عالم الرياضة

صفعة قوية لريال مدريد.. انهيار السوبر الأوروبي قبل أن يرى النور بعد تتالي انسحاب الفرق منه

 

تتالى انسحاب الفرق الأوروبية، اليوم الأربعاء، من مشروع بطولة السوبر الأوروبي قبل أن يبصر النور، وبعد ثلاث أيام فقط من الإعلان عن مخططه الأولي، وذلك رضوخاً لضغوطات المسؤولين الكرويين والسياسيين والجمهور على حدّ السواء.

 

انسحاب الفرق من السوبر الأوروبي

 

أعلن أتلتيكو مدريد في بيان، اليوم الأربعاء، أن النادي المنتمي إلى دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم بات أحدث المنسحبين من مشروع دوري السوبر الأوروبي.

وأكد أن المسابقة التي كان يريد المشاركة فيها لم تعد قائمة بنفس الشكل، مشيراً إلى أن اللاعبين والجهاز التدريبي يشعرون بالسعادة بهذا القرار.

اقرأ أيضاً:

ما هو دوري السوبر الأوروبي ولماذا أثار الغضب

وانضم إنتر الإيطالي إلى المنسحبين من مشروع الدوري السوبر الأوروبي لكرة القدم، وأكد في بيان: “أنه لم يعد جزءاً من مشروع الدوري السوبر”.

ومن جانبه، اعتبر، أندريا أنييلي، رئيس نادي يوفنتوس الإيطالي أن مشروع الدوري السوبر الأوروبي الانفصالي الذي أطلقه 12 من كبار أندية القارة، لا يمكن أن يبصر النور بعد انسحاب الأندية الإنجليزية الستة، أمس الثلاثاء، علماً أن أسهم بطل إيطاليا تراجعت بنسبة 12 في المئة في بورصة ميلانو بعد انهيار المشروع.

وبدوره، قال رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم السلوفيني، ألكسندر تشيفيرين: “هذه “الدزينة القذرة” التي تحدث عنها باتت الآن أقل من نصف دزينة بانسحاب أندية مانشستر سيتي وتشلسي ومانشستر يونايتد وأرسنال وليفربول، وأتلتيكو مدريد، ما دفع بالمؤسسين إلى التوجه إلى إعادة هيكلة البطولة شبه المغلقة المنافسة لدوري الأبطال”.

ويبدو أن المؤسسين الـ12 لم يدرسوا خطوتهم بشكل كاف، ولم يتوقعوا بأن تكون ردة فعل الجمهور بشكل خاص غاضبة إلى هذه الحد.

اقرأ أيضاً:

مع اقتراب الإعلان عنها.. مصادر تكشف ما هي بطولة دوري السوبر الأوروبي التي قد تنافس دوري الأبطال وموقف الاتحاد الأوروبي منها

و من جانبها، قالت صحيفة “ماركا” الإسبانية: “بحسب مجريات الأمور، يبدو مشروع السوبر السخيف بعد قرار انسحاب الأندية الإنجليزية الستة، كأنه ولد ميتا، والمشروع انهار”.

وقالت صحيفة “ليكيب” الفرنسية : “لقد انهار الدوري السوبر مثل قصر من الورق” موضحة أن “المتمردين أساؤوا تقدير حجم العاصفة التي أحدثوها وأن المقاومة الأقوى جاءت من إنجلترا”.

ردة فعل الجناهير

وبالفعل، لم تتوقع الأندية الإنجليزية ردة فعل جماهيرها الرافضة لهذا المشروع، الذي كان من المفترض أن يدر عليها أموالاً طائلة، وبينها تشلسي الذي دخل، أمس الثلاثاء، مباراته في الدوري الممتاز ضد برايتون (صفر – صفر) على وقع الاحتجاجات خارج ملعبه “ستامفورد بريدج” اعتراضاً على مشاركة النادي اللندني في إطلاق الدوري السوبر.

ووضع قرابة ألف مشجع لأندية إنجليزية عدة خصومتهم في الدوري الممتاز جانباً وشاركوا في هذه التظاهرة الاحتجاجية ضد “الانشقاق” عن الكرة الأوروبية، ورفعوا لافتات كتب عليها “لترقد كرة القدم بسلام 1863 – 2021″، و”أسست من قبل الفقراء، سرقت من قبل الأثرياء”، و”رومان افعل ما هو صحيح”، في رسالة إلى مالك تشلسي الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش.

وحتى قبل بداية المباراة التي تأخر موعد انطلاقها 15 دقيقة بسبب إقفال الطريق أمام حافلة الفريق، وجه لاعبو برايتون رسالة احتجاجية لمضيفيهم من خلال ارتداء قمصان خلال الإحماء كتب عليها مع شعار مسابقة دوري الأبطال “كرة القدم من أجل الجمهور” و”استحقوها” أي المشاركة في دوري الأبطال عوضا عن حجز مقعد سنوي لـ15 ناديا مؤسسا لدوري السوبر بغض النظر عن نتائجها في الدوري المحلي

ورأت “ليكيب” أنه “مع السبل التوسعية للدوري الإنكليزي الممتاز، فإن إنجلترا التي هي مهد اللعبة، جعلت مشروع الدوري السوبر ممكنا”.

لكن إنجلترا التي تتغنى “في ارتباطها بفكرة أن النادي هو أولا وقبل كل شيء مولود من مجتمع الطبقة العاملة في نهاية القرن التاسع عشر”، كانت أيضا “الأكثر تأثيرا في إسقاط مشروع الخونة أو الأوغاد الـ12 أو المتآمرين”، بحسب “ليكيب” التي استندت في نعتها إلى ما صدر من عناوين في الصحافة الإنجليزية.

وكان ما حصل في وقت متأخر من ليل الثلاثاء بالنسبة لصحيفة “دايلي ميرور” البريطانية “انتصارا للجماهير. انسحبت الأندية الإنجليزية الستة من الدوري السوبر وتركت البطولة في حالة يرثى لها”.

لقد “تعثر الدوري السوبر مع رضوخ الأندية لغضب الجماهير”، كما أشارت صحيفة “ذي تايمز” في نسختها الإلكترونية، متحدثة أيضا عن الدور الهام الذي لعبه المدربون واللاعبون والسياسيون في دفع الأندية الإنجليزية إلى الانسحاب.

وكان مانشستر سيتي السباق إلى الانسحاب، وقال في بيان إنه “يمكن لنادي مانشستر سيتي لكرة القدم أن يؤكد أنه اتخذ رسميا إجراءات الانسحاب من المجموعة التي تطور خطط الدوري السوبر الأوروبي”.

وبدوره، أعرب رئيس “ويفا”، ألكسندر تشيفيرين، عن سروره لقرار سيتي، قائلاً “يسعدني أن أرحب بعودة سيتي إلى أسرة كرة القدم الأوروبية”، مشيداً بـ”الذكاء الكبير” و”الشجاعة” لهذا الانسحاب.

اقرأ أيضاً:

هل بات اللعب للنخبة فقط.. انقلاب علني على دوري أبطال أوروبا وردود فعل متباينة تجاه السوبر الأوروبي

أول تعليق حكومي رسمي

 

ومن جانبه، كان رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الذي عارض بشدة هذا الدوري، أول الرسميين الذين يعلقون على خبر انسحاب سيتي، قائلا على تويتر إنه “القرار الصحيح تماما”، مضيفاً “آمل أن تحذو الأندية الأخرى المعنية بالدوري السوبر الأوروبي حذوهما” في إشارة منه أيضا إلى تشلسي، في ظل الحديث حينها عن إمكانية انسحابه قبل أن يتخذ لاحقا القرار بشكل رسمي.

وقالت صحيفة “غازيتا ديلو سبورت” الإيطالية: “يعتبر ما حققه الدوري السوبر إنجازا قياسيا فريداً لأنه في غضون 48 ساعة اتحد ضده القادة السياسيون، البرلمان الأوروبي، المؤسسات الرياضية، كل الصحافة الدورية، المشجعون، والمدربون واللاعبون وحتى المؤسسات التي انضمت إلى المشروع”.

وتابعت: “معنى هذين اليومين المجنونين ربما يتمثل الآن في عدم التوقف عند هذا الحد، بل يجب الاستفادة من حركة المؤشر في ميزان القوى، وتقديم مطالب أخرى يمكن أن تعيد اللعبة ومشجعيها إلى قلب منظمة كرة القدم”، بحسب “ليكيب” التي نشرت صورا لفريق الدرجة الرابعة رومييّي فاليير الذي تأهل الثلاثاء إلى نصف نهائي كأس فرنسا، مع تعليق “هذه هي كرة القدم”.

وتقدم، جون هنري، مالك ليفربول الرئيسي باعتذار إلى المشجعين والمدرب، يورغن كلوب، يوم الأربعاء، بسبب “الارتباك” الناجم عن إعلان المشاركة في دوري السوبر الأوروبي لكرة القدم.

وكان رئيس نادي ريال مدريد، فلورنتينو بيريز، قد قال إن الهدف من إطلاق دوري السوبر الأوروبي هو “إنقاذ كرة القدم”.

ويعد ريال مدريد أحد الأندية الأوروبية الـ 12 التي انضمت إلى هذا الدوري المنفصل، وكانت هذه الأندية قد اتفقت على تأسيس “بطولة نصف أسبوعية جديدة” حتى تستمر الفرق في “المنافسة في البطولات المحلية”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى