اخبار سوريا

شكل جديد من أشكال الموت يلاحق السوريين!!

يعاني السوريين من مشاهد واضحة من قسوة الحياة , بدءاً من العيش تحت القصف  حتى النزوح الى مخيمات الموت وصولاً الى الغرق في بحار المحيطات في محاولة الوصول الى أوروبا , يضاف لها مشهد مغيّب من قبل وسائل الاعلام , وهو تجارة الأعضاء البشرية, ففي زحمة الفوضى الأمنية في كل سوريا , تنّشط خلايا و تجار “بيع أعضاء السوريين” بدءاً من لبنان و مصر وصولاً الى تجار الأعضاء في تركيا , هذه الجرائم التي بدءت تُكتشف منذ عام 2013.

و قامت الأمم المتحدة بعنونة أحد تقاريرها الأخيرة عن سورية، وما آلت إليه الأوضاع من عرض السوريين للبيع في أسواق النحاسة العالمية بعنوان “هدر الانسانية” , و نشرت بشر يُقتلون وهم في بلادهم، ويغرقون في البحر في محاولة للنجاة ، ويقتلون في المستشفيات في محاولات للشفاء، ومن بقي يعرض نفسه وأعضاءه للبيع لعل أولاده يتمكنون من العيش.

تقريراً مطول و مفصل ، نشرته صحيفة الحياة في عددها الصادر اليوم ، روى تفاصيل الجريمة المختبئة و المستمرة ، حيث يتوزع أعضاء شبكات بيع الأعضاء البشرية , و الذين يتميزون بالتسلسل و الاحترافية في كافة المناطق السورية , حيث يتجول قسم منهم بين المشافي و العيادات الميدانية , حاملين سلاح دون صفة رسمية , و يقوم القسم الثاني منهم , بالترويج الالكتروني لبيع الأعضاء البشرية , وفقا لزمرة الدم , حيث تسحب الجثث من مقابرها لتباع اعضاءهم في السوق السوداء , أو يسرق الجرحى من المشافي , فيما يبيع بعض الأشخاص أعضاؤهم طوعاً , بداعي تأمين نفقات المعيشة , أو بداعي تأمين المال لقدرة تأمين المبلغ اللازم دفعه للجوء الى أوروبا .

و قام في العام الحالي نقيب أطباء سورية “عبدالقادر الحسن”  بفصل خمس أطباء و احالتهم للقضاء المخصص لاتخاذ الاجراءات اللازمة بحقهم من تأديب , نتيجة تورطهم بتجارة الأعضاء, و أكدت التحقيقات التي قامت بها نقابة أطباء سوريا , كشفها عن شبكة عابرة للحدود تنقل النساء الحوامل إلى لبنان للولادة , ليتم بيع المواليد هناك مقابل مبالغ مادية كبيرة ليتم الاتجار بأعضائهم لاحقا , بالتعاون مع طبيب لبناني.

و كشف المحامي العام الأول بدمشق “أحمد السيد” , وجود أكثر من 20 قضية تجارة بالأعضاء خلال الأربع سنوات الاخيرة في محاكم القضاء السوري , مرجحاً أن العدد الكلي لهذا النوع من الجرائم قد فاق 20 ألف حالة , و هذا ما وثقه ايضاً رئيس الهيئة العامة للطب الشرعي الدكتور “حسين نوفل” حيث أوضح أنه تم نقل أعضاء 15600 شخص من أصل 62 ألف جريح عولجوا في دول الجوار.

و أكثر الطرق التي يلجأ لها الشبان لبيع أعضائهم, هو البورصات الالكترونية, عبر مواقع التواصل الاجتماعي , حتى بات اعلان واحد أو اثنين من السوريين برغبتهم ببيع أعضائهم على صفحات التواصل الاجتماعي يوميا , أمراً طبيعياً , و اعتبرت الادارة العامة للفيس بوك أن هذا الموضوع لا يشكل عمل غير مشروع عبر صفحاتها , كونه لا يحرض على العنف و لا ينشر صورا غير لائقة
الأمر لم يتوقف عند بيع الكلى، بل لبيع جزء من الكبد أو جزء من الرئة، أو أي شيء آخر من شأنه إنقاذ الشباب السوري من البؤس المعيشي , و أصدرت منظمة “الأونوروا” , التابعة للامم المتحدة خلال آذار من عام 2015 , أن معدل الفقر لدى السوريين ارتفع إلى 82.5 في المئة مع نهاية عام 2014، بعد أن كانت نسبة الفقر 64.8 خلال عام 2013
فيما تغفل المنظمات الدولية عن هذا النوع من الانتهاكات , بحجة عدم معرفتها بهذه الظاهرة أو عدم تجاوبها مع المراسلات بهذا الصدد , وكان رد “منظمة العفو الدولي” بهذا الشأن , أن امر التحقيق بهذا النوع من القضايا , ليس من اختصاصها وانما من اختصاص “الانتربول الدولي” التي يقوم بمكافحة و منع الاتجار غير المشروع للاعضاء.

hqdefault

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى