اخبار العالم العربيسلايد رئيسي

زيارة بايدن.. رسائل إيرانية روسية للسعودية وإسرائيل وملفات تغيّر معالم المنطقة

استهلت إيران وروسيا زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط بإرسال تحذيرات ورسائل مبطّنة إلى إسرائيل والسعودية حول نتائج ما يمكن أن يصل إليه الرئيس الأمريكي معهم في أول زيارة للمنطقة منذ توليه منصبه، والتي وصفت بأنها “تاريخية” لما تحمله من ملفات مهمة.

الكرملين تأمل ألا تتغير السعودية

ونقلت وكالة رويترز عن المتحدث باسم الكرملين الروسي، ديمتري بيسكوف، قوله: إنه يأمل في عدم استغلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية في محاولة تشجيع العلاقات المناهضة لروسيا مثلما تسعى الولايات المتحدة إلى إقناع الرياض بزيادة إنتاج النفط وسط ارتفاع الأسعار.

 وأضاف دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين: “إن روسيا، ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم بعد السعودية وأكبر مصدر للغاز الطبيعي، تثمن كثيراً التعاون مع السعودية في إطار عمل مجموعة أوبك+ التي تضم كبار منتجي النفط في العالم”.

وتابع: “نعمل داخل إطار اتفاقات أوبك+ ونقدر بشدة العمل الذي تمكنا من القيام به مع شركائنا ومنهم شركاء رئيسيون مثل السعودية، مشيراً إلى أن علاقات روسيا والسعودية مهمة، وأعرب عن أمله ألا يُوجَّه بناء العلاقات وتطويرها بين الرياض وعواصم عالمية أخرى بأي شكل ضدنا”، حسب وصفه.

وسبق وأكد جيك سوليفان مستشار البيت الأبيض للأمن القومي أن بايدن سيدعم قضية زيادة إنتاج دول أوبك من النفط من أجل خفض أسعار الطاقة عندما يجتمع مع الزعماء الخليجيين في السعودية هذا الأسبوع.

ملفات زيارة بايدن المهمّة

ويحمل بايدن في جعبته جملة من الملفات المهمة سيطرحها على إسرائيل والدول العربية، بعضها سربته وسائل إعلام، مثل الحديث عن تشكيل “ناتو عربي” لمواجهة إيران.

وحول ذلك يقول مهدي عفيفي، السياسي الأمريكي، وعضو الحزب الديمقراطي، في حديث لوكالة ستيب الإخبارية: إنه “قبل زيارة بايدن كان هناك تحرك كبير من قبل قيادات المنطقة العربية، تحضيراً للزيارة التاريخية، وهناك حديث واسع عن تشكيل “ناتو عربي” بالاشتراك مع إسرائيل، لمواجهة إيران”.

ويرى عفيفي أن هناك تخوف إيراني كبير من تحقيق بايدن هذا التحالف بين العرب وإسرائيل ضدها، لا سيما أن الرئيس الأمريكي أكد أن ملف التوافق العربي الإسرائيلي هو أهم أولوياته خلال زيارة المنطقة.

ويضيف: “السياسة هي سجالات، ووصول بايدن إلى السعودية لأول مرّة منذ توليه الرئاسة ليس انتصاراً كما يوصف للسعودية من قبل بعض وسائل الإعلام، بالوقت الذي يعتبر تحرك سياسي يمكن أن ينتج عنه تجديد للشراكة بين البلدين، وأي دعم تقدمه السعودية للولايات المتحدة سواء بملف النفط أو غيره يتوقع أن يكون مقابله رد فعل من قبل أمريكا والعكس صحيح”.

أما عن الرد الروسي والرسائل إلى الرياض من إمكانية الاتفاق مع بايدن، علاوةً على القمة الثلاثية التي أعلن عنها الكرملين بين بوتين وأردوغان ورئيسي في طهران، واعتبارها رداً على زيارة بايدن يقول: “قمة بوتين وأردوغان ورئيسي في طهران، تعتبر بمثابة محاولة من الرئيس الروسي لإظهار قوته أمام شعبه، وغالباً سيتطرق هذا اللقاء لملفات كثيرة إلا أنّ تأثيره الأقوى سيكون في الملف السوري”.

ويؤكد عفيفي أن “بوتين يحاول كسب أكثر الملفات الممكنة ويمكن أن تكون هذه الزيارة لإيران بمثابة رد على زيارة بايدن ومحاولة للتأثير على أي نتائج ستخرج من لقاءات بايدن مع القادة العرب”، حسب وصفه.

إيران تهدد

أما إيران والتي أصبحت بعين الهدف الأمريكي خلال زيارة بايدن التي بدأت اليوم الأربعاء، فاعتبر رئيسها إبراهيم رئيسي أن الزيارة لن تحقق “الأمن” لإسرائيل، حسب وصفه.

وفي تصريحات نشرتها موقع الرئاسة الإيراني قال رئيسي: “إذا كانت زيارات المسؤولين الأمريكيين إلى دول المنطقة تهدف إلى تعزيز موقع النظام الصهيوني وتطبيع علاقات هذا النظام مع بعض الدول، فهذه الجهود لن تحقق الأمن للصهاينة بأي طريقة كانت”.

وحذّر رئيسي من أن طهران تتابع “كل التطورات” في المنطقة، مضيفاً “لقد كررنا إبلاغ أولئك الذين ينقلون رسائل من الأمريكيين بأن أي خطوة تستهدف وحدة أراضي إيران، سيتم الرد عليها بشكل حازم”.

وسبق للخارجية الإيرانية أن حذّرت من أن طرح الولايات المتحدة تعزيز التعاون بين حلفائها الإقليميين في مجال الدفاع الجوي والذي سيبحث خلال زيارة بايدن، هو خطوة “استفزازية” ستقاربها من منظار “التهديدات ضد الأمن القومي والإقليمي”.

كما شدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أول أمس، على أن إنشاء الولايات المتحدة لتحالفات عسكرية في المنطقة لن يضمن الأمن الإقليمي.

تطورات ديناميكية

وسبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد أن أشار إلى أن تعزيز التعاون بين تل أبيب وواشنطن في مواجهة طهران، سيكون في صلب زيارة بايدن.

وفي حين أنه من غير المتوقع اعتراف السعودية بإسرائيل في المستقبل القريب، إلا أن مسؤولاً إسرائيلياً قال لوسائل إعلام: إن “زيارة بايدن إلى إسرائيل وسفره منها في رحلة مباشرة إلى السعودية يعكسان ديناميكية التطورات التي شهدتها الأشهر الأخيرة”، آملاً “بأن تكون الخطوات التي نتّخذها الآن البداية، ونحن نعمل على أن تكون بداية لعملية التطبيع”.

واعتبر بايدن قبل أيام أن الهدف من الرحلة إلى الشرق الأوسط “ليس خفض أسعار النفط بل دفع التكامل بين المنطقة وإسرائيل”، في تصريحات أدلى بها خلال قمة الناتو في مدريد.

مواضيع ذات صِلة : الرئيس الإيراني يوجه رسائل لبايدن قبل وصوله إسرائيل

ويحمل بايدن إلى السعودية ملفات أخرى بينها الحرب الروسية في أوكرانيا وملف الطاقة وملف اليمن وملفات اقتصادية وأزمة الغذاء، وسيلتقي الملك السعودي وولي عهده لأول مرّة بعد فترة طويلة من التوترات بين البلدين على إثر مهاجمة الرئيس الأمريكي لولي العهد السعودي بقضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وإلى جانب القادة السعوديين، سيلتقي بايدن قادة الخليج خلال اجتماع مجلس التعاون الخليجي وملك الأردن والرئيس المصري.

شاهد أيضاً : الأميرة نورة .. المرأة التي دعمت الملك عبد العزيز ( أخو نورة ) في تأسيس الدولة السعودية الحديثة

زيارة بايدن.. رسائل إيرانية روسية للسعودية وإسرائيل وملفات تغيّر معالم المنطقة
زيارة بايدن.. رسائل إيرانية روسية للسعودية وإسرائيل وملفات تغيّر معالم المنطقة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى