني والوون الكوري، بعد صعودها بنسبة %64 لتتفوق على مؤشرات الذهب والسلع والأسهم والسندات.

وبهذا الشأن، قال مراقبون: “هناك تغيير جذري محتمل في عالم المال، وبسبب الوباء أصبح ممكناً، وما نقف على حافة هاويته ليس أقل من حرب من أجل مستقبل المال”.

في المقابل، ما زال هناك الكثير من المتشككين، الذين يحذرون من أنَّ البيتكوين عبارة عن لعبة استثمار تنطوي على درجة عالية من المضاربة بدون قيمة حقيقية تدعمها.

وأكد مختصون بالشأن الإقتصادي، بأنه من الضروري لفهم ما يدور، يجب استرجاع موجة البيتكوين الأخيرة، التي انتهت عندما شاهد المستثمرون ثروات هائلة وهي تُباد في انهيار وحشي.

فقد وجدت البيتكوين في عام 2009، لتصبح بديلاً للعملات الوطنية في خضم الأزمة المالية، وفي عام 2017 تمتعت بواحدة من أقوى ارتفاعاتها، حيث ارتفع معدل تداولها من أقل من 3 ألف دولار لكل عملة إلى ما يقرب من 20 ألف دولار خلال 6 أشهر.

وتعليقاً على ما سبق، قال العضو المنتدب لإدارة المحافظ في صندوق الأصول الرقمية والبيتكوين 3iQ في تورنتو، ألكس ماكدوغال: “إن طفرة البيتكوين هذه لم تكن مدفوعة بالمؤسسات الكبيرة مثل البنوك وصناديق المعاشات التقاعدية، بل من المستثمرين الهواة والمنتظمين الذين يراهنون على التكنولوجيا الجديدة”.

وتابع قائلاً: “إنَّ الناس انجذبوا إلى بديل للنظام المصرفي القديم، فقد قدمت عملة البيتكوين والتكنولوجيا الخاصة بها طريقاً ملتفاً حول حراس بوابة عالم المال، مما سمح للأشخاص بتولي أعمالهم المصرفية الخاصة دون الحاجة لمؤسسة مالية كبيرة”.

وأكمل ماكدوغال، قوله: “شاهدنا تحركاً محتملاً نحو عالم مفتوح جذرياً، ويمكن معه تشكيل جيل جديد كامل من الثروة بين نوع مختلف تماماً من المشاركين في السوق”.

ولفت: “شهدنا أيضاً عدداً كبيراً من عمليات الاحتيال والنصب، وبصراحة تامة مجموعة من الترهات التي ظهرت في الأسواق”.

وانهارت في نهاية المطاف، أسعار البيتكوين في عام 2018 بعد انخفاضه بأكثر من 80% خلال عام، وانهارت معه أناس فقدوا مدخراتهم.

وقال محلل السوق البارز في نيويورك لدى شركة تداول العملات “Oanda Corp”، إدوارد مويا: “هناك طلب لا هوادة فيه على العملة، ما بدأنا نراه هو تقبل صغار المستثمرين وكبارهم من وول ستريت عالم العملات المشفرة، وحتى عندما نشهد في بعض الأيام عمليات بيع كبيرة، يظل هناك طلب قوي، وعالمي”.

وأوضح مويا أن الحجج المؤيدة لبديل للعملة التي تصدرها الحكومة لم تتغير كثيراً، لكن الظروف الحرجة قد تغيرت في العام الفائت، مما يجعل هذه الحجج أكثر إقناعاً، قائلاً: “لولا وباء كوفيد-19، لم نكن لنخوض هذه المحادثة عن البيتكوين حالياً”.

اقرأ أيضاً:
بعد تقدمٍ مذهل.. البيتكوين تعمق من تراجعها وتهبط بأكثر من 8%

– مخاوف من حدوث كارثة للعملات التقليدية

عمدت البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم إلى وضع تريليونات الدولارات في اقتصاداتها لمساعدتها على النجاة من الإغلاقات والقيود المختلفة التي تهدف إلى السيطرة على انتشار كورونا.

وهنا، قال المحاضر القديم والأستاذ المساعد في التكنولوجيا المالية في جامعة ليفربول، جافين براون: “إن مصدر القلق الرئيسي في كل هذا التحفيز هو أنه يهدد بتعويم أو تهاوي قيمة العملات الوطنية، التي تراجعت قوتها الشرائية لأنه، بكل بساطة، هناك الكثير منها وبالتالي فهي تساوي أقل”.

ولفت إلى أن البيتكوين “لا يسيطر عليها بنك مركزي، وليس لديها أي موطن ولا هيكل حوكمة رسمي”.

وقال محللون في بنك الاستثمار “J.P. Morgan” في تقرير حديث: “إن النقد (العملات النقدية) كان في تراجع بالفعل منذ سنوات، بينما أدى الوباء إلى تسريع الطلب على المدفوعات الرقمية السريعة والمريحة”.

وأضافوا في التقرير: “عزز الوباء الطلب على الخدمات الرقمية وعلى العملات البديلة أيضاً؛ مع تعزيز جولات متعددة من التحفيز والسياسة النقدية التيسيرية والمدخرات الزائدة للمعروض النقدي؛ مما أدى إلى تدفقات قياسية على أدوات استثمار البيتكوين”.

وهناك تغيير مهم آخر يتمثل في أنَّ البنية التحتية للتخزين المطلوبة للاحتفاظ بمبالغ كبيرة من البيتكوين أصبحت متاحة الآن للمستثمرين المؤسسيين.

وأفادت شركة “Tesla” في بداية شهر فبراير/شباط الماضي أنها اشترت بيتكوين بقيمة 1.5 مليار دولار أمريكي، وهو أمر كان “مستحيلاً قبل عامين فقط بسبب الافتقار إلى الضوابط المؤسسية والبنية التحتية”، حسبما قال براون.

وأكد المحاضر براون، أن الاستثمار في العملات المشفرة لم يصبح أسهل على بعض المؤسسات الضخمة فحسب، بل بات مقبولاً عامةً أيضاً، في اختلاف تام عن فورة 2017.

– استثمار قائم على المضاربة

ومن زاوية آخرى، قال المحافظ السابق لبنك كندا، ستيفن بولوز، في مقابلة: “إن البيتكوين هي لعبة استثمار قائمة على المضاربة أكثر من كونها عملة”.

وتابع بولوز، الذي يعمل حالياً مستشاراً خاصاً في شركة المحاماة Osler, Hoskin & Harcourt: “حتى المحترفون الذين يتعاملون في عملة البيتكوين غالباً ما يستخدمون كلمة رهان بدلاً من استثمار، مما يوحي لنا بأنها متقلبة بدرجة كافية تجعلها أقرب للمقامرة على عكس الاستثمار الفعلي، نظراً لأن الأصل نفسه ليس له قيمة جوهرية”.

وأردف بالقول: “لكن هذا لا يعني أنها لا يمكن أن تصبح مجال استثمار رئيسياً”.

ويؤكد بولوز بأن البيتكوين لا يمكن أن تحل محل العملات الوطنية، وذلك لأن تنفيذ المعاملات الخاصة بها يستغرق وقتاً أطول بكثير.

وضرب مثالاً: إذا استخدم شخص ما عملة البيتكوين لشراء فنجان من القهوة، فمن المحتمل أن يكون المشروب بارداً بحلول الانتهاء من سداد الثمن.

وفي حين أنَّ التكنولوجيا يمكن أن تتحسن نظرياً لتسديد المدفوعات أسرع، قال بولوز إنه لا توجد قيمة أساسية وراء العملات؛ مما يجعل السعر عرضة للتقلبات الشديدة.

كما تساءل بولوز أثناء المقابلة: “هل ستكون ممتناً إذا وافقت أمس على شراء سيارة ودفع ثمنها بعملة البيتكوين، ثم حين تذهب لتسلمها تجد أنها تُكلِفك اليوم 16% أعلى من سعر أمس؟ هذا ليس نوع التقلب الذي يمكنك تحمله في عملة تستخدمها لسداد المدفوعات”.

وأخيراً ختم بولوز حديثه بالإشارة إلى أن بورصة تورنتو بكندا اتخذت خطوات مهمة في هذا الاتجاه من خلال إدراج صندوقين لتداول البيتكوين، الأمر الذي يمكن المستثمرين ضخ أموالهم في عملة البيتكوين بموجب نظام ضوابط مُحكم يضمن دعم الاستثمارات بالعملات المشفرة.

البيتكوين

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى