اخبار العالم

يخيف مصر!.. ما هو مشروع غزة الكبرى الذي طرحته إسرائيل

كثر مؤخراً الحديث عمّا يُسمى مشروع “غزة الكبرى”، الذي تهدف إسرائيل من ورائه، حسبما تردد، إلى توسيع مساحة قطاع غزة غرباً على حساب سيناء المصرية، ما أدى إلى صدور تحذيرات عن الأوساط الرسمية والشعبية الفلسطينية والمصرية على السواء من خطورة مشروع كهذا.

– فما هو مشروع غزة الكبرى

بعد أن أكد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين لإذاعة الجيش الإسرائيلي قبل أيام أنه “في نهاية هذه الحرب، لن يتم القضاء على حماس في غزة فحسب، بل سيتم تقليص مساحة غزة أيضاً”، تصاعدت تلك التحذيرات بشكل أكبر.

والجمعة الماضية، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أن بلاده ستخلق واقعاً أمنياً جديداً في غزة”.

وفي وقتٍ سابقٍ، حذر الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس، من مخطط إسرائيلي لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة المكتظ بالسكان، حيث يعيش 2.3 مليون نسمة تقريباً على مساحة 365 كيلومتراً مربعاً من الأرض، إلى سيناء.

ووفقاً لما ذكره خبراء فإن هذا المشروع، الذي يقتضي أيضاً تقليص مساحة قطاع غزة من جهة الشرق، يهدف إلى إيجاد منطقة عازلة تفصل بين حدود القطاع والبلدات والمستوطنات الإسرائيلية القريبة منه لتوفير مزيد من الأمن لهذه البلدات.

خاصةً، بعدما أظهر هجوم حركة حماس على المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر والذي أسفر عن مقتل نحو 1400 إسرائيلي وأسر ما بين 200-250 آخرين، ثغرة تتعلق بالمساحات الجغرافية، حيث وصل مقاتلو الحركة إلى نحو 10 كيلومترات من الضفة الغربية.

كما مثل ذلك خطورة شديدة على إسرائيل، إذ أن وجود اتصال بري بين الضفة والقطاع يعني عزل وسط إسرائيل وجنوبها عن باقي الأراضي، وإجبار القوات الإسرائيلية على العمل في ظروف صعبة للغاية وجرها لقتالٍ دامٍ داخل المدن المكتظة على الأراضي التي قامت عليها إسرائيل في 1948.

– مشروع قديم

وبحسب وكالة أنباء العالم العربي “AWP”، فقد أكد الكاتب الصحفي والإعلامي المصري، مصطفى بكري، أن المطروح الآن هو مشروع قديم سبق أن طرحه مستشار الأمن القومي الإسرائيلي آنذاك جيورا آيلاند عام 2004، وهو إقامة (دولة غزة الكبرى) بحيث تقتطع مساحة من غزة لإسرائيل وتُضم مساحة من سيناء لغزة.

وقال بكري: إنه وفقاً لمشروع آيلاند، فإن القطاع بحاجة إلى أن تزيد مساحته بواقع 3 أضعاف، إذ اقترح ضم 600 كيلومتر مربع من سيناء للقطاع.

وأوضح بكري، أن هدف إسرائيل الآن هو خلق مشكلة فلسطينية مصرية من خلال التهجير القسري لسكان غزة، مشيراً إلى أن إسرائيل تريد منطقة عازلة بين المستوطنات الإسرائيلية ومنطقة حدود غزة.

وأضاف النائب في البرلمان المصري أيضا، أن هذا الأمر لا يهدف إلى حل مشكلة الديموغرافيا “حيث يعيش مليونان ونصف المليون على مساحة 365 كيلومتراً مربعاً، ولكن الهدف هو تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي”.

وحذر من مخطط التهجير الكامل لأهالي غزة إلى مصر والتهجير الكامل لأهالي الضفة الغربية إلى الأردن ومن “تحقيق هدف يهودية الدولة الإسرائيلية من النهر إلى البحر بحيث تكون خالصة لليهود”.

يشار إلى أنه وفقا لذلك المشروع، اقترح آيلاند تعويض مصر بمساحة 200 كيلومتر مربع من صحراء النقب شمال غرب مدينة إيلات، بحيث تُساهم هذه المنطقة في الربط بين مصر والأردن وتحقيق منافع اقتصادية للبلدين ودول الخليج عبر إيجاد ممر إلى البحر المتوسط لتصدير النفط إلى أوروبا.

– صحراء النقب

أما فيما يتعلق بطرح صحراء النقب كبديل لسيناء من قبل الرئيس المصري، فقال بكري إن “ما قاله السيسي بشأن فتح صحراء النقب للغزيين بدلاً من سيناء كان من باب إلقاء الكرة في ملعب الإسرائيليين ليس أكثر”.

من جانبه، أكد مدير تحرير صحيفة “الأهرام” المصرية أشرف العشري، أن “السيسي أراد أن يُبقي الكرة في ملعب إسرائيل”.

كما شدد على أن كل ما يتردد عن مخططات إسرائيلية لاقتطاع أجزاء من غزة أو تهجير سكانها إلى سيناء لن تقبل به مصر بأي حال من الأحوال.

ولفت إلى أن “عملية ترانسفير الفلسطينيين إلى سيناء ستؤدي إلى حالة من التوتر المصري الإسرائيلي” وقال إن “البقاء على غزة في وضعها الحالي هو النموذج الأمثل، على أن يكون هناك بعد الحرب صيغة لإعادة إعمار القطاع في المرحلة القادمة”.

وأشار إلى أن هناك “محاولات ضغط أمريكية إسرائيلية أوروبية على القاهرة لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء”، مؤكداً أن “هذه القضية بمثابة خط أحمر بالنسبة للمصريين وقد تؤدي إلى توتر في الإقليم”.

إلى ذلك، رأى أن أي تصعيد إسرائيلي بهذا الشأن سيقابله تصعيد مصري، منوهاً إلى أن القاهرة لديها عدة سيناريوهات للتعاطي أمنياً وعسكرياً مع إسرائيل أيضاً حال تعرضت لتهديد في أمنها القومي.

– ألاعيب وادعاءات ضد التاريخ والحقيقة والمنطقة

وفي سياق متصل، اعتبر الكاتب والمفكر المصري فهمي هويدي، أن “إسرائيل تمارس ما تشاء من الألاعيب والادعاءات ضد التاريخ والحقيقة والمنطقة”.

حيث قال: إن “إسرائيل تحاول أن تصنع حقائق جديدة مستثمرةً إمكانياتها الإعلامية، خصوصاً فيما يتعلق بجغرافيا قطاع غزة وتهجير سكانه إلى سيناء وفرض واقع جديد في غزة ومساحتها”.

وأضاف أن “قطاع غزة كانت مساحته 555 كيلومترا مربعا وتم تقليصها إلى 365 كيلومترا مربعا فيما بعد، والآن تريد إسرائيل اقتطاع المنطقة الشمالية للقطاع بشكل كامل”.

كما رأى أن “إسرائيل تحاول استغلال الوضع الدولي المؤيد لها لتقوم بمخططاتها بتقليص مساحة غزة من أجل تأمين مستوطنات الغلاف”، لكنه أكد أن كل هذه المخططات ستفشل في ظل الرفض المصري القاطع لها.

ومنذ اشتعال الصراع في السابع من أكتوبر، حثت إسرائيل سكان شمال غزة إلى النزوح نحو الجنوب، والبقاء هناك ما لم يبلغوا بخلاف ذلك.

فيما حذرت دول إقليمية عدة على رأسها مصر والأردن من مخطط لتهجير الفلسطينيين وإفراغ القطاع.

يخيف مصر!.. ما هو مشروع غزة الكبرى الذي طرحته إسرائيل
يخيف مصر!.. ما هو مشروع غزة الكبرى الذي طرحته إسرائيل

اقرأ أيضا:

))أول محاولة توغل بغزة.. قوات إسرائيلية تتقدم أمتاراً وجاءها الرد من كتائب القسام

)) بالفيديو|| مذيعة هندية ترد على “ضيف إسرائيلي” اتهمها بدعم فلسطين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى